تتقاطر خفافيش الظلام على المراقص الليلية فرادى ومثنى وزرافات، مثل سيل جارف لوجوه بشرية تبحث عن اللذة وعن الإثارة، وعن قضاء سهرة نهاية الأسبوع ماجنة، حيث تلتصق الساق بالساق والذراع بالذراع و تتمازج روائح فتيات مومسات، بل، و"طفلات العائلة" مع عرق الوحوش البشرية. ويضاف إلى سلسلة المخنثين اللوطيين فتيان تربوا على الكسب ببيع "أعراضهم" بدراهم معدودة.. في عالم آخر لا يعرفه إلا قليل ممن اختلط بعالم مليء بالعجائب والمنكرات.. شبكات للقوادة في أماكن تتناغم فيها الدعارة ب "الدسارة" وشبكات النخاسة بضحايا جدد يسقطن كل يوم. ويحبس الشرف الرفيع أنفاسه ولا يتنفس الصعداء إلا بعد بروز فجر جديد. هكذا تبدو مدننا العتيقة وهي تستقبل ليلا جديدا، ومنها مراكش التي قيل إنها وردة حمراء بين النخيل، فاح عطرها فملأ الآفاق، وساح سحرها ليجذب من كل حدب وصوب العشاق.لكن هذه الصورة الجميلة التي نتخيلها للمدينة تهتز في الأذهان بعد أول جولة بعلب الليل هذه.. حيث سواد الليل يحجب بريق النهار. شهادات قليلة حية يستقيها المرء، تكفيه لكي يرجع مصدع الرأس، حسير القلب، يتملكه شعور قوي في الرغبة في الغثيان. تُسمع الحكاية لتروى بأقل التفاصيل، احتراما لمشاعر مرهفي الإحساس، وتنزها من لوثة الآثام.
مومسات محترفات ..وبنات عائلة.. لم يكن يخطر على البال أن حديثا عابرا يمكن أن يقض مضجع المرء في يوم ما ويترك فراشه في وقت متأخر من الليل والناس نيام ،ليذهب لزيارة أول علبة ليل يصادفها في «كيليز».. ذلك الحي الموجود خارج أسوار المدينة القديمة، ويرى بأم عينيه ما يحكى في أحاديث أولاد الدرب عن عالم موبوء بالفسق والفجور، مليء بدعارة الفتيات والرجال، بالمسكرات والمحرمات. يقول أحد حراس إحدى المراقص الليلية بشارع محمد الخامس بالمدينة إن أغلب رواد المرقص هم من المغاربة، وبنسبة قد تصل إلى99.99%، في حين غالبا ما نسمع وزيرا أو مسؤولا حكوميا يقول إن الخمر تقدم لغير المسلمين، بل الأدهى من ذلك أن نسبة كبيرة منهم من الشباب سواء كانوا ذكورا أو إناثا ومنهن القاصرات. كانت الوقت متأخرا من الليل عندما قطع الحارس حديثه بعد وقوف سيارة أجرة ونزول فتاة من سيارة أجرة.. بنت في مقتبل العمر، سيجارة في الفم يلف سحابها ملامح وجه مدرسي ينضاف إلى وحشة الليل، تتملك المرء الدهشة وهو يراها تنزع معطفها وتضعه في كيس بلاستيك أبيض كبير وتسلمه لأحد حراس السيارات لتبقى بلباس فاضح، و يزداد المرء اندهاشا حين يسمعها تلقي سلاما على صاحبنا حارس باب العلبة، وتناديه باسمه، فيناديها ويبادلها التحية ويرحب بها ويلومها لوما خفيفا على التأخر.. لا تحتاج أن تدفع ثمن الدخول لأن الوصول المعتاد للعديدات من مثل هؤلاء حتما سيزيد من حرارة السهرة، كما يقول بعض العارفين بخبايا الأمور، ويدفع الكثير من السكارى لطلب الكأس الثانية ..والثالثة والرابعة و هلم جر. طبعا أغلبهن محترفات لهن نصيب في كل كأس يسكب وفي كل جرعة تشف، لكن منهن "بنات العائلة"، قاصرات أو بالغات ممن لا يعدمن حيلة للتخلص من مراقبة أسرية خفيفة أو صارمة، ليأتين لقضاء سهرة ماجنة، قد يصبن منها ببعض المال وبعض من معارف المجتمع.. بعد ذلك بدأت أفواج سيارات الأجرة أو سيارات خاصة تتوافد على المرقص ينزل منها زوار الليل مثنى مثنى بلباس السهرة، يلقون التحية على الباب ويرمون بأعقاب السجائر على الرصيف.. بروتوكول تفرضه بعض علب الليل من النوع "الراقي" .. منهم من ينتظر في الباب لكي تكتمل "الشلة" وتمتد الأعناق لمصافحة زملاء القسم أو زميلات العمل، قبل نزول "الحفرة" لقضاء الثلث الأخير من الليل. ثمن الدخول في تلك الليلة 150درهما، وكانت ليلة يوم أحد أو ما يعرف عند أهل الميدان بsamedi soir. باقي الليالي يمكن أن ينخفض فيها الثمن إلى 80درهما. قد تنتهي السهرة بلا مشاكل فالمفرغون ( lesvideurs) مشمرون سواعد النحس لرمي كل من "سخنت" رأسه أو تتطاير بعض شظايا من عقله وأراد أن يحدث بعض الفوضى أو بعض "الحيحة" . سيارة الشرطة على مقربة ..وهي تراقب عن كثب ما يمكن أن يحدث من معارك أو مشادات ينتقل ضجيجها من الداخل إلى الخارج. السهرة تنتهي حوالي الساعة الرابعة. طبعا مثل هؤلاء لن يرجعن إلى بيوتهن في مثل هذه الساعة المتأخرة من الليل، زبائن كثيرة مستعدين للدفع السخي من أجل ليلة بين الأحضان، الكثيرات منهن يفضلن أصحاب السيارات تفاديا للصوص من "نوع خاص" يتصدين في الباب كل من ذهب الخمر بعقله ولبه، وفضل مرافقة فتاة على الأقدام في انتظار وصول طاكسي أو حتى بعدما ينزل مع رفيقته في الفسق منه. علب مراكش ومراقصها أغلبها توجد بجانب فنادق أو داخلها..السبب معروف طبعا.
حكاية من ألف :أنا من سقت طفلتي إلى الهلاك.. يقول أحمد شوقي بنيوب نائب رئيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان وعضو المرصد الوطني لحقوق الطفل إن التحدث في موضوع الاستغلال الجنسي وخاصة بالنسبة للطفلات لازال من المحرمات في الضفة الجنوبية من حوض البحر الأبيض المتوسط، وخاصة في المنطقة العربية، وإن موضوع الاعتداءات الجنسية يطرح دائما بعلاقة مباشرة مع الشبكات الجنسية المرتبطة بالسياحة الجنسية والاستغلال الجنسي للأطفال، و إن هناك عناصر وقرائن أولية لوجود شبكات من هذا القبيل، وهذا الموضوع لا يمكن اختراقه والتصدي له إلا بآليات محكمة..هكذا تقول جهات رسمية في موضوع استغلال الأطفال دون الثامنة عشرة، لكن مرارة التجربة جعلت امرأة تحكي تفاصيل اغتيال شرف ابنتها .وهاكم الحكاية.. شعرت بقشعريرة قوية تدب في جسمها وهي ترى ابنتها الصغيرة تدخل عليها بعد سفر ليس طويلا من إحدى الدول الخليجية وبالضبط من دويلة البحرين، وهي تحمل من الأمتعة والنقود ما لم يكن يتصور على البال، وبجانبها شاب سعودي قالت لها إنه يريد خطبتها.. صدقت الحكاية في البداية ولم تخف أن شيئا من الفرح خالط القلق الذي بداخلها، خاصة أنه بإمكانها الآن الافتخار ببنت تشتغل بالمهجر وتكسب مالا حلالا، لكن فرحتها هذه لم تدم طويلا بعدما اكتشفت أن "س" المدلعة ، تبقى لمدة طويلة داخل غرفتها تدخن كما هو خطيبها، فقد أغمي عليها ولم تع إلا وبناتها الثلاث وبعض من جيرانها الذين يسكنون نفس البيت الذي تكتري جزء مه يقفن على رأسها، عرفت بعد ذلك كيف استدرجت فلذة كبدها، إلى أحد الفنادق بالخليج لتشتغل عارضة لحوم بشرية، بطقوس غريبة وفي فنادق رسمية، حاول الشاب أن يفهمها أنه هو من أنقذها من هذا العالم الموبوء، لكن الجميع لم يستغرب، فهذه نهاية طبيعية لحكاية كنت هي بطلتها منذ البداية، هكذا تحدثت إلى أقربائها وجيرانها السيدة "م" وهي تحكي مأساة عاشتها العائلة الصغيرة والكبيرة، وانتقل صداها في أرجاء المعارف والجيران. وتضيف السيدة "م" وهي أم لثلاث بنات وتقارب الخمسين:أنا من كنت أشجع بناتي على ارتياد علب الليل وهن في سن صغيرة وهي لازالت تذهب إلى الثانوية ، ليس حبا في المال و لا لأجل الدعارة، ولكن كانت عقدة مرسخة في نفسي، لقد كان أبي رحمه الله جد البنات قاسيا علينا نحن البنات ولم يكن يرضى أن نخرج حتى لشم الهواء، بل لقد زوجني لرجل يكبرني ب34 سنة ، كان عالة علي أكثر من زوج، سنه المتقدم لم يكن يسمح له برعاية الأطفال، وحملت مسئوليتهم وحدي، باختصار لم تكن لديه كلمة في البيت ، مات وازداد حملي، كنت لا أشتري لباسا إلا الفاضح منه عله يزيل من تبقى من مكبوتات بداخلي، لم أكن أتصور أني أرمي ببناتي إلى الجحيم، لم أكن أتصور أن تقاد بنتي إلى دور النخاسة مثل ما تقاد النعاج إلى المسلخ البلدي. في علب مراكش الليلية تعرفت "س" على "سمسارة" أتت من مدينة الرباط، أقنعتني أن بنتي ستعمل بإحدى الشركات بالعاصمة، وأنها ستوفر لها المبيت في جناح في "فيلا " والدها المقاول، لكن لم يكن يتخيل لي أن تبيعها كل ليلة في قصور الأغنياء هناك، وبعدها تقنعها لتهاجر إلى البحرين محترفة الدعارة. حكاية من ألف نسمعها كل مرة، ولا يجول بالخاطر أن شبكات منظمة تعمل من أجل هذه، ولا غرابة أن أغلب بائعات الهوى في الخليج مغربيات. هكذا تربى بعض فتيات المدينة على ارتياد علب الليل، حتى أصبح منعهن منها يقابله الموت، ففي أول أيام السنة الميلادية الجارية، استقبل مستشفى ابن طفيل حالة تسمم إرادي أدى إلى الانتحار، والسبب كما تقول خالة الضحية، منع هذه الفتاة من قضاء ليلة رأس لسنة خارج البيت. ويحسب المرء أن مراقبتهن ليلا يكفي لعدم سقوطهن في الرذيلة. وكما يحكي أحد الشباب التائبين ، فالسهرات تقام كذلك نهارا بجميع وشروط سهرات الليل من رقص وعري وفجور.
رجال .."مومسات"... وشواذ يعقدون مؤتمرا؟! وفي علبة أخرى من علب الليل، في زنقة جانبية من شارع محمد الخامس دائما، ستجد نفس الحكاية..ونفس المأساة .. فتيات في عمر الزهور.. يغتال شرفهن وينال من كرامتهن..يجدن أنفسهن تحت رحمة شبكة من تجار اللحوم البشرية..وفي هذه المرة ..نوع آخر استجد بوجود زبائن من نوع خاص..هي دعارة الفتيان والرجال أو ما يعرف الشذوذ الجنسي، حيث تعتبر هذه العلبة..مكانا معروفا لدى زوار الليل الباحثين عن اللذة المحرمة المثلية.. أشباه رجال ..وأشباه نساء ...أغلب الزوار هم من الأجانب، يصطادون فرائسهم بسهولة، ويسهل عليهم ممارسة الفاحشة بأحد الفنادق المجاورة أو بالدور القديمة ، وكما يقول أحد العاملين بأحد الفنادق حين سألناه ألا يمكن مراقبة هؤلاء الشواذ، فلا يمكن أن تحبس رجلين من المبيت في غرفة واحدة، وهكذا فقد تعترض بعض المصاعب دعارة النساء لكن هؤلاء لا أحد يمكن أن يقف في وجههم. فالكثير من الناس يغضون الطرف عن هؤلاء بدعوى تشجيع السياحة أو بعدم المبالاة . عقد مؤتمر للشواذ حرك الرأي العام، وصدم الكثير من الغافلين، حتى تساءل البعض هل فعلا ستحتضن بلادنا مثل هذه الملتقيات الشاذة التي تتنافى مع الأخلاق الإسلامية، كما فعل الأستاذ حسن مروكن عضو المجلس الوطني لحزب الاستقلال، لأن هذا الموضوع، في رأيه، بات يشغل بال الرأي العام الوطني، ويقلق بال كل غيور عن مقومات هويتنا الدينية والأخلاقية والوطنية، وقد أصبحت هذه القضية مسألة تتطلب أن يسمع فيها الرأي الوطني واحترامه، وإقامة مؤتمر للشواذ جنسيا بمدينة مراكش، يعتبره الأستاذ مروكن شخصيا، جريمة أخلاقية كبرى في حق دولة عربية مسلمة وفي حق مواطنيها، جريمة لا تغتفر للحكومة المغربية إن رخصت بإقامتها، وتقصير في تحصين المجتمع المغربي في مواجهة الاغتراب الحضاري والاستلاب الثقافي الذي يستهدف بلادنا.. فكل مغربي غيور مؤمن بقناعته الدينية والأخلاقية ومتمسك بهويته الوطنية سيكون موقفه الرفض بإلحاح لكل أنماط السلوك التي تتنافى مع قيمنا الروحية ولسنا في حاجة ماسة لاحترام المواثيق الدولية وغيرها التي تتنافى مع عقيدتنا الإسلامية من أجل الدفاع عن قناعتنا وحقوقنا، لأن العقيدة الإسلامية بنيت على أساس الكرامة التي منحها الله سبحانه للإنسان منذ خلقه. لكن هل تكفي هذه الأصوات أمام من يراهن على ضخ عملة صعبة يصعب الفكاك منها؟ وهل يكفي أن تنفي السلطات المحلية خبر إعطائهم الترخيص ؟ فهو يعقدون "مؤتمرا" كل يوم كما يقول "ع" وهو طالب بإحدى مدارس المحاسبة، فعدد المخنثين في تزايد، وإن طالبا مخنثا يسكن مع أحد الشواذ في رياض بالمدينة القديمة بحي الموقف، وهو من يدفع له الأجر الشهري لاستكمال دراسته.إنهم يكسبون أنصارا جددا، الكثير منهم وأمام انسداد الأفق امتهنها حرفة، فطبيعيا أن يتجرأ هؤلاء فيعلنون عبر عدة منابر إعلامية عن نيتهم بعقد مؤتمر للشواذ بمراكش لأنهم يتحركون كيف يشاءون، حتى أن أول صالون للتجميل سيفتح قريبا بمراكش وقد كتب في بابه coiffure et soins pour hommes.. ورغم التحذيرات يضيف "ع" فالظاهرة باتت فعلا تقلق، فيكفيك أن تقف قرب محطة القطار أيام نهاية الأسبوع، أو تتجول في الأماكن الخاصة والمعروفة لدى خاصة أمام علب الليل الخاصة وأمام «البوسطة» الكبيرة لتكتشف أن أعدادا لا بأس بها- وكثير منهم أجانب- يلوثون المدينة بأفاعيلهم الهدامة، وتلك الواقعة التي حدثت في ليلة رأس السنة الميلادية تؤشر على ذلك، إذ سمع الناس في آخر الليل صراخ شابين يتنازعان لوطيا أجنبيا من منهما يقع به الأول في أحد بازارات المدينة القديمة، والتي باتوا يخمرون فيها تلك الليلة.
حانات بجانب مساجد عتيقة ، وسهرات خاصة جدا ..؟! إلى وقت قريب لم يكن يسمح داخل المدينة القديمة إلا في حالات خاصة جدا بإقامة حانات، لكن ومنذ ظهور ظاهرة بيع رياضات المدينة للأجانب، لم يتوان هؤلاء الملاك الجدد إلى تحويلها إلى مطاعم تقدم فيها الخمور، بدعوى أن زوارها من الأجانب، ولم لا إقامة سهرات راقصة من حين لآخر على شاكلة علب الليل لا يحتاج صاحب المحل سوى الحصول على رخصة سريعة بالموافقة ، كما قال أحد العاملين بمطعم يديره شاب فنسي يوجد بحي «قاعة بناهيض» وهو من الأحياء الشعبية، ويوجد بالقرب منه مسجد ابن يوسف الشهير، وغير هذا المطاعم كثير، نصف ساعة في وقت متأخر من الليل بباب هذا المطعم يتيح للزائر أن يرى ما لا يجول في خاطر إنسان سوي، مومسات وبغايا يرافقن أجانب أو مغاربة، نساء تستحيي الأرض أن تحمل مثل تلك الأجسام العارية، ولما سئل الحارس هل هذا المطعم ًالرياضً خاص بالأجانب ، قال نعم هو كذلك، وما هي إلا لحظات حتى خرجت فتاة مغربية تعانق شابا، يقول "أنس" وهم أحد رواد هذا المطعم الذي خرج لتوه مترنحا والخمر بعقله أنه خسر في تلك الليلة ما يقارب 2500درهم وهي أقل ما يمكن جلبه من زبون، حينها استطرد أحد الواقفين بالباب قائلا، إذا كان لك من المال مالا تحتاجه، فلن يمنعك أي أحد، رقص شرقي وغربي. وكل ما تهواه النفس الخبيثة. فقد أصبحت هذه المطاعم قبلة العديد من الأجانب والمغاربة الميسورين. أما في بعض الدور القديمة المملوكة لأجانب ، فتقام سهرات خاصة، تجلب إليها الفتيات والخمور، وكثير من يسكن الأحياء الشعبية كحي «رياض الزيتون القديم» مثلا يعرف أن العديد من هذه الدور تدور في رحاها عمليات مشبوهة، بات القصد من ذلك هو تخريب ما تبقى من حياء في هذه الأحياء والتي حافظت على نقائها لمده من الزمن كما يقول الأستاذ محمد قصير أحد الوعاظ بمساجد مراكش ، "إن مدننا العتيقة مستهدفة ، لتدنيس بقعها الطاهرة النقية، وإلا لماذا يختارون المدينة العتيقة حيث المساجد، كثيرة والناس محافظة على دينها، ولهذا فالذين يرون الفاحشة، و يشجعون عليها أو يسكتون عنها، يفتحون الباب على مصراعيه لتصبح المدن الطاهرة عاهرة ودنيئة، وكل من سولت له نفسه أن يفعل فعل قوم لوط أن يأتي إليها ولا حسيب ولا رقيب، ويوشك الله أن يعمنا بعذابه كما فعل مع قوم لوط.
مؤتمرات علمية..وسهرات ماجنة. وجه المدينة السياحي يجعل العديد من المنظمين يختارون المدينة لعقد ندوات ومؤتمرات علمية وطبية، ويا ليتهم اعترفوا بما تزخر به المدينة من تراث حضاري، لكن وبدافع كرم السواح تقدم الخمور، ولم لا بعض الراقصات العاريات، في حادثة حديثة تحكي"ف.ع" إحدى المؤتمرات في ندوة علمية : انتفضت خارجة غاضبة، وحاول المنظمون أن يهدئوا من روعي، لكني كنت مصممة على أن أغادر القاعة بعدما بدئ في تقديم الخمر وتقديم راقصة شرقية، كان ذلك في مؤتمر علمي بتنظيم وزارة العدل، احتج المنظمون بكون التعليمات أعطيت كي لا يسقى إلا الأجانب، وللمغاربة بالقدر الذي لا يضيعون عقولهم ويفسدون على سواحنا وسائحاتنا فرحتهم.. هي نفس الحكاية تتكرر مع كل مؤتمر علمي، في فندف صغير أو كبير. تقول تعرف المدينة في مطعم مشهور بالمدينة حيث تقدم الفروسية، وتقام الليلة بالشيء الفلاني، تقدم للمؤتمرين "العلماء" رقصات "شرقية"، وأخرى من تراثنا الفلكلوري، في إحدى الفرق الترفيهية لا تزيد عمر الفتاة عن سن الرابعة عشر، بعد رقصة أولى، وفي حديث مع قائد الفرقة عن سبب تقديم هؤلاء البنات للرقص مع شيوخ متصابين مخمورين، قال إنها لقمة العيش. أي رزق هذا حيث يصبح الرجل يأكل بثديي بناته ويتحول من سيد بيت إلى عبد الشهوات..هكذا يعلق زائر من دولة مسلمة في جلسة قصيرة، وتساءل أما آن للدول العربية أن تراهن على تاريخها وتراثها ومعمارها المتميز، وأكد أن السياحة في بلاده مزدهرة وهي لا تلجأ إلى تقديم الخمور ولا إلى إقامة حفلات ماجنة، لأن ذلك يبعد عنها أراذل الناس ويستقطب أكابرهم، وتقديم المغرب على أنه بلد المجون يضيف صاحبنا يقل من احترامنا له.
وماذا بعد؟ هل سيصبح مستحيلا السير في مدننا دون الخوف من التعرض لقصف جنسي حقيقي؛ تغذيه وسائل إعلام عمومية، وإعلانات من كل حجم، وأغلفة مصورة، وأفلام سينمائية، وصور معروضة في مداخل علب الليل، والآلاف من الفتيات والنساء يرتدين ثياباً كان يمكن أن يوصف بقلة الحشمة منذ أمد قريب؟ هل أصبح مفروضا علينا أن نتعايش مع اللواط والسحاق والممارسات الجماعية للجنس والزواج التجريبي ونوادي الشذوذ ونوادي العراة وعلب الليل وغيرها .؟ هل نسكت ونرى أطناناً من القنابل الجنسية تتفجر كل يوم، ويترتب عليها آثار تدعو إلى القلق، قد لا يجعل أطفالنا وحوشاً أخلاقية فحسب، بل قد تشوه مجتمعات بأسرها.؟ هل سيبقى هؤلاء المحترفات وبنات العائلات "الطريات"من بائعات الهوى يراهن عليهن من أجل انتعاش السياحة ؟ بالنسبة لكل هذه الأسئلة، تقول الأستاذة سعاد لعماري عن منظمة تجديد الوعي النسائي "إن العملة الصعبة التي يقال أن المتاجرة بالنساء تضخها هي عملة مبددة تترك من الأمراض والتفكك الأسري والنساء المهمشات ما لا يقبله عاقل، وقد آن الأوان لنستنهض جميع القوى الحية والمنظمات النسائية التي تقول إن لها صلة بحقوق المرأة حتى لا يتحول وطننا إلى مزبلة، و نضغط بجميع الوسائل لكي نفك المرأة المغربية من شبكات الدعارة العالمية التي تهرب النساء ومنهن القاصرات إلى أوربا وعبر العالم لتعذيبهن واغتصابهن داخل أخطبوط خطير ينهش أجسادهن ويرميهن فقيرات مريضات .
إعداد: عبد الغني بلوط للمزيد من المعلومات عن موضوع الشذوذ الجنسي، يمكن الاطلاع على ملف: الشذوذ الجنسي: انحراف يهدد مستقبل الإنسان http://www.attajdid.ma/dossiers/Dossier4/default.asp