الشعور بالدونية والاحتقار الذاتي والتحسس من نظرة وحكم الآخرين ،والخضوع للأمر الواقع المزري ،أصبح متجذرا في الإحساس الباطني للمغاربة ،نظرا لعدة عوامل منها عدم الثقة في النفس وفي المحيط،والتوجس من الحاضر والمستقبل واليأس والإحباط المستشري بين الشعب المغربي وخاصة الشباب وقلة البعد الإيماني عند شريحة يصنف شعبها الثالث تدينا عالميا (أصل الإحصاء والله أعلم من الاستدانة والمديونية ،أما التدين من الدين فمشكوك فيه ...) "" فما معني أن ترتدي ثلة من الشباب المغربي قمصانا كتب عليها حمار وبخير؟ متى كانت الحمير بخير حتى نقتدي بها؟ المتعارف عليه شعبيا أن صفة الحمار تطلق للدلالة على الغباء والسذاجة والخنوع والصبر على حمل الأثقال والضرب والاهانات ،والصوت القبيح. فلماذا يختارون الحمار كشعار؟. وصف القرآن الكريم بعض العلماء اللذين يتوفرون على علم ومؤهلات تؤهلهم للعب دورا أكبر من منفعتهم الشخصية الآنية بالحمار الذي يحمل أسفارا ، فلماذا أرضى أن أكون حمار يحمل شعارا؟. تخيل أن حمارا وبخير و تزوج بحمارة وبخير ،فأنجبا جحشا حتى هو بخير،و في إسطبل بخير ، طبعا من سيعيش بخير هم أصحاب السياسة التي أفرزت هذه الخيرية الحميرية ،مطيعة ومستكينة .. يأِمنون شرها ويركبون ظهرها. لنتخيل حمارا اقترحنا عليها بردعة كتب عليها حمار وبخير، هل سيرفضها؟ طبعا لا ، ليس بسبب المقارنة والتناقض ،ولكن لأنه حمار.. ومن سوق هذه القمصان ،لماذا لا يسوق برادع خاصة كتب عليها حمار وبخير ؟، يبيعها برادعي المغرب. متى كانت الحمير بخير؟ وعندنا أسود الأطلس كما تنفخ الصحافة في لاعبي المنتخب لاالوطني، وعندنا قرود الأطلس كما تقول نوال المتوكل ، وحمير الأطلس كما يريد رضى بنسمشي. أما الناعمة ياسمينة فلما شبهت الوالدات بالحيوانات فقد عممت ولم تخصص التشبيه بحيوان بعينه خوفا من أن يسقط تشبيهها على حيوان يبيض أو انقرض ،أو بحيوانات تشبه بعض المتواجدين في العيادات والمستشفيات والمصحات. هكذا سيتحول شباب المغربي وهو الثروة التي لا يريد المغرب استغلالها إلى حيوانات أليفة ،داجنة وهجينة ،انقرض بعضها،ويصدر بعضها. هل يريد من يقف وراء هذه الموجة والإيحاء بالدونية أن يصدر النسخة الثانية من حيواناته ،إذا انقرضت وتوقف تصدير ثرواتها الحيوانية الأصلية!!؟. من مكر الصدف أن المكسيك التي نصدر لها الحمير التي ليست بخير،وتصدر لنا مسلسلات الطريق السيار التي لاتنتهي انتشرت فيها انفلونزا الخنازير ،فعلى المشاهد المغربي وهو يتابع هذه المسلسلات التي تمغربها له دوزيم أن يرتدي كمامة حول فمه كي لا يصاب انفلونزا الخنازير ،وسدادات على أذنيه كي لا يصاب بأذنفلونزا الدبلجة . رغم أن الشباب المغربي أصيب بأنفلونزا الحمير قبل أن يصاب العالم بأنفلونزا الخنازير؟. متى كانت الحمير بخير؟ لما خلق الله سبحانه وتعالى بني أدم كرمه على سائر خلقه،ووفرله مالم يوفر لباقي مخلوقاته،ولما مسخ الله تعالى اليهود الذين عصوا أمره إلى قردة وخنازير، لم يمسخهم حميرا، كما يريد بنسمشي أن يمسخهم في المغرب، حمير يمشون على أربع ويرتدون ملابس عليها صفتهم،ويتكلمون الدارجة المغربية. متى كانت الحمير بخير؟ تقول نظرية النشوء والارتقاء أن أصل الإنسان كان قردا، وتتجه نظرية النشوء والاندحار المغربية لتجعل أصل حمار المستقبل شبابا مغربيا يدفن رأسه في ملابسه. متى كانت الحمير بخير؟ ألا يوجد من بين الحيوانات من نقتدي به غير الحمير؟ لماذا لا نقتدي بالأسود في هيبتها؟ أو بالنمل والنحل في كده ونشاطه وتنظيمه؟ لماذا لا نشبههم بالدببة وهم يبيتون بياتهم السنوية في البرلمان؟. لماذا لا نشبههم بالفيلة والثعالب والذئاب والكواسر ،يحين يستولون على ثروات البلاد ويأكلون حقوق العباد؟ ألم يجعلوا المغاربة من قبل حيوانات مهاجرة،تهاجر بحثا عن الأمن والأكل والمسكن. لماذا لا أختار حيوانات إن كان لابد من الاقتداء بالحيوانات ،أحسنها وأقربها لفرض الوجود و الاحترام ، بدل الحمار، عنوان الاستسلام والرأس الخانع والمطية السهلة ؟ هل يتجه أصحاب هذه الموجة لتأسيس حركة تسمى الخمير الحمر ، أو تكوين حزب يكون شعاره الحمار،قد يصل بصاحبه إلى الحكومة كما فعل حمار أوباما، رغم أن بعض الوصوليين سيعتبرون أنفسهم وصلوا إلى البلديات والبرلمان على ظهور (الحمير) وبأصواتها؟. لم تعد فقط كلمة العالم أو العالم العربي ،ذات محتوى جغرافي محدد، لكننا في بلاد العجائب والغرائب والمتناقضات نسمع بالعالم المغربي، حيث تقوم القيامة على من ترتدي الحجاب أو من يترك لحيته، أم من يعلن هويته بتلك الطريقة فذلك من حقوق الإنسان وحرية التعبير. قد نستشعر الآن أننا حمير وبخير، وسنكتشف في ما بعد أننا بخلفية سلبية وانهزامية ، حمير في الأخير.. متى كان المواطن المغربي بخير حتى تكون حميره بخير؟ لماذا نرضى أن نكون حميرا.. وبخيط بنسمشي يقودنا نيشان.. لفتح حمورية جديدة. [email protected]