يخلد العالم في الثاني والعشرين من مارس من كل سنة اليوم الدولي للمياه، ويظل هذا اليوم مناسبة لاستحضار وضعية المياه العذبة بالعالم في ظل تراجع نسبها جراء تغير المناخ الذي أدى إلى انحباس الغيث بنسب جد مقلقة. وليست وضعية الماء الشروب بالمملكة بالسارة، حيث تضررت فعليا وبنسب تبعث على القلق خلال السنوات الست الأخيرة، وذلك بإقرار وزاري، نتيجة لتوالي سنوات الجفاف، في وقت تحاول فيه الدولة تسخير مختلف مصالحها من أجل تفادي عطش محتمل للمواطنين، سيؤدي بدوره إلى اضطرابات اجتماعية. في هذا الصدد، ووفقا للأرقام المحينة التي وفرتها وزارة التجهيز والماء، تبلغ نسبة ملء سدود المملكة حوالي 26,62 في المائة، أي ما يعادل 4 مليارات و292 مليون متر مكعب، في حين إن نسبة الملء في السنة الماضية كانت في حدود 34,87 في المائة، فيما كانت تصل إلى 5 مليارات و622 مليون متر مكعب من المياه. وفيما يخص نسبة الملء حسب الأحواض، يسجل حوض تانسيفت أعلى نسبة، تبلغ 55,65 في المائة، يليه حوض اللوكوس بنسبة 47,73 في المائة. وفي المرتبة الثالثة، جاء حوض سبو بنسبة ملء وصلت إلى 40,06 في المائة، في حين وصلت النسبة في حوض زيز كير غريس 25,87 في المائة. وفي المرتبة الخامسة، حل حوض أبي رقراق بنسبة ملء تصل إلى 24,90 في المائة، متبوعا بحوض ملوية الذي لم تتجاوز نسبة ملء السدود به 24,57 في المائة، في الوقت الذي وصلت فيه هذه النسبة بسدود حوض درعة واد نون 20,98 في المائة، فيما تظل نسبة الملء بسدود حوضي سوس ماسة وتانسيفت في حدود 14,59 و6,27 في المائة على التوالي. وفيما يخص كل سد على حدة، وصلت نسبة ملء سد الوحدة إلى 44,16 في المائة، حيث يضم حاليا مليارا و555 مليون متر مكعب من المياه، عوض 3 مليارات و522 مليون متر مكعب. أما سد المسيرة فتراجعت نسبة ملئه إلى حدود 1 في المائة، في حين وصلت نسبة ملء سد بين الويدان 8,06 في المائة من أصل مليار و265 مليون متر مكعب ممكنة، بينما لم تتجاوز نسبة ملء سد الحسن الأول 21,1 في المائة، وهو الذي يتسع أساسا لمليار و129 مليون متر مكعب. وتُظهر البيانات التي وفرتها وزارة التجهيز والماء أن هنالك زيادة طفيفة في نسبة الملء ابتداء من الأسبوع الثاني من شهر فبراير الماضي إلى غاية الفترة الحالية من شهر مارس، تعزى أساسا إلى التساقطات المطرية الأخيرة.