شدّ صقور الحركة الشعبية رحالهم لحضور فعاليات يوم تواصلي بإقليم الناظور نهاية الأسبوع الماضي، احتضنه فضاء إحدى قاعات الحفلات بجماعة بوعرك الفلاحية بامتياز، حيث حضر الموعد كل من رئيس الحزب المحجوبي أحرضان، والأمين العام امحند العنصر، ونائبة محمّد الفاضلي، إلى جانب أوجه حركية معروفة، ومسؤولين إقليميين، ومنخرطين ومتعاطفين قاربوا الألفي فرد. "" وقد استغلّ أحرضان هذا الموعد ليرفع ملتمسا إلى الملك محمّد السّادس بالعمل على تعليم ولي العهد التواصل باللغة الأمازيغية، قائلا: "نعبّر عن مطلبنا بوليّ عهد وملك مستقبلي يتحدّث الأمازيغية"، قبل أن يضيف،وفيما يمكن فهمه على أنّه رسالة إلى فؤاد عالي الهمّة الذي سبق أحرضان وخطب من فوق منصّة نفس القاعة والذي يلقب ب "صديق الملك"، "الملك ملكنا جميعا، لهذا نطلب منه أن يعطينا رجالا يفهموننا، وألاّ يتركنا بأيدي البعض ممّن يلعبون بنا". كمَا انتقد أمين عام الحركة الشعبية، امحند العنصر، كلّ من يدفع بشيخوخة التنظيم الحركي، مشيرا إلى أنّ إطلالة متمعّنة ضمن هياكله ومنخرطيه ووكلاء لوائحه ومرشحيه للاستحقاقات الانتخابية المقبلة كفيلة يتفنيد هذا الادّعاء، واصفا أيضا ما يروج عن تصدّعات تنظيم الحركة الشعبية بكون الحزب بمثابة "عود قصب" ينحني أمَام الرّياح دون أن ينكسر. وناشد العنصر بضرورة توفير مناخ تنمية حقيقية بمؤسّسات التدبير المحلية والإقليمية، منتقدا سلطات الوصاية على الجماعات المحلّية وإملاءات المركز، حيث قال: "لا يمكن أن نتحدّث عن الجهوية واللامركزية بتواجد جماعات لا تستطيع بناء مستشفيات ولا ملاعب ولا مدارس ولا أي شيء دون استئذان من المركز". وقد عاب مشاركون ضمن هذا التجمّع تحوير فحواه من لقاء تواصلي إلى مهرجان خطابي، وذلك بحصر التدخّلات على المسؤولين بالتنظيم الحزبي الحركي وما سمّي "بالحَائزين عَلى الرضى"، ما نحى بالموعد بعيدا عن كونه لقاءً تواصليا ليصير مهرجانا خطابيا. وأفاد أحد أعضاء الشبيبة الحركية بأنّ "كلمات غير مرغوب فيها حوربت" كاشفا عن "وجود انسحابات بالتنظيم الشبابي بالنّاظور" غُطّي عنها، وأنّ السنابل التي أثّثت فضاء القاعة تحمل في جذوعها أعشابا، وهي طفيليات بالنسبة للعالمين بشؤون الفلاحة، وهذا هو الوضع الحقيقي للحزب الذي يعرف نموّ "طفيليات" أخذت أماكن مهمّة.