على بعد أيام من تقديم التقرير السنوي لمجلس الأمن بنيويورك، يكثف المبعوث الأممي إلى الصحراء، هورست كوهلر، مجهوداته لإيجاد توافق دولي حول النزاع. وفي هذا السياق، عقد لقاء مع وزير الشؤون الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في العاصمة موسكو. موقف جمهورية روسيا الاتحادية، العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي، لم يتغير من قضية الصحراء وفقاً لبيان، صادر عن الخارجية الروسية، الذي أكد أن لافروف شدد خلال اللقاء على أنه "لا توجد بدائل للتسوية السياسية لنزاع الصحراء إلا على أساس القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي". وأشار رئيس الدبلوماسية الروسية إلى أن التوصل إلى حل مقبول من قبل المغرب وجبهة البوليساريو من شأنه أن يساهم في تحسين الحالة في شمال إفريقيا. وجدد سيرغي لافروف دعم بلاده لجهود الوساطة التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، ومبعوثه الشخصي إلى الصحراء، هورست كوهلر، وكذلك لبعثة المينورسو ودورها الرئيسي في المساهمة على الاستقرار الإقليمي بالمنطقة. علاوة على ذلك، استقبل المبعوث الأممي من طرف الممثل الخاص للرئيس الروسي المكلف بشؤون الشرق الأوسط والبلدان الأفريقية نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، وتم بحث القضايا المتعلقة بالصحراء. وتزامن لقاء كوهلر مع المسؤولين الروس مع زيارة يقوم بها وفد من جبهة البوليساريو إلى موسكو، يقوده أمحمد خداد، منسق التنظيم الانفصالي مع بعثة الأممالمتحدة بالصحراء (مينورسو)، وعلي سالم محمد فاضل بصفة "ممثل الجبهة في روسيا الاتحادية". غير أن وفد البوليساريو لم يحظ بأي استقبال رسمي من قبل الجانب الروسي، مكتفياً بعقد ندوة صحافية بوكالة "ريغنوم" الروسية للأنباء، سلط فيها الضوء على نظرة تندوف إلى تطورات النزاع في ارتباط بأروقة الاتحاد الإفريقي، وقرار المحكمة الأوروبية بشأن اتفاق الصيد البحري بين المملكة المغربية والاتحاد الأوروبي. وكشفت مصادر هسبريس أن "تحرك البوليساريو نحو موسكو، أياماً قبل تقرير مجلس الأمن، يهدف إلى كسب تعاطف روسيا لاستعمال الفيتو قصد تغيير بعض مضامين تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء، التي جاءت معاكسة لما كانت الجزائر والجبهة تطمحان إلى تسطيره في التقرير". وأوصى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، في تقريره الأخير حول الصحراء المرفوع إلى مجلس الأمن، بتمديد مهمة البعثة الأممية إلى الصحراء "مينورسو" لمدة 12 شهرا، إلى غاية 30 أبريل 2019. وقال: "أوصي بأن يمدد المجلس ولاية مينورسو لمدة 12 شهرا أخرى حتى 30 أبريل 2019"، داعيا الجزائر إلى تقديم مساهمات مهمة في العملية السياسية، وتعزيز انخراطها في العملية التفاوضية. وأشار غوتيريس إلى أنه "في زمن الاعتماد المتبادل على مستوى العالم، فإن العواقب السوسيو اقتصادية والإنسانية والأمنية لهذا النزاع، الذي طال أمده ترخي بثقلها على الاندماج الإقليمي أو شبه إقليمي". وبعدما ذكر بدعم مجلس الأمن للدعوة التي وجهها في أبريل 2017 من أجل إحياء عملية المفاوضات في إطار دينامية جديدة، حث الأطراف على مواصلة العمل مع مبعوثه الشخصي الجديد، وفق هذه الروح الجديدة وهذه الدينامية، والانخراط فعليا في عملية التفاوض طبقا للمبادئ التوجيهية التي أرستها قرارات مجلس الأمن. واستحضر المسؤول الأممي، في هذا التقرير، مضامين خطاب الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين للمسيرة الخضراء، خاصة مقتطف الخطاب الذي جاء فيه: "على المستوى الدولي، يظل المغرب ملتزما بالانخراط في الدينامية الحالية التي أرادها أنطونيو غوتيريس، الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة، وبالتعاون مع مبعوثه الشخصي".