1/ الإحتقار ليس من منهج الإسلام . "" 2/ "أم عازبة" في الجنة و"علماء" ودعاة في النار. 3/ لا زانية بدون زان ولا قحبة بدون قوادة. 4/ الأب العازب الهارب. يا محتقر الناس قد أصبحت متهما إذ عبت منهم أمورا أنت تأتيها أصبحت تنصحهم بالوعظ مجتهدافالموبقات لعمري أنت جانيها تعيب أما عزباء منتقصا لها وأنت أكثر منها جرما سفيها دعاة على أبواب جهنم فيها وعلماء سوء ممن يواليها ما يزال مجتمعنا يعتبر المرأة مصدر الغواية وينبوعا للمعاصي والشرور وأصل السيئة والفجور، ومدخلا للشيطان،ودافعة للمرء إلى الشجرة الممنوعة ! وهي للرجل باب من أبواب جهنم ،من حيث هي مصدر تحريكه وحمله على الآثام.ومنها انبجست عيون مصائب الإنسانية جمعاء،فبحسبها ندامة وخجلا أنها امرأة ! وينبغي لها أن تستحي من حسنها وجمالها،لأنه سلاح إبليس وهي التي جاءت بالرزء والشقاء للأرض وأهلها ! نظرة رهبانية منحرفة بغيضة ومقيتة شرع الله برئ منها..وبعض المتسلفين المتوهبين من أصحاب اللحى البدعية المكنسية الكثة يذكرونني في تعاملهم مع المرأة بأولئك الرهبان الذين يفرون من ظل المرأة ويعتقدون أن مصادفتها في الطرق ولو كانت أختا أو أما أو زوجة يحبط الأعمال ويكثر الآثام ! وفي الحقيقة تلك نظرية المسيحية الرهبانية في المرأة أسقطوها على الإسلام..وسأشير في المحور3 إلى نماذج من المسيحيين ونظرتهم إلى المرأة،على أن الشريعة لا تحتقر المجرمين الكفار بله من أسلم وعصى وإنما شرع الله يصنف ويرتب الأحكام،ومن قال بغير هذا فله دين ولي دين ! 1/ الإحتقار ليس من منهج الإسلام : إثر كتابتي لمقال : "أمهات عازبات..ضحايا لا بغايا"،توصلت بعشرات الرسائل ذات ألوان مختلفة من سب وشتم وقذف وتأييد كلي وتأييد جزئي،واتهامات بالمروق من الدين،ورسالة تجمعني بأخي نورالدين لشهب في نعت المتصهين لأن لشهب "برر للوكالين وأنا بررت للأمهات العازبات"!!! وتساءلت بعد ذلك : لمن تكتب ياحفيظ ؟ (على من تقرا زابورك ياداود؟)..وفي الحقيقة لم أحزن لأني تلقيت ماتلقيت بقدر ماحزنت على مستوى بعض الشباب وتذكرت قول وزير إسرائيلي صهيوني سابق:(العرب لايقرؤون وإذا قرؤوا لايفهمون)..هي الحقيقة للأسف الشديد ولم يصدق الصهاينة في شيء صدقهم في هذه المقولة التي انطلقت من معطيات واقعية موضوعية،فالظاهر أن المقالات لا تقرأ إلا عناوينها ولا تعقل مضامينها! وهذا هو محصول تعليمنا ومحصود مناهجه المنخرمة[1].. قلت في مقال سابق عن انعكاسات 70 مليون أمي في أمة إقرأ لم يكن من قبيل الإستعراض أو العبث أن أومأت في مقال الأمهات لقراءة مقالي : الأسرة بين الحداثة المادية والحركة النسوية الإسلام دين الرحمة (إن الله يغفر الذنوب جميعا) (إن الله لايغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء)،وكان الأنبياء عليهم السلام أرحم الناس ، وكان خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم أوفرهم نصيبا من هذا الخلق حتى كانت رسالته رحمة للعالمين قال الله سبحانه (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)..وليست "الأم العازبة" التي وقعت ضحية استغلال جنسي من مريض مجرم أو اغتصاب أو حتى بإرادتها ثم تابت بمنأى عن هذه الرحمة،فليس لأي شخص مهما علا كعبه في دين الله أن يقرر من يدخل الجنة ومن يدخل النار إذا كان هو نفسه لم يضمن شيئا إن لم أقل أن هناك من "علماء" الإسلام و"فقهاءه" من هم أسوء خلقا من الشياطين وتوعدهم الله كما في الحديث بجهنم لأن علمهم لم يكن لله بل كان ليقال لهم علماء وفقهاء ! وصنف الرسول الكريم الدعاة إلى صنفين: دعاة ربانيين ودعاة على أبواب جهنم،كما سيتضح بعد.. إن دين الله بريء من أي احتقار لخلق الله،وقلت إن الألفاظ الواردة في نصوصه قرآنا وسنة خالية من أي حمولة احتقارية تنقيصية،وإنما هي تصنيفات تترتب عنها آثار وأحكار تروم المحافظة على المجتمع الإسلامي الذي لم يعد له وجود،بل الموجود مجتمعات رسومية نفاقية تنسب نفسها للإسلام زورا وزيفا على وجه العموم أما الأمة الإسلامية التي أخبر بها القرآن "كنتم خير أمة أخرجت للناس" فهي اليوم أقرب للخيال منه للحقيقة،إذ الأمة الموجودة اليوم هي أمة شر أمة أخرجت للناس تأمر بالمنكر وتنهى عن المعروف بأخلاقها العامة وسلوكاتها الغالبة !! والواقع السياسي والجغرافي والأخلاقي شاهد..أين هذه الأمة من من بيت المقدس الذي يهدد كل لحظة؟ إن لم أقل أن زعماءها "المسلمين" باتوا يتواطؤون على أرض المعراج،ومجتمعاتها "الإسلامية" تستقبل الصهاينة ومنتوجاتهم بالأحضان !! التحقير والتنقيص والشتم وتسليط السيوف على الآخرين دالة على الإنحطاط الأخلاقي والإنسفال إلى الدرك البهمي..أين ذلك من أخلاق الإسلام؟ ألم يقل صلى الله عليه وسلم :" ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولاالبذيء"، هل بهذا الخلق الدنئ سيقدم الإسلام؟ لعمري إن معظم المسلمين العرب اليوم يعجلون باضمحلال هذا الدين بأخلاقهم الذميمة وإقحامهم لثقافاتهم الإجتماعية البالية في فهم الإسلام وفي سلوكاتهم ولولا ثلة قليلة من الربانيين المتخلقين لأصبح الإسلام في خبر كان ! هل كان منهج القرآن هو مقابلة الآخرين بالإحتقار والسب أم كان منهجه "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم" ؟! ليس الذين راسلوني أو علقوا على مقالي بدناءة وإباحية معنيين فهؤلاء أكثر سفالة من أن يضعهم الواحد في تفكيره،بل أتحدث عن أولئك الذين ينصبون أنفسهم في مجال الدعوة من فوق الأبراج ومن وراء الشاشات بلحاهم الكثة ووجوههم المرعبة يحتقرون الناس بنرجسية وهم الذين يجلسون على كراسي "الكفار والمشركين" ويرتدون الساعات المستوردة من "بلاد الكفر" سويسرا،وأجهزة التصوير والصوت وغيرها الخاصة بالبرنامج كلها من ديار "الكفار" !! تماما كأولئك الذين وصفوا "وكالين" رمضان ب"الفتانين" وألهوا الناس عن "وكالين" الشعب بخطاباتهم التجزيئية عن الوضوء والحيض والطهارة وتفاصيل التفاصيل !! إن منهج القرآن في الدعوة هو الرحمة واللين لا الغلظة والفظاظة، فهل كان رسول الله لينتصر لولا رحمته ولينه؟ قال سبحانه:(فبما رحمة من الله لنت ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك). لماذا لا يستدعى هؤلاء الشباب "الوكالين" المغرر بهم إلى المجالس "العلمية" الظلية لإفهامهم وتوضيح حقائق الإسلام لهم ومقارعة الحجة بالحجة؟ أم أن الإفلاس الفكري يقود لإشهار السيوف البتارة للإحتقار والسب والشتم؟ هل نرغم الناس على الإسلام ونكرههم عليه أم أنه (لا إكراه في الدين)؟! لماذا يحرف هؤلاء منهج القرآن وينفرون الآخرين من دين الله؟ عجل الله بزوالهم..آمين. 2/ "أم عازبة" في الجنة و"علماء" ودعاة في النار: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( غفر لامرأة مومسة مرت بكلب على رأس ركي يلهث قال كاد يقتله العطش فنزعت خفها فأوثقته بخمارها فنزعت له من الماء فغفر لها بذلك)..والحديث أذكر أنه متفق عليه رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة حتى لا يقال أني أفتري .. إن "الأم العازبة" لا محال سيغفر الله لها إذا تابت وأصلحت.. إن الله إذا فتح أبواب رحمته لأحد فلا ممسك لها . ومتى أمسكها فلا مرسل لها . كانت مخافته من الله . ورجاء ه في الله، إنما هي مشيئة الله : (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده).. إنها رحمة الله يفتح بابها ويسكب فيضها في آية من آياته . آية من القرآن تفتح كوة من النور. وتفجر ينبوعا من الرحمة . وتشق طريقا ممهودا إلى الرضا والثقة والطمأنينة والراحة .. ورحمة الله لا تعز على طالب في أي مكان ولا في أي حال،لأنه: (لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون).. كم من عالم دين رأيناه يعلم حقيقة دين الله ثم يزيغ عنها، ويعلن غيرها ويستخدم علمه في التحريفات المقصودة والفتاوى المطلوبة لسلطان الأرض الزائل يحاول أن يثبت بها هذا السلطان المعتدي على سلطان الله وحرماته في الأرض جميعا! إنه عالم من علماء السوء وما أكثر النماذج منهم في هذا الزمان وفتوى شرب الخمر ليست منا ببعيد ! لقد أخبرالنبي صلى الله عليه وسلم عن أول ثلاثة تسعر بهم جهنم وكان من بينهم : (رجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فعرفه الله بنعمة فاعترف بها فقال له تعالى :فما عملت فيها قال قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال كذبت ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارىء فقد قيل ثم أمر فسحب على وجهه حتى ألقى في النار) والحديث أخرجه مسلم. نستخلص من هذا أن هناك "علماء" سوء مصيرهم لجهنم سعيرا رفقة دعاة على أبوابها، يعلمون أحكام الدين ويتشدقون بها لكنهم مفتقرون لأخلاق الإسلام،وبالمقابل يمكن ل"الأم العازبة" أن تنال رضوان الله إن هي تابت واهتدت..فما أرحب هذا الدين وما أرحم الله سبحانه بعباده الذين يهرول إليهم إن هم أتوه مشيا ! 3/ لا زانية بدون زان ولا قحبة بدون قواد : أشرت في مستهل هذا المقال إلى النظرة الدونية للمرأة لدى المسلمين الرسوم،وأنها مصدر الغواية وينبوع المعاصي والشرور وأصل السيئة والفجور !! وهي نظرية تجد أختها في الرهبانية المسيحية،يقول Tretulian أحد أقطاب المسيحية وأئمتهم مبينا هذه النظرية في المرأة:(إنها مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان،وإنها دافعة بالمرء إلى الشجرة الممنوعة،ناقضة لقانون الله.ومشوهة لصورة الله- أي الرجل)!!! ويقولChry Sostem في المرأة:( هي شر لابد منه،ووسوسة جبلية،وآفة مرغوب فيها،وخطر على الأسرة والبيت،ومحبوبة فتاكة،ورزء مطلي مموه)! ماذا نتج عن هذه النظرية المنحرفة حول المرأة ؟ فساد مروع في الأديرة بين من ؟ بين الرهبان والراهبات أنفسهم! لأنها تجاهلت الحاجيات الجنسية الفطرية في الإنسان ذكرا وأنثى..هذه النظرة الدونية التي لا تختلف كثيرا عن نظرة الحمقى في مجتمعنا الذين يلقون باللائمة على المرأة دون الرجل..نظرة جاهلية غير راشدة وغير منهجية وغير مآلية لن تتسبب إلا في تعميق القحبنة في مجتمع تطبع على الفجور ومع التعهر في الغالب..تناسى هؤلاء أن العلاقة الجنسية تكون بين رجل وامرأة كلاهما يتحملان وزر الجريمة،والله سبحانه لم يخص العقاب بالمرأة دون الرجل بصددها،بل قرن الزانية بالزاني وسوى عقوبتهما(والزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة) والجلد ليس على إطلاقه بل له ضوابط وشروط،غير أن المرضى يأبون إلا أن يحقروا وكأنهم ملائكة لا تشتهي ! وربما كانوا من أكبت خلق الله وإيتاءهم للفجور،ولقد قلت أنه لو أجريت دراسة تمحص السعار الجنسي في المغرب لوجدت العجب العجاب،لكن هؤلاء يختبئون وراء الطابوهات،ويكفينا فضحا واحتقارا أن شبابنا من أكثر رواد المواقع الإباحية في العالم ومجتمعنا مضرب المثل في السياحة الجنسية..فلماذا هذا النفاق والإنتفاخ ؟! ما موقع شبابنا في خريطة العلم والثقافة والفكر والأخلاق ؟ الزانية حين تزني لا ترغم من يزني بها،والقحاب يتخصصن بموقع ما أو رقم معين والرجال والشباب الزناة هم الذين يطلبون ويرغبون ويدفعون..وأنا لا ألقي اللوم على أحد من هؤلاء وإن كانوا مسؤولين لكن تبقى المسؤولية الأعم التي لايدركها قصار النظر وصغار العقول ملقاة على النهج السياسي و الإقتصادي والإجتماعي والإعلامي والذي لا ينفك عن النهج العالمي العولمي الذي أفرز البطالة والفقر وأزمة زواج..أما من أراد أن يحتقر ويسب ويشتم فلا أحد سيلجم فمه وكيف نعم والله الحليم ذاته سبحانه يسب ورسوله يهان وقرآنه ينجس..ممن؟ من "مسلمين" أنفسهم قبل غيرهم..لو أدركنا أن عن أيماننا وشمائلنا ملائكة يدونون لنا وعلينا فسينعكس ذلك على سلوكنا،أما أن نتوهم الإدراك ويكذبه السلوك فهو مايسمى بوهم الإيمان أوهوالنفاق..وحين نقف أمام الله يوم الحساب فكل سيقف لوحده ويحاسب لوحده،ولو أن المسلم لم يقل لامرأة ياعاهرة أو ياقحبة وإن كانت كذلك فلن يقول الله له لماذا لم تقل،أما وإن قالها فحسابه عسير وشديد لأمرين : الأول : أنه قالها احتقارا واستعلاء واستكبارا لا تصنيفا وترتيبا للأحكام،ولا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر بنص الحديث..والثاني : أنه قد يتهم امرأة عرفت بالعهر ثم تابت وأحسنت واستقامت، أو امرأة أخطأت مرة ثم ندمت بعدها وتابت وليست من العواهر المومسات المحترفات..فما بال البعض ينصبون أنفسهم قضاة على الخلق ؟ كانت "مريم" مثال تلك "الأم العازبة" التي سقطت ضحية صديقها الكذاب الذي وعدها بالزواج فلما قضى وطره تولى وأخلف الوعد..ومثل هذه القصص كثيرة تسقط فيها المرأة وحدها ضحية..ضحية استغلال عاطفي وجنسي،وضحية النظر القاصر الذي شكلته الثقافة المجتمعية المتخلفة..وحين أقول الثقافة المجتمعية فالمعنى تلك المواضعات القيمية التي اتفق حولها الناس عبر الزمن،وهي بعيدة عن دين الله بعد مواضعات قوم سيدتنا مريم العذراء لما وضعت وليدها فاتهمت بالزنا مع أن قومها كانوا يزعمون الإيمان بالله! ووجه التشابة بين القصتين: أن قوم مريم المغربية زعموا الإيمان كما زعم قوم مريم العذراء،لكن وظفوا مواضعاتهم الثقافية البالية لإصدار أحكام ظالمة عليهما تحمل احتقار وازدراء وإخزاء شرع الله بعيد عنها! صحيح أن مريم المغربية أجرمت ولكن ليس من روح هذا الدين أن نحتقرها ونصفها بأوصاف مخزية،بل القضية تعالج بحكمة،تماما كما فعلت السيدة عائشة الشنا بارك الله فيها..والله رب سيدتنا مريم العذراء ورب مريم المغربية وربنا جميعا نرجوه ونستغفره ونتوب إليه ولاراد لقضاءه ولا ممسك لرحمته،والمحتقر لن يضر سوى نفسه ولن يلوث سوى صحيفته! 4/ الأب العازب الهارب: الكل تحدث عن "الأم العازبةsingle mother" ولا أحد تحدث عن "الأب العازب الهارب The single fugitive fother"..وهو ذلك الأب الجبان المجرم الذي استغل أو شارك رفيقته في الجريمة والذي يصطلح عليه شرعا ب : الزاني بعيدا عن أي محمول تنقيصي في اللفظ أيضا..وهنا نقطة مهمة جدا يجليها التساءل التالي: لماذا لا يقابل الزاني بتلك النظرة الإحتقارية التي تقابل بها النساء الزواني؟ والجواب : أن الثقافة الإجتماعية البالية والتي تختص بهيمنة الرجل وسيطرته وأفضليته على المرأة جعلت الرجل ذلك البطل الشاطر الذي استطاع قضاء وطره من تلك المرأة الفاجرة الآثمة ! نعم هي ثقافة متمركزة حول الرجل قوبلت بحركة متمركزة حول الأنثى..ولو كان مجتمعنا متشبعا بالقيم الإسلامية الأصيلة بعيدا عن توظيف الأرجاس الثقافية المجتمعية لكان اليوم محصنا ضد كل الأفكار الوافدة من قبيل "حقوق المرأة" وحركة التمركز حول الأنثى التي تفترض صراعا تاريخيا بين الذكر والأنثى !! تخلفنا وغباءنا هو الذي أوصلنا لما نحن فيه،وهو الذي جعلنا بالأمس قابلين للإستعمار..واليوم أيضا بنا قابلية الإستعمار ولو قرر الصهاينة احتلال المغرب فلن يجدوا سوى جيشا من الراقصين وأصحاب لحى مكبوتين جبناء ومخرفين يهربون من واقع مملكتهم إلى المملكة الباطنية !! هكذا صارت صورة "الأب العازب الهارب" صورة مبجلة في مجتمعنا غير قابلة للحساب،ومن ثمة فشرع الله بعيد عن كل تلك الحمولات الإحتقارية التي ألصقها البشر بالألفاظ ! ولن يستطيع الناس لو أرادوا تسوية الرجل الزاني بالمرأة الزانية في إطار "المساواة الإحتقارية"،لن يستطيعوا تغيير الصورة النمطية والأحكام القيمية الظالمة لأنها لصيقة بالبنية الثقافية للمجتمع والبعيدة في كثير من الأحيان عن روح الإسلام دين الأخلاق ودين الجمالية.. إن "الأم العازبة" و"الأب العازب الهارب" كلاهما شريكا جريمة نكراء، لايدعو إليها شرع أو عقل صحيح سليم،لأن المجتمع السوي ينبغي أن يبنى على علاقات سوية بين أفراده وإلا ضاع واندثر وانتهى..وأنا اليوم لست من المقتنعين كثيرا بفكرة المجتمع من الناحية الوجودية..ثمة أسباب أفرزت مجتمعات شكلية أفرادها يعيشون وحدات منفصلة ولعل من بين هذه الأسباب جعل الجنس مقصودا بحد ذاته مما أفرز آليات إعلامية سياسية تحوم موادها حول الجنس والإغراء مما أثر على البنية الخلقية للمجتمع فبرزت علاقات جنسية محرمة قوامها الشهوة والتشهي بغير ضابط ولا خلق..وفي الحقيقة ليس ثمة أي معنى لكل تلك الأحكام في مجتمعنا حول طرفي جريمة الزنا لأمرين: أولهما:أن المجتمع المغربي بكل أسف وتحسر تطبع على العهر والتفحش،والمحاكم عامرة بقضايا الفساد والخيانة الزوجية،والإعلام ينفث المواد الإباحية طوال الوقت أمام أنظار عموم الشعب ولا أحد من الدعاة والعلماء أو المثقفين يستنكر أو يرفض أو يدعو لمظاهرة بله الناس العاديين و الإحتقاريين..وثانيهما :أن القيم الإسلامية - بحكم إقصاء الإسلام – مستبدلة بالقيم العولمية والحداثية فصارت هذه القيم ملازمة لسلوكات الناس ونمط عيشهم مكيف وفقها غير منفك عنها ! مما سبب في ظهور نوع من التناقضات السلوكية والفكرية في مجتمعنا الذي ضربت بنيته الخلقية فضلا عن بنياته التحتية! أخيرا أتوجه بالشكر الخالص للسيدة عائشة الشنا رئيسة جمعية التضامن النسوي والمؤمنة بالله حقا وصدقا،هذه المرأة الحكيمة التي وفرت "لأمهات عازبات" الرعاية والعطف لهن ولأطفالهن،واستنقذتهن من براثن مجتمعنا المنافق المريض..وهذا لا محال جهد ومجاهدة سيجازيها الله عليه خير الجزاء وهو سبحانه الذي غفر لامرأة بغي أروت كلبا،فمابالك بامرأة مؤمنة شريفة أروت وأطعمت واحتضنت نسوة ضحايا فساد المجتمع وظلمه وكانت بمثابة أم حنون لهن، وهي التي أسست جمعيتها من أجل حماية هؤلاء النسوة الضحايا من السقوط في الدعارة وتوفير لقمة عيش حلال لهن. غفر الله لها ولنا ولكل مذنب تائب،فلا كبيرة مع وجود فضل الله ولا صغيرة مع وجود عدله. هناك بغايا ومحترفات دعارة مرغمات على ذلك لقسوة العيش،ها أنتم هؤلاء المحتقرون لم لا تقدمون لهن يد العون وتخرجوا زكواتكم وصدقاتكم إليهن أليس في أموالكم (حق للسائل والمحروم) كما قال عزوجل؟ لماذا لا تقومون يا مدعي الوصل بالكتاب والسنة – زورا وزيفا – بتمثل أخلاق القرآن في التكافل ومد يد العون حماية للمجتمع من التكسبات الغير المشروعة؟! والله إن السيدة عائشة الشنا حفظها الله للمظلومات أكثر وصلا بخلق القرآن ومقاصده و تمثلا لرحمة هذا الدين منكم..أم أن الزانيات المسكينات أقل شأنا من الكلاب العطشى؟ أنا أقول أن من يدعي التمسك بالكتاب والسنة ولايسأل عن فقير ويملأ بيته أطعمة ونعما وجاره جائع،هو من دون مرتبة الكلاب ! لأن الكلاب وفية مخلصة وهؤلاء لم يفوا بما في الإسلام من خلق تجاه المحرومين ومن لم يف لم يخلص..ألم يقل الرسول (ليس بمسلم من يبيت شبعانا وجاره جائع) ولم يقيد صلى الله عليه وسلم الجار هنا بلون أو دين أو لسان أو خلق..لعمري إن السيدة عائشة الشنا فهمت الحديث أكثر من المتسلفين وطبقت مضمونه وفعلت دعوته حتى مع من لايشاركها الجوار!! [1]: المعني تعامل القراء مع المقالات،وهذا تحفيز لهم على قراءتها والمسك بعقالها.ورضي الله عن عمر بالخطاب الذي قال:رحم الله من أهدى إلي عيوبي.. [2]: قولنا :(الأمهات) هذا لفظ عام مستغرق لكل مايصلح له،ومن أنواع الألفاظ العامة الإسم المحلى ب"ال"،أما اللفظ النكرة فلا يكون عاما إلا في سياق النفي بإضافة من أو النهي..وعموما فقاعدة العموم والخصوص مبسوطة محلها المباحث اللغوية في كتب أصول الفقه.