موسكو تنوب عن الجزائر في رفض صيغة الموائد المستديرة قرر مجلس الأمن الدولي تأجيل جلسته المغلقة المبرمجة أمس الأربعاء المخصصة لمناقشة واعتماد مسودة قرار أعدتها الولاياتالمتحدةالأمريكية و تقضي بتمديد عهدة بعثة المينورسو المنتهية الأحد المقبل لسنة إضافية .
تقارير صحفية كشفت أن تأجيل الجلسة الحاسمة لتبني القرار الجديد ، الذي يقارب رؤية الجهاز التنفيذي للأمم المتحدة لتطورات ملف النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية ، تسبب فيه اعتراض ممثل روسيا على صيغة القرار الأمريكي ، حيث تقرر تأجيل البث و التصويت على مشروع القرار الجديد الى جلسة لم تكن مبرمجة مسبقا تنعقد يومه الجمعة ، فيما تصدت باريس للاعتراض الروسي و رفضت التعديلات الجوهرية التي طالبت بها موسكو لمسودة القرار .
و وفق ما تسرب من كواليس الأممالمتحدة فإن موسكو اعترضت على عدم تضمين الصيغة المقدمة من واشنطن بقرار توسيع صلاحيات بعثة المينورسو تنضاف إليها مهمة مراقبة حقوق الإنسان ، فضلا على التحفظ على فقرة من المشروع تتضمن دعوة الأطراف المعنية بالنزاع الإقليمي المفتعل الى المشاركة في صيغة الموائد المستديرة تحت إشراف الوسيط الأممي المعين أخيرا ، في وقت كانت الجزائر قد استبقت قرار مجلس الأمن وراهنت بكل امكانياتها السياسية والدبلوماسية على اقبار هذه الصيغة بعد أن أعلنت رسميا رفضها المشاركة كدولة في المواعيد المرتقبة مستقبلا لهذه الموائد .
وكانت الجزائر و روسيا قد نسقت قبل يومين جهودهما لنسف صيغة المسودة الأمريكية التي تصفها موسكو بغير المتوازنة في حين تعتبر الجزائر أنها تتعارض مع أجنداتهم و تقزم كل المناورات و الضغوط التي مارستها الدبلوماسية الجزائرية منذ أشهر لاستصدار قرار جديد يندد بالتدخل المغربي بمحيط الكركرات قبل سنة.
ويدعو مشروع القرار الذي قدمته الولاياتالمتحدةالأمريكية حول الصحراء، إلى إيجاد حل سياسي متوافق بشأنه ومقبول من جميع أطراف هذا النزاع الإقليمي، كما يوصي بتمديد بعثة المينورسو إلى غاية 31 أكتوبر 2022.
وأعرب القرار عن دعمه الكامل للأمين العام ومبعوثه الشخصي لتيسير العملية السياسية من أجل التوصل إلى حل لمسألة الصحراء، ويهيب بالأطراف الانخراط في هذه العملية تحت رعاية الأمين العام دون شروط مسبقة وبحسن نية، مع مراعاة الجهود المبذولة منذ عام 2006 والتطورات اللاحقة، كما يشدد على ضرورة الاحترام الكامل للإتفاقات العسكرية التي تم التوصل إليها فيما يتعلق بوقف إطلاق النار، وكذا التعاون مع بعثة المينورسو .
و تنص الفقرة الواردة في المسودة ،التي أغاظت الجزائر و دفعتها إلى الاستعانة حليفها الروسي الذي عادة ما كان يمتنع عن التصويت خلال السنوات الماضية على الصيغ التي تقترحها أمريكا ، على دعوة مجلس الأمن كل الأطراف، بما فيها الجزائر والبوليساريو وموريتانيا، على الاجتماع مرة أخرى وفق صيغة المائدة المستديرة، بروح من الواقعية والتوافق لضمان نتائج و مقاربات سياسية ناجعة للخلاف ، فيما تشدد فقرة أخرى من المشروع على دعوة الجزائر الى التعاون مع المفوضية السامية للاجئين و السماح باحصاء ساكنة مخيمات تندوف بصحراء حمادة .