تمكنت الدبلوماسية المغربية من إحباط مخطط مستشار الأمن القومي الأمريكي لتوسيع صلاحيات بعثة المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان بالصحراء المغربية، وفق ما علم موقع القناة الثانية من مصادر دبلوماسية. وكانت المسودة الأولى لمشروع قرار مجلس الأمن حول الصحراء قد تم تقديمها من طرف الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى "مجموعة أصدقاء الصحراء" بمجلس الأمن، والتي تتكون من "الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدةوروسيا واسبانيا وفرنسا" يوم الإثنين 15 أبريل الجاري بمقر، من أجل التداول بشأنها قبيل إحالتها إلى باقي أعضاء مجلس الأمن من أجل التصويت. ووفق موقع القناة الثانية، فإن جون بولتون، مستشار للأمن القومي الأمريكي كان يمارس ضغوطات من أجل إدراج مسألة مراقبة حقوق الإنسان في مشروع القرار. وشهد الأسبوع الماضي تحركات دبلوماسية مكثفة داخل وخارج أروقة الأممالمتحدة أسفرت عن إجهاض هذا المقترح، إذ قالت مصادر من داخل الأممالمتحدة لموقع القناة الثانية إنه من المرتقب أن تقدم الولاياتالمتحدةالأمريكية مسودة جديدة لمشروع القرار تخلو من مراقبة حقوق الإنسان، وذلك يوم الأربعاء أمام مجموعة أصدقاء الصحراء، قبيل التصويت عليه في 29 أبريل الجاري من طرف باقي أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر. ووفق نفس المصادر، فإن مخطط بولتون تم إجهاضه بفضل التحركات الدبلوماسية المغربية التي تم دعمها من طرف فرنسا والتي لم تعارضها روسيا، التي أبدت تحفظها فقط، لتقرر مجموعة أصدقاء الصحراء تعديل مشروع القرار واستبدال فقرة " توسيع صلاحيات المينورسو، او إنشاء آلية أممية لتشمل مراقبة حقوق الإنسان" ب "تنظيم زيارات دورية من قبل وفود الأممالمتحدة للمنطقة". وليست هذه المرة هي المرة الأولى التي تنجح فيها الدبلوماسية المغربية في تعويلها على براغماتية روسيا، إذ طالما عبرت موسكو عن رفضها للحلول الأحادية الجانب، ورافعت دوما عن إيجاد حل سياسي يرضي الطرفين، وهو ما بدا واضحا من خلال تفهم موسكو للموقف المغربي في محطات سابقة، لعل أبرزها تحفظها من دعوات أمريكية سابقة لتوسيع صلاحيات المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، ورفضها لأي تغيير يمس جوهر المهمة الأساسية للبعثة، والمتمثلة في مراقبة والتثبت من مدى احترام الأطراف لاتفاق وقف إطلاق النار. ويأتي موقف روسيا من مسألة توسيع صلاحيات المينورسو لتشمل حقوق الإنسان إثر اللقاء الذي عقده وزير الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، يوم الإثنين الماضي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. لقاء بوريطة ولافرروف الذي انعقد على هامش المشاركة المغربية في منتدى التعاون الروسي العربي الخامس، ناقش العديد من القضايا ذات الإهتمام المشترك، ضمنها الوضع في ليبيا وروسيا و"تطورات قضية الصحراء قبيل انعقاد مجلس الأمن نهاية الشهر لتجديد ولاية بعثة المينورسو،" يقول بيان لوزارة الخارجية الروسية. "وشدد الطرفان على ضرورة تجاوز النزاع عن طريق الحلول السياسية فقط، مع التقيد الصارم بالقوانين الدولية ومواثيق الأممالمتحدة"، يضيف البيان. وذكرت مصادر دبلوماسية لموقع القناة الثانية أن المغرب قد ضمن موقف روسيا المتحفظ داخل مجموعة أصدقاء الصحراء خلال ذلك الإجتماع، الذي صادف تقديم الولاياتالمتحدةالأمريكية للمسودة الأولى لمشروع قرار مجلس الأمن إلى مجموعة أصدقاء الصحراء. وبعد الحسم في مسألة مراقبة حقوق الإنسان، فإن مجموعة أصدقاء الصحراء لم تحسم بعد في مدة تجديد ولاية بعثة المينورسو، إذ تعرف المجموعة انقساما في الموضوع، فالولاياتالمتحدةالأمريكية تصر على تجديد الولاية لستة أشهر فقط، بينما تضغط فرنسا من أجل تجديد الولاية لسنة كاملة. ومن المنتظر أن يعقد خبراء من الأعضاء الخمسة عشر في مجلس الأمن، خلال الأسبوع المقبل اجتماعات لمحاولة التوصل إلى توافق في الآراء بشأن القرار النهائي، قبل عرضه على أنظار سفراء الأعضاء الخمسة عشر قصد التصويت عليه في 29 من الشهر الجاري.