يصوت مجلس الأمن الدولي يومه الأربعاء على قرار جديد بشأن تجديد مهام بعثة الأممالمتحدة في المنطقة (مينورسو) لسنة أخرى. كواليس الأممالمتحدة تشهد منذ أيام تحركات ديبلوماسية حثيثة للتوافق على صيغة ترضي جميع الأطراف في الوقت الذي تشتد فيه مناورات اللوبي المساند للانفصاليين لتضمين مسودة القرار الجديد توصية بتوسيع صلاحيات بعثة المينورسو . الولاياتالمتحدة وزعت قبل أيام مسودة قرار تمدد بموجبه مهام بعثة الأممالمتحدة في منطقة الصحراء ، لكنه لا يتضمن آلية للمنظمة الدولية لمراقبة حقوق الإنسان. الرباط لم تدق بعد طبول النصر فاللوبي الانفصالي المدعم من طرف الرئيسة الدورية لمجلس الأمن الدولي النيجيرية جوي اوغو يسعى بكافة السبل لدفع أعضاء مجلس الأمن و خاصة المترددين منهم في إتخاذ موقف نهائي الى تنقيح مسودة القرار الأمريكي بشكل يخذم المصالح الانفصالية أو على الأقل يقلل من المكاسب المغربية المضمنة في الصيغة الوحيدة المطروحة حاليا للتصويت . جلالة الملك إستبق تصويت مجلس الأمن و كلف الخميس الماضي الممثل الدائم للمملكة لدى منظمة الأممالمتحدة السفير عمر هلال بتبليغ رسالة ملكية تتعلق بالتقرير الأخير حول الصحراء إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، . السفير المغربي اغتنم مناسبة تسليم الرسالة الملكية الى بان كي مون لتذكير هذا الأخير ب «الثوابت التي تؤطر المفاوضات السياسية» والمتمثلة في «الوفاء واحترام مقتضيات قرار مجلس الأمن لسنة 2007 والذي يحدد مهمة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة». و شدد على المقتضيات المرجعية التي تجسد «تمسك المغرب بمسار التسوية السياسية» والتزامه الصادق بالمفاوضات تحت رعاية الأمين العام ومجلس الأمن، وفي الوقت نفسه، «اعتراضه الشديد» على «أي خروج عن هذا الإطار والذي قد يكون محفوفا بالمخاطر لمجمل مسلسل المفاوضات». جبهة الانفصاليين الذي فاجأتها مسودة القرار الذي طرحته واشنطن الى الحد الذي دفع ممثلها بنيورك أحمد بخاري الى التعبير عن عن خيبة أمله لأن المسودة الأمريكية لا تنص على أن تراقب بعثة الأممالمتحدة حقوق الإنسان. المعلومات المتسربة من كواليس مجلس تؤكد أن مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية، التي تضم فرنسا وروسيا وإسبانيا وبريطانيا والولاياتالمتحدة ستكون لهم الكلمة الفاصلة في تحديد صيغة القرار الأممي الجديد الذي سيصدر اليوم , على أن لوبي الانفصاليين الذي يتشكل حاليا من ممثلي الجزائر و جنوب إفريقيا و نيجيريا يسعى جاهدا الى إستصدار قرار يرتكز الى التقرير الأصلي المرفوع من طرف بان كي مون الى مجلس الأمن حول الوضع في الصحراء و الذي يتضمن عبارات تتعارض مع سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية . الجزائر و جبهة البوليساريو تشنان منذ أسبوع حملة تضليل إعلامية قوية الغرض منها تحويل الأنظار عن مسودة القرار الأمريكي و تركيز الاهتمام على تقرير الأمين العام للأمم المتحدة و النقاش سيكون اليوم محتدا داخل مجلس الأمن الى حدود ما بعد منتصف النهار حيث سيتم التصويت على القرار الجديد .