أثرت العاصفة الريحية التي ضربت البلاد نهاية الأسبوع الماضي على مختلف المنتجات الفلاحية، وبدأت النتائج تظهر اليوم، إذ يشتكي المنتجون ضياع عدد من أنواع الخضر والفواكه، مما سيؤدي إلى غلاء هذه المنتجات، سواء المتداولة داخل التراب الوطني أو الموجهة إلى التصدير. وفي هذا الإطار، قال محمد الزمراني، رئيس الجمعية المغربية لمنتجي ومصدري مختلف المنتجات إلى إفريقيا والخارج، إن العاصفة التي شهدتها البلاد أثرت بشكل كبير على المنتجات الفلاحية بمختلف أنواعها، خاصة ثمار الأشجار، معلقا ضمن تصريح لهسبريس بأن "العاصفة قلبت السيارات في الشارع فما بالك بالثمار في الأشجار". وأوضح الزمراني أن "ارتفاع درجات الحرارة التي شهدتها البلاد، والتي كانت في غير أوانها، ثم بعدها العاصفة الريحية، أثرا بشكل كبير على الإنتاج، مما سينعكس بشكل كبير على الأسعار". وأعطى الزمراني مثالا بفاكهة الليمون، قائلا: "هذا الصباح، الصندوق الواحد من الليمون يبلغ ثمنه 500 درهم، أي أكثر من 20 درهما للكيلوغرام الواحد، وهو ثمن لم يسبق أن شهدناه إطلاقا". وزاد: "لا سبب للتصدير في ما يقع حاليا، بل الأمر مرتبط بنتائج التغيرات المناخية، ناهيك عن فشل وزارة الفلاحة في تدبير المرحلة، وغياب المقاربة التشاركية مع العاملين في الميدان، وتشجيع الفلاحين الكبار على حسب الفلاحين الصغار والمتوسطين". وقالت منصة "ايست فروت"، المتخصصة في المجال الفلاحي، إنه "في المناطق المنتجة للتوت في المغرب، تقدر نسبة الخسارة في مزارع التوت ب15 إلى 20 بالمائة بسبب العاصفة. كما تعرضت مزارع التوت والفراولة لأضرار كبيرة، لكن الجمعيات المحلية لم تعلن بعد عن تقديرات دقيقة لمستوى الأضرار"، موردة أن "محاصيل التوت على مساحة حوالي 9 آلاف هكتار تضررت". وتوقعت "ايست فروت" أن تنعكس التأثيرات على أسعار هذه المواد على السوق الأوروبية التي تستوردها. وقال أندريه يارماك، خبير اقتصادي في مركز الاستثمار للأغذية، إن "أسعار التوت الأزرق في أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية ودول أخرى في العالم تصل حاليا إلى مستويات قياسية، ويرجع ذلك إلى الانخفاض الحاد في محصول التوت في بيرو بسبب ارتفاع درجات الحرارة أثناء إزهار المزارع. وبناء على ذلك، فحتى قبل العواصف التي ضربت إسبانيا والبرتغال والمغرب، توقعنا، على الأقل في بداية موسم مبيعات التوت البري المحلي في أوروبا، أن تكون الأسعار أعلى بكثير من العام الماضي". وأضاف: "الآن، مع الأخذ في الاعتبار الأخبار المتعلقة بعواقب العاصفة، يمكننا أن نتوقع زيادة أكبر في أسعار هذا التوت، وبالطبع التوت المبكر".