في خضم التطورات التي يشهدها ملف قضية الصحراء المغربية، منذ الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه، كثفت الجزائر، في الأيام الأخيرة من وثيرة تحركاتها فيما يخص النزاع المفتعل حول قضية الصحراء، وكانت العاصمة الروسية موسكو، الأربعاء الماضي، على موعد زيارة وفد من "البوليساريو"، حيث تم عقد جلسات طويلة حول الموقف الروسي بشأن قضية الصحراء، ورغبة الجزائر في دفع موسكو إلى اتخاذ موقف في مجلس الأمن يتماشى مع أطروحتها الداعمة للجبهة الانفصالية. وجاء في بيان للخارجية الروسية، أن مبعوث الرئيس الروسي في الشرق الأوسط وأفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، استقبل وفدا من البوليساريو، حيث تم خلال اللقاء البحث عن آفاق حل للنزاع ثم الإجراءات والظروف الخاصة بالمصادقة المرتقبة لمجلس الأمن على قرار تمديد مهام قوات المينورسو في الصحراء، كم تم خلاله تجديد موقف موسكو، بشأن قضية الصحراء.
التحركات الجزائرية الأخيرة لم تقتصر على إرسال وفد من البوليساريو، إلى موسكو، بل تبعه تصريحات جزائرية رسمية مؤيدة للطرح الانفصالي، إلى جانب مباحثات، جمعت، الثلاثاء، بين المسؤول بملف دول المغرب العربي بوزارة الخارجية الجزائرية عمار بلاني، مع نائب وزير الشؤون الخارجية الروسي، سارغي فيرشينين، حيث جدد المسؤول الروسي موقف موسكو، الداعم لقرارات الأممالمتحدة.
ونقلت قصاصة لوكالة الأنباء الجزائرية، أن "المكالمة الهاتفية بين الدبلوماسيين تناولت موضوع تسوية النزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية في إطار المباحثات حول تمديد تفويض بعثة "المينورسو".
من جهتها، أشارت وزارة الشؤون الخارجية الروسية، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الروسية "تاس" إلى أن الطرفين "أكدا على ضرورة مواصلة الجهود المنسقة للمجتمع الدولي من أجل الوصول إلى حل للنزاع المفتعل"، كما جدد المسؤول الروسي فيرشينين "التأكيد على الموقف المبدئي لموسكو الداعم لإيجاد حل سياسي للنزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية، وفقا لقرارات مجلس الأمن وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة".
ويعتبر متتبعون، أن التحركات الأخيرة بين الجزائر وروسيا، كان هدفها التنسيق بشأن الاعتراض على مشروع القرار الذي قدمته الولاياتالمتحدةالأمريكية حول الوضع المتعلق بنزاع الصحراء.
ويدعو القرار الأمريكي الذي قدمته الولاياتالمتحدةالأمريكية حول الصحراء، إلى إيجاد حل سياسي متوافق بشأنه ومقبول من جميع أطراف النزاع الإقليمي ، كما يوصي بتمديد بعثة المينورسو إلى غاية31 أكتوبر 2022.
كما يشدد على ضرورة الاحترام الكامل للاتفاقات العسكرية التي تم التوصل إليها فيما يتعلق بوقف إطلاق النار والتعاون مع بعثة المينورسو.
كما أن التحرك الروسي، له ما يبرره، لعدة اعتبارات أولها خوف موسكو من فقدان الجزائر كأول مورد للسلاح والعتاد العسكري الروسي في إفريقيا، وثانيا غضبها من قيادة المغرب لمشروع ضخم لنقل الغاز النيجيري عبر صحراء المملكة باتجاه القارة الأوروبية، وهو ما يشكل تهديداً للغاز الروسي الذي تستعمله موسكو ورقة ضغط تجاه أوروبا في كل توتر يحدث.
وتعتبر الجزائر أن "مسودة القرار الجديد غير متوازنة، ولن تكرس سوى حالة انسداد مبرمجة للعملية السياسية والفشل المسبق لجهود المبعوث الشخصي الجديد"، حسب ما جاء على لسان بلاني الذي أعلن رسميا رفض بلاده المشاركة في أي مائدة مستديرة مستقبلا.