على بعد أيام من اجتماع مجلس الأمن الأول حول الصحراء المغربية المرتقب يوم 17 أبريل الجاري، توجه مبعوث الأممالمتحدة إلى الصحراء، هورست كوهلر إلى العاصمة الروسية موسكو، حيث التقى يوم الثلاثاء بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، و الوزير الروسي المكلف بشؤون الشرق الأوسط وإفريقيا، مخائيل بوغدانوف. وجاء في بيان أصدرته وزارة الخارجية الروسية حول اللقاء الذي عقده كوهلر مع وزير الخارجية لافروف، أن اللقاء خلص إلى عدم وجود أي حل بديل لحل سياسي منسجم مع قرارات مجلس الأمن بشأن قضية الصحراء المغربية. البيان أكد أن روسيا تعتبر أن التوصل إلى حل سياسي متوافق عليه من قبل أطراف النزاع من شانه تحسين الوضعية العامة في منطقة شمال إفريقيا، في إشارة إلى أن مشكل الصحراء يعتبر عائقا أمام التعاون بين دول شمال إفريقيا. وجاء في البيان أيضا موقف روسيا الرسمي من نزاع الصحراء، والذي يتمثل في دعم موسكو للجهود التي تبذلها الأممالمتحدة والمبعوث الأممي للصحراء هورست كوهلر إضافة إلى بعثة المينورسو. واعتبر بيان وزارة الخارجية الروسية أن هذه الجهود تلعب دورا كبيرا في الحفاظ على استقرار المنطقة. والتقى كوهلر في نفس اليوم بالوزير الروسي المكلف بشؤون الشرق الأوسط وإفريقيا، مخائيل بوغدانوف، إذ ناقشا معا ملف نزاع الصحراء المفتعل والمستجدات التي يعرفها بسبب التحركات المشبوهة والاستفزازية لجبهة البوليساريو بالمنطقة العازلة. لكن لم يصدر أي بيان حول تفاصيل اللقاء. وجاء هذا اللقاء عقب لقاء آخر عقده الوزير المغربي المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني عبد اللطيف لوديي، يوم الإثنين 2 أبريل، مع الوزير الروسي المكلف بشؤون الشرق الأوسط وإفريقيا، مخائيل بوغدانوف، وذلك على هامش زيارة الوزير المغربي إلى موسكو للمشاركة في الدورة السابعة للمؤتمر الدولي للأمن. ويبدو أن جبهة البوليساريو الانفصالية انزعجت من الخطوات الدبلوماسية المغربية، وهو ما جعلها ترسل وفدا عنها إلى العاصمة الروسية موسكو يوم الاثنين الماضي، بهدف لقاء المسؤولين الروس، لكن وزارة الخارجية الروسية تحفظت على لقاء ممثلي الجبهة الانفصالية، إذ لم يتمكن الوفد إلى حدود الساعة من الحصول على موعد مع أي مسؤول في من الخارجية الروسية. وقبل ذلك كانت عناصر الجبهة الانفصالية قد اعترضت سبيل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال زيارته لدولة ناميبيا خلال الشهر الماضي، من أجل إثارة موضوع الصحراء معه. روسيا، التي تعد عضوا دائما بمجلس الامن، تتعامل بشكل محايد مع القضايا الدولية المتعلقة بالانفصال، ضمنها قضية الصحراء المغربية، وذلك لمعاناة الدولة الروسية مع عديد الحركات المسلحة التي تروم الإنفصال عن دولتها الاتحادية . ومرت محاولات البوليساريو والجزائر لاحتواء الانتصارات الدبلوماسية المغربية المتتالية إلى السرعة القصوى خلال الفترة الأخيرة، قبيل إصدار مجلس الأمن لقراره السنوي بشأن الصحراء المغربية، إذ توجه وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل إلى باريس، حيث التقى يوم الإثنين الماضي، بنظيره الفرنسي. وقالت وكالة الأنباء الجزائرية إن نزاع الصحراء كان ضمن جدول أعمال اللقاء الثنائي. ويرتقب أن يشهد الأسبوعين القادمين اجتماعين حاسمين على مستوى مجلس الأمن بشأن قضية الصحراء، التي تشهد تطورات غير مسبوقة بسبب تحركات جبهة البوليساريو في المنطقة العازلة [التي تعد جزءا من الأراضي المغربية] وهو ما دفع المغرب إلى التلويح باستعداد المملكة للحل العسكري في حالة فشلت الأممالمتحدة في إرغام البوليساريو على مغادرة المنطقة العازلة. وينعقد الاجتماع الأول يوم 17 أبريل الجاري، على أن ينعقد الاجتماع الثاني والحاسم يوم 25 أبريل الجاري. خلال هذا اللقاء الثاني سيخرج مجلس الأمن بقراره السنوي النهائي بشأن الصحراء، وسيحسم في إمكانية تمديد فترة بقاء بعثة المينورسو بالصحراء لسنة أخرى من عدمها.