لطيفة لمن يهمه الأمر والفاهم يفهم أحدهم امتلأ قلبه بالإسلام وطغت على ملامح مفرداته طمأنينة الإيمان فلم يعد يتكلم إلا بالقرآن... رأى صورة متبرجة على جنب من جنبات الموقع متعرجة فنقر دون مانع وانتظر بغير دافع حتى طلعت فنظر لما جلبت لكنه لم يستلذ بكلمة مما كتبت ولا هو أعجب بمثل مما ضربت فألم الاستنكار لما رأى بتركيزه وأيقظ ما لقى ملكة اعتراضه فاستجمع أنفاسه وألجم إحساسه وحرك أنامله وجاد عطاء بما سرت به بصيرته في أمور الدين حتى استنفذ مرادفات أعلام الإسلام في النصح والإرشاد والعتب والإنجاد وأدق الدقيق وأرسل التعليق وكان به في المرة الأولى؛ جميل. عاد بعد أسبوع وجد الصورة كما أمست قد أصبحت راكزة مرتكزة تعد القراء بين ملامحها موضوعا جديدا وهدفا مفيدا، أراد صاحبنا أن يجس مدى تأثير ما خط وحط وأنمل فأرسل فنقر ثانيا على الصورة فما ظهر أن أحدا من خطه قد اعتبر، فعاد وكتب مرغبا دون سلام وبه وجب الإعلام؛ حسن. عاد صاحبنا المرة الثالثة فوجد الصورة غير مستورة في محلها قاعدة مغمورة بكلام آخر بالحشو ذاخر نقر الرجل نقرا مسترسلا ثالثا ورابعا ولم يعدو عن الصورة ولا ما تخط مانعا... أ كرهه كان دافعا أم قلبه في وكره قد بات جائعا؟ علق وأرق الكاتبة بغزير عبارات الهجو والرثاء والفقه الغثاء فعلا بالإسلام أم حبا في الإتمام أم غاب الإيمان وحل محله الإدمان؟؟؟ انتهى كفى تعاليا وقذفا بالتعليقات ربما فوت في أول مقال لي على هسبريس أن أعرف بهدفي من الكتابة على هذا المنبر وأن أبين دوافع اختياراتي للمواضيع، أو ربما كان الأجدر بي أن أطلق على العمود اسم "المتناقضات" حتى أكف عن نفسي عددا من التعليقات التي اتخذت من السخرية والنصيحة العنصرية طريقا لها إلى مواضيعي. فعلى الرغم من أنني حاولت جاهدة سرد أفكاري وأسبابي وأعذاري لم أحصل ردود الأفعال المطلوبة من التعليقات ولا أنا استطعت استقطاب الفئة المنشودة من القراء والتحليلات إلا القليل النادر الذي صلح عقله وتواضعت نفسه وخلص تعليقاته من الكره والنشوز والقذف والعشوائيات. ولهذا السبب خاصة ولتصحيح المفاهيم عامة وجب علي أن أعيد صياغة السبب في كل مرة حتى يبطل العجب! كنت قد كشفت عن ساقي و ألقيت أوراقي مسبقا وأظهرت للقارئ عامة كيف أني وجيل من الشباب معي نتخبط بين هويتين واحدة متجذرة متعرقة فينا عن أصول مبادئ وقناعة بديننا قد أمست نظريات صعبة التطبيق وأخرى موصوفة بالتقليد الأعمى أو العصيان أو الثوران على ما وجب أن نكون وسط عالم مادي سحيق. كما حاولت بتحليل شخصي عبر معطيات تاريخية ثقافية ودينية إعطاء خط زمني لما طرأ علينا من تناقض وتوضيح خلفياته ونسبياته على عقلياتنا وأذواقنا، ونسبت الأمر إلى سوء اختيار شخصي حيث أن كل إنسان عاقل بالغ راشد يتحمل مسؤولية اختياراته ونتائج أخطائه، كما عريت على منبع ما أصابنا من اختلال في الهوية إلا ثقافة ما قبل الاستعمار وظروف الحماية وأحولا آبائنا من شباب الستينات والسبعينات وظروف ترسيخ العولمة لديهم كمبدأ متطرف مبالغ وتشبثهم بالدين كإطار فارغ. وأطرت ما ذكرت بمن حاك هذا السيناريو وأخرج المشهد في ظل مؤامرة كانت ولا زالت تنشب خيوطها حول أعناقنا وتجرنا وتجتر معها غنائم بلا عدد. عدت وقدمت نصوصا أدبية في عيد الحب مع تقديم جذري ومدخل قاطع تفعيلي لمضمون الموضوع بارزة فيه عدم اعترافي بالعيد مبرزة فيه تخلفي عن مآسي ما نعيشه من أجل فسحة استراحة من لغط المشاكل وقلة البدائل في حياتنا اليومية، معلنة بطريقة خفية أن العيد عيد لشباب لا يمل ولا يقل وإن خفي عن أنظار القارئ المتعالي بدينه فلإنه ترفع ولم يعد ينظر وراءه لشباب يتشبث بأشلائه ليظل منتميا للإسلام دون صيغة التخويف والإيهام. لكن لمن يا ترى تصلح العبرة والعبارة؟ لم يعي أحد لأن شدة التعالي بتعليقات الدين الجاف المتعجرف تبعد الشباب الذي يبحث عن منفذ ومخرج من براثين المؤامرة بسلاسة وعفة وليونة لا بذل و واستخفاف وخشونة. وأبى العلمانيون إلا أن يجدوا من نقاط ضعف هذا الجيل المتجدرة مرتعا لزرع بذور العولمة المدمرة. ولحد الآن لم يأتي أحد القراء بتعليق نصح وإرشاد وجود واعتماد يبني به بين شباب اليوم وطمأنينة قلبه جسرا ثقة حتى يجذب إليه مجموع الشباب المنفرد الأعزل أمام طاغوت الليبرالية، فلا أجد إلا تعليقات صاعقة بين ترهيب إسلامي وتعجيز علماني! ثقافة المتناقضات الكثير من الناس يشترون الجرائد يوميا للإطلاع على الأخبار الوطنية والدولية، ويترصدونها عند التاسعة مساء في الأكشاك ليكونوا من أوائل القراء والمواكبين للأحداث والتوقعات. وهذا يبعث فيهم إحساسا بالتميز، فهم يستفيقون صباحا بدراية تامة ومسبقة بكل ما صدر في الصحف والمجلات وبعلم كامل بما وقع وسوف يقع قبل أفراد أسرهم وزملائهم. هذا الإحساس بالتميز والتفوق يخالج أي شخص إذا ما أحيط بأصدقائه وأخذ يحكي لهم عن خبر كان هو أول من علم به، أو يصحح نبأ لم يعرفوا تفاصيله. والكثير الكثير، يشتري الجرائد لكي يجد فيها ما يثلج صدره، ويطمئن باله، ويصور له فساد مجتمعه وتلوثه بأحسن الصور، مجملا ومرصعا ومعدلا، حتى ينثر عنه الاكتئاب ويزيل الإحباط ويبدأ يومه بسعادة زائفة. فإذا ما وجد في الجريدة ما يرصد واقعه بأمانة ودقة، محدثا بكلمات تمثل قلب الأحداث ومفردات تصف حقيقة الأوضاع، تعكر صفوه وانزعج حاله وأخذ انتقادا وسبا في المقال وصاحبه، متناسيا ما كان هدف المقال أن يوصل إليه. ولشدة التناقض الحاصل في الأنفس والمحصل بضيق العيش وسوء سلوك المواطنين اتجاه بعضهم البعض، تناقض نفسي أدى إلى حب النقد الاذع والتلذذ بالانتقاد السلبي هدفه فارغ وغايته الغزو بما ارتأى القارئ غير مبالي بصيغة المقروء، أصبحت تراه يثور ويجور حتى إن وجد فسحة أدبية خالية من الهموم والشجون والعذاب اليومي والصراع الدموي بين المواطن والمواطن والمواطن والدولة لتجد شتما وسبا وتأففا وتعففا من طيب ما كتب وسماحة ما شذب وتنصهر في حيرة ما قد يعجب هذا القارئ المارد المتمرد عن كل شيء، قارئ لا يعجبه شيء. وهناك من يشتري الجرائد لقتل ساعة الملل في الحافلة أو القطار، أو ليمرر بها قهوة الصباح. وهناك من يقرأ لأنه هاوي قراءة، أو لأنه يترصد جريدة ما أو صحافيا ما، ينتظر منه الهفوة لتصفية حساب شخصي، أو فقط لينتقد بغرض الانتقاد، وتدمير معنويات الكتاب. بين طبقية الهرم الاجتماعي في بلدنا الحبيب، لا وجود للطبقة الأرستقراطية، اللهم قلة قليلة مختفية وسط البساتين الشاسعة لفللها في أحياء لا أعلم بوجودها. فالفاسيين والرباطيين والسلاويين الأحرار وغيرهم من "المؤصلين"، الذين كانوا يتدفقون تمدنا ويتميزون بحركاتهم المنمقة المدروسة، ولهجاتهم المعبقة بحروف التذكير والتأنيث التي تملأ الكلمات يمينا وشمالا، والمصوغة بتأن وبلحن خاص كأنه مفتعل، بمفردات "حشومة" و"عيب"، وغيرها من دلالات تقاليد العرسة والرياض والدار الكبيرة التي تتوسطها فبوس الدار السقاية والخصة، تلك الفئة التي ترى البلد من فوق، وتعيش على صدى اسمها العائلي وبريق تاريخها الأصيل، وتترفع بشرف شجرة العائلة، تلك النخبة من النبلاء، ووريت مع موجة الفقر والبرجوازية التي تصدرت قائمة الهرم الطبقي. فهذه الفئات اختلطت بالفئات الشعبية وسكان البادية، والكل انصهر وسط الأصول الأمازيغية المترسخة، ولم يظل منها إلا القليل النادر، قليل رغم قلته ران على خبز عشيرته. اليوم، الهرم الاجتماعي الطبقي في المغرب على رأسه فئة من البرجوازيين، أوصلهم عملهم سواء في السياسة أو الاقتصاد إلى طبقة اجتماعية أرقى عن طريق مادي خالص، والباقي هو كتلة من طبقة تحاول الارتقاء بعمل أو علم لانتشال نفسها من الازدحام الرهيب والجهل الكامن والفقر المخيف الذي يخيم على الطبقة الكادحة، طبقة لازالت تتخبط في الوحل. ورغم اتساع الفجوة بين البرجوازيين والطبقة المتوسطة، ماديا، غير أن المستوى الفكري جد متقارب إلى متساوي، فطبقة البرجوازيين خرجت من فكر الشعب، ولم تطور ثقافة فرق 1 إلا باحتكاكها بالسياسة والاقتصاد عن قرب، وهي ثقافة معظمها إطلاع على ما خفي على الشعب من أسرار تمكنهم من تداول أمور البلد بعفوية أكبر، فهم للمشاكل المحيطة بالشعب أقرب إلى الحقيقة منه إليها، بوعيهم بمكامن وخبايا تورطاتهم ومن سبقهم ممن جلس على كراسي القرارات. ليبقى مستوى تلقي قراء الجرائد للمقالات ومستوى إدراكهم لا يتفاوت بين طبقات المجتمع. وبذلك تصبح مشاكل الشعب وهمومه اليومية هي محفز الصحافي الأساسي للكتابة، حتى إذا أبدع قلمه وداع صيته وضمنت مصداقيته، كثر مراسلوه وحاز على مفاتيح خبايا المسؤولين، ليتمكن هو أيضا من فك شفرات المآسي التي تلم بالشعب من كل ناحية، وكشف له الحجاب ليعرف أحباب الوطن من أعدائه، فاستطاع بذلك ربط الأحداث ببعضها، وفهم الأصل من السبب، والحل من النتيجة، وأعطي الحق ليدفق مداده على سياسة بلده الخارجية أيضا، لما لها من تأثير مباشر على داخل البلد وأمن الشعب وحياة المواطن العادي. إذا ما جرد الكاتب نفسه من فضول معرفة خبايا الدواليب وخزانات الدولة وفضل امتهان الصحافة من وسط الشعب واحتراف الكتابة لوصف وتحليل ونقد ما جاد به المجتمع من خير وقدوات أو نشز عنه من تفسخ وانحلال، وما تعانيه نفوس الشعب من عقد لم يكن له يد فيها إلا بعيشه في مجتمع رسخها وربطها بحياته اليومية، سيصبح صوتا لثقافة مغربية معبأة بفساد مكين وتناقض مبين، يلزم أعوام ليعترف بها قبل تنقية المجتمع منها، وترميم ما تبقى من خير فيه. وإذا ما أطال الكاتب احتكاكه بهذا التفسخ والتناقض وحاول جاهدا نقله بصدق وشفافية دون تزييف أو تلميع، اقترنت كتاباته بأوصاف الطبقة، وأصبح لأسلوبه و نهج كتاباته وكيان نصوصه نكهة المجتمع ذاته، ليصبح بدوره موصوفا بالتناقض وهزالة الأسلوب وضعف المفاهيم وفراغ الذهن والجهل وانعدام الأسس في كتاباته، وليهاجم بكون كتاباته خالية المغزى والمفاد، وبأنها ثرثرة لا مكان لها بين الكتابات الأخرى، الكتابات التي تصور طبقات أرقى، ومواضيع أهم، فتتخذ رقيها وأهميتها لدى القارئ ضعيف البصيرة والفهم. فإن تحدثت عن عيد الحب فإنني إنما حدثت عن شريحة شبابا لا أنكر على نفسي مشاركتها في العيش بين متناقضات دين ودنيا، وإن كررت وصف كلمة تناقض فلضيق عقول البعض عن فهم واستيعاب شدته علينا، وإن أنكرتها أنكرت آلافا من الشباب يتعايشون مع كتلة المطمئنين بإيمانهم وكتلت المنفصلين بليبراليتهم وهم يعتصرون بين انتقادات الاثنين، وكلاهما يتبجح بما حصل عليه ووصل إليه من رضا بنفسه وعليها، فإن تجاوزت الحديث عن تناقض تلك الفئة المتخمرة في الوسط واستنكرت لذاتي انتمائي إليها ورغبتي في التعريف بها مساعدة نفسي وإياها للنزوح من هذا المأزق بخطوات ثابتة يقينية راسخة أصبحت بذلك أتسلق لكسب رضا المسلمين الموفقين في دينهم أو النيل من حب الليبراليين المتنازعين على دنياهم، وهان عليكم الأمر وفرحتم بمجتمع ساد فيه الإسلام أو بدول نهضت بها علمانية الإعلام ، وقررتم عينا بمغرب كذبة ليس إلا أضغاث أحلام. إذا لم يتخذ أحدنا من هجو وذم القراء وتعاليهم بتعليقات إيمانية تتخذ من التنذير منهجا وتعرض عن التبشير مخرجا لصقل همة الشباب محفزا ليزيد من ثبات خطه في وصف عقائد وبدع جيل كامل وليوضح الرؤيا حتى تسع البصيرة لإيجاد حلول مادية تنموية لتغيير وتحبير مسالك الشباب من انفصام إلى التزام لن يبقى من بيننا من ينقل صورة الشعب إليه بصريح العبارات وأوضح الصور. وإذا ما هرب الكل من الكتابة والتعبير عن ثقافة شعب بأكمله وإن تدنت أكدت على سوء حال سياسة وسياسيين فشلوا في تقدم البلاد، زدنا المجتمع تظليما وتزويرا لحقيقة كامنة فيه، ولم نساهم إلا في تخدير عقول نائمة لا ترغب في النظر إلى المرأة لترى انعكاسها عليها وتصلح القليل من أحوالها. فإن كانت ثقافة الشعب ثقافة تناقض وفسق وعصيان فلتكن، ولنصورها كما هي كي لا تتعفن ويزيد الطين بلة 1 مصطلح اخترعته لوصف ثقافة تكتسب عن طريق التقرب إلى مجالس الحكم وكراسي القرار ومفاتيح خزانات الدولة وأدراج الملفات السرية. يكتسبها الأشخاص من خلال اطلاعهم على ما خفي على الشعب من أسرار وتورطات تخول لهم دراية أشمل بتطورات الأحداث وتعطيهم وعيا أكبر بما خفي في مسار التاريخ وقدرة على تكهن المستقبل سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. ثقافة ليست إلا معرفة واضحة بما يكمن وراء الكواليس. كيفية قراءة النص: حل مايسة إن كان من هدف للكتابة فإنما وجب لتنمية العقول والفكر والإدراك وتطوير سلوكيات الأشخاص رغم الاختلاف في الأصل والأعراق وتحسين وتهذيب الذوق والحث على تقبل الآخر أ فردا كان أم أفرادا. كثير من الكتاب من يعمد إلى الخبر ليصيغ محتوى مقالاته لتصبح حداثة الحدث تشكل مصدر إلهامه وتحليلاته، فيضع القارئ في إطار توعوي بلغة صحفية بسيطة تحفز العامة على الاستيعاب وإبداء الرأي وتبادل وجهات النظر وتطوير الرؤيا وأبعادها؛ وهناك من ليس من هواة الجري وراء الخبر بقدر ما يرتكز في كتاباته على الظواهر، ويصف ويناقش ويطرح الواقع ويحفز الدوافع ويترك للقارئ أمره في الاستيعاب أو رفض وإنكار ما يحول بين مجتمعه والرقي. وهناك من يرتكز في كتاباته على الأبحاث الأدبية أو العلمية بغرض التثقيف، وهناك من يؤسس كتاباته على الفكرة، ليضع القارئ في إطار الإدراك والتفكير والتدبر والتعبير ويعطي للنقاش شرعيته المفروضة بغرض إيجاد الحلول أو الاتحاد على فكرة وسطية لترميم تفرقة واختلاف بنية مجتمعية من نفس الأصل. فالفكرة هي نتاج العقل الوحيد وهي الوحيدة القابلة للنقاش والخاضعة للبلورة والتطور على أساس العقلنة تحت قواعد المنطق، وغيرها كالذوق أو الرأي الشخصي كلاهما نتاج للخلفية التربوية والبيئية والدينية وحاضر الشخص وماهيته وشكله ومدى عمق وعيه وأحلامه التي تشكل نظريا مستقبله، وبالتالي تبقى نسبية غير قابلة للنقاش أو التجاذب أثناء الحديث، وأخريات كالتواريخ والأحداث والأسماء والأشخاص وآراء الآخرين كلها وليدات مراجعها وأصولها ومن غير المعقول بل من السذاجة وقلة الوعي والبديهة مجرد البدء في مناقشتها فهي ثابتة في معرفة كل شخص وثابتة في مراجعها ويستحال التطرق إلى الجدال حولها فهو ضياع للوقت والمجهود والطاقة الاستيعابية، وإنما الأجدر النهم من القراءة والبحث لتصحيح المغلوط وكشف المستور وملئ الفراغ وتثبيت المجهول. فإذا وجد القارئ بين يديه نصا وجب عليه تحديد ماهية النص ونوعيته قبل الخوض في مناهزته، ويتمثل ذلك في ضرورة وعيه الكامل أثناء توقفه عند كتابات الرأي والكتابات الأدبية، حيث يتجلى الإحساس والذوق، بالاختلاف الكامن بين الكاتب والقارئ خلفية وتربية، وأخذ النص من حيث وجد وليس كما أراده القارئ أن يوجد، فمضمون النص نسبي كما أسلفت بالذكر ويستحال الخوض فيه. إذا وجد القارئ أمامه نصا أو مقالا توعويا تثقيفيا كان عليه قبل الانغمار في محتواه والنهل من معلوماته والتقرب إلى أسلوبه ومستواه التأكد من مصادره ليبرأ اتخاذه أساسا يستند عليه في النقاشات والجدالات والتعرف مليا على من أوجد ونقب فأرصد أحداثه وأخباره. و أما إذا صادف القارئ نصا أو مقالا فكريا بتوجه قصدي كان له الأمر في النقاش البناء والخلاص إلى حلول أو الإتيان بنص مشابه مدعم أو مناقض طاعن لمبادئ النص بنقد إيجابي يهدف إلى التوحد وليس التباعد. انتهى إن لم تعجبك الصورة اجعلها محظورة وإن لم يعجبك الكاتب اعزله بالجانب إن ازدريت العنوان فغير المكان وإن غويت باسمي فلا تبؤ بإثمي إن كرهت العمود فغيره موجود وإن بحقد نقرت فالزم الصمت إن كرهت الجد في الحاضر والماضي وذكري لأضدادي في الشعر والسرد والزجل والنقد ومدحي لما أرجو وحين أصف وحين أهجو فعلى الأقل اتركني أبدي لما أبدى لي الحب وإن بت أهذي ففي بات الحب يغدو مايسة أو بكل بساطة على رأي روبي ويليامز Let Me Entertain You إهداء إلى كل الكتاب والصحافيين المغاربة الذين يناضلون بأقلامهم وحرياتهم من أجل حق التعبير بضمير ما زال حيا الصحافي ومالكوم، خليوه يكتب ياك كيكتب غيلولاد الشعب ويلا سب، عرف شكون يسب أمشي عليك، على لي كيقيل يكدب للي دا الفلوس وخلانا بلاش ومللي حسبنا لقينا التشاش قلنا الدباز ماكاين لاش للهم العمى ولا العماش أخليه يكتب فاش قاسك حيت عجبنا فيك درك راسك قال من فلوس الشعب دارك ولباسك ولا ماشي نتا، غي كمل نعاسك خليه يقول ويزيد يقول راه ماكيقول غير المعقول شبعت سرقة يا راس الغول وفم الغول باقي محلول ضرب بالغدر ياك ألغدار وكتب بيدك للناس الخبار بلحق الحق لمالين الدار يلا طوال الليل طالع النهار المقال القادم إن شاء الله حول التنمية البشرية