الصور بعدسة : ت. ت / خاص هسبريس عشية يوم الاقتراع : الأحزاب المغربية تنهي حملاتها بخرق واحد من أهم البنود ضمن برامجها ساعات قليلة عن نهاية الحملة الانتخابية ، أبت أحزابنا المغربية إلا أن تستعر كوحش جانح ، مجندة ً كل وسائلها المشروعة وغير المشروعة ، لاجل الظفر بالسرعة النهائية ، وعلى قول المثل ففي الحب والحرب والانتخابات كل شي مباح ، و إذا ضفرت بعدوك أو محبوبك حينها فقط بامكانك أن ترتاح ، وتنعم بالنوم الهادئ من الليل حتى الصباح ، وهكذا نجد أن كل الاحزاب التي تغنت طوال العشرة ايام او يزيد ، وتشدقت على المواطن المغربي بحرصها على البيئة و إيلائها اياها الاهمية المركزية ضمن برامجها لما لها من علاقة مباشرة بالمواطن وصحته .
هي ذاتها - الاحزاب - تعود و في آخر رمق من حياة الحملة لتساهم في تلويث شوارع المدن والدوائر التي تسعى الى تمثيلها والدفاع على مصالحها ، و التي ما فتئت تُمني ناخبيها وساكنتها بالنظافة والسكينة ، فإذا كان الحرص على البيئة وعلى النظافة بشكل اخص يعد أهم المظاهر التي تُقاس بها حضارات الشعوب والامم و الدليل القويم على صحة وعافية المجتمع ، فإن كل هذا الجيش العرمرم من المرشحين و كل هذا الكم الهائل من الاحزاب قد أكدوا عشية يوم الاقتراع ، على قمة همجيتهم وبربريتهم .
فبدءاً بازعاج راحة المواطنين بمنبهات سياراتهم الفارهة التي جابوا بها شوارع مختلف المدن والدوائر وكدا استنجادهم بالمجموعات الموسيقية الشعبية وما الى غير ذلك من استعمال لمكبرات الصوت ، مروراً بإلقاء قاذوراتهم الانتخابية والدعائية ، كانت بصدق أحزابنا قد ابتدأت أجرأة خطاباتها بخرق أول لأهم بنود برامجها المُستهلكة ، وبتجاوز سافر لكل ما جاءت به نظريات و مختلف مدارس العقد الاجتماعي ، التي جعلت من ضمن اولويات التعاقد بين الجماعة والفرد حرص هذا الاخير على حماية مصالح الفئة الكبرى التي تمنحه ثقتها ،وتوليه مهمة السهر على أمورها .
قد يرى البعض مبالغة في حديثنا عن مخلفات استعار احزابنا بآخر ساعات الحملة ، لكن ولا شك ان الاندهاش سيزول لدى البعض ، او ربما يزيد لدى البعض الآخر ، اذا ما علموا انه تبث علمياً أن اختلاط الورق مع النفايات الأخرى وبوجود الرطوبة العالية اوالحرارة يؤدي الى تحوله الى مصدرا لتكاثر البعوض والحشرات ، وأن حرق النفايات الورقية يتسبب في تلويث الهواء ويشكل خطرا على البيئة وعلى الممتلكات من امتداد الحرائق إليها ، ضف على ذلك أن عدم الاستفادة من النفايات الورقية ينتج عنه غاز الميثان الذي له أضرار على الصحة والبيئة (ظاهرة الاحتباس الحراري)، وطبعا النتيجة المباشرة و الآنية ستكون ولا شك إعدام الشعور بالحس البيئي والمسؤولية لدى أفراد المجتمع ، و إضافة باعث جديد لشريحة المقاطعين ليكون سبباً كافيا لعدم توجههم( الجمعة ) نحو صناديق الاقتراع.
وفيما يلي نماذج (من شوارع القنيطرة ) لحالة السعار التي اصابت الاحزاب المغربية عشية يوم الاقتراع ، تصوير ت.ت / خاص هسبريس