تواصل روسيا، العضو الدائم بمجلس الأمن، إصرارها على تضمين أطروحة "الاستفتاء" في تقارير المجلس حول الصحراء المغربية، إذ عارضت إلى جانب الموزمبيق مسودة تقرير الولاياتالمتحدةالأمريكية الأخير، معتبرتين إياه "غير متوازن". وقبل يومين على موعد آخر جلسة لأعضاء مجلس الأمن للحسم في مسألة تجديد ولاية بعثة "المينورسو" في الأقاليم الجنوبية، التي من المتوقع أن تصل إلى مدة عام، أفرج المجلس عن تفاصيل الجلسة المغلقة يوم 24 أكتوبر الماضي. حملت هاته الجلسة تعديلات تقدمت بها روسيا والموزمبيق على مسودة القرار التي تعد واشنطن "صاحبة القلم فيه"، مطالبتين ب"إقرار مبدأ تقرير المصير عبر الاستفتاء، وتنفيذ كامل لصلاحيات بعثة المينورسو، إلى جانب التمييز بين أطراف النزاع"، مع حصرهم في طرفين (المغرب والبوليساريو)، قبل أن تضع الولاياتالمتحدة مسودة القرار في 26 من الشهر الجاري متجاهلة تعديلاتهما. وكانت فرنسا، العضو الدائم بمجلس الأمن، التي تمر من أزمة ديبلوماسية مع المغرب، قد أيدت مشروع القرار الذي وضعته الولاياتالمتحدةالأمريكية رفقة كل من الإمارات العربية المتحدة والغابون. وبحسب المصدر ذاته، فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية دعت في مسودة تقريرها إلى تجديد ولاية بعثة المينورسو بشكل مباشر، مشددة على ضرورة التوصل إلى حل سياسي دائم ومقبول، وضرورة توسيع الأطراف المعنيين مقترحاتهم، وأضافت عناصر جديدة لم يتم الكشف عنها. وتريد الموزمبيق وروسيا أن يتضمن القرار المقبل حول الصحراء المغربية إشارة أوسع إلى مساهمة المبعوثين الشخصيين إلى الأقاليم الجنوبية، بدلا من الاقتصار على المبعوث هورست كولر، الذي أدار الموائد المستديرة سنتي 2018 و2019. وفي الأخير، توقع تحديث مجلس الأمن أن "لا تدعم روسيا والموزمبيق القرار القادم، طالما أنه لم يأخذ بتعديلاتهما". كناية في أمريكا "صاحبة القلم" محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، يرى أن "روسيا سبق أن تحفظت من خلال الامتناع عن التصويت السنة الماضية، وهذا الأمر ليس بفعل خلاف مع المقاربة الأممية التي تتقاطع مع الحكم الذاتي المغربي، بل ضد استفراد واشنطن بصياغة القرار". وقال سالم عبد الفتاح، في تصريح لهسبريس، إن "موقف روسيا يجب أن يعالج في إطار مواقفها من خلال رفض دعوة البوليساريو إلى القمة الروسية الإفريقية، والاقتصار على الأعضاء فقط". "روسيا نفسها تعيش على وقع محاولات انفصالية في الداخل، ما يدفها إلى نهج سياسة خارجية تسعى إلى نبذ التقسيم وضرب سيادات الدول الأخرى"، يورد رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان. وشدد المتحدث على أن روسيا تعترف بشكل غير مباشر بضم المغرب للأقاليم الجنوبية، خاصة فيما يتعلق باتفاقية الصيد التي تجمعها بالمملكة بكامل أقاليمها. تقليد مستدام من جانبه، سجل عبد الفتاح الفاتحي، خبير في قضية الصحراء المغربية، أن "المعارضة الروسية أصبحت تقليدا مستداما في التعاطي مع المسودات التي تصوغها الولاياتالمتحدةالأمريكية" وهو يرصد موقفها من التصويت المنتظر بشأن تمديد ولاية بعثة المينورسو إلى الصحراء. وصرح الفاتحي لهسبريس بأن "التعليق الروسي على المسودة الأمريكية يكاد يكون مماثلا لموقفها الذي دعت من خلاله إلى الامتناع عن التصويت لصالح القرارات الأخيرة في مجلس الأمن الدولي". واعتبر المتحدث عينه أن "الموقف الروسي لا يزال خارج الإجماع الدولي الذي تعززت قناعته بالحل السياسي الواقعي والعملي". وأوضح الخبير في قضية الصحراء المغربية أن "الولاياتالمتحدة تشدد على السير قدما بالصيغة التي اقترحتها، بحيث تستند إلى إجماع أعضاء مجلس الأمن الدولي، ما عدا الموزمبيق وروسيا". ولفت الفاتحي إلى أن "التسريبات تفيد بأن الموقف الفرنسي لا يزال منسجما مع إجماع أعضاء مجلس الأمن الدولي". وخلص المتحدث ذاته إلى أن "تنبيه روسيا إلى عدم تضمين تعديلاتها في المسودة الأمريكية، لن يدفعها إلى التصويت ضد مشروع القرار حول الصحراء".