أفادت مصادر مطلعة أن الجيش المغربي عزز وجوده بشكل مكثف على الشريط الحدودي مع الجزائر، خاصة على مستوى إقليم جرادة، وبالضبط في المناطق المقابلة لجبل عصفور في الجزائر، باعتماد عناصر إضافية ضمن دوريات المراقبة والاستعانة برادارات متطورة، وكذا استعانت بوسائل حديثة تعتمد على المراقبة بالأشعة تحت الحمراء. "" وذكرت مصادر موثوقة أن ترتيبات تسير في اتجاه إغلاق مغارة أولاد بلقاسم، التي يمكن أن تؤوي حوالى 600 شخص، خوفا من أن تتسلل إليها عناصر مسلحة تابعة ل "القاعدة في بلاد المغربي الإسلامي" من الجزائر، مشيرة إلى أن الجهات المختصة تشرع في تفعيل هذا الإجراء. وذكرت أن جبل عصفور، التي توجد فيه غابة بمسالك وعرة جدا، بات يشكل خطرا كبيرا، لكونه يعد إحدى المناطق التي تلجأ إليها الجماعات المسلحة للاختباء وتهريب الأسلحة. وتأتي هذه الإجراءات بعد أيام من تصدي عناصر الجيش المغربي تصدت إلى محاولة إرهابيين جزائريين التسلل إلى المغرب عبر منطقة بني حمدون المغربية المجانبة لقرية روبان الجزائرية. وذكرت المصادر أن عناصر الجيش المغربي، الذين كان يصل عددهم إلى 20، دخلوا في اشتباكات بالأسلحة النارية مع أفراد هذه المجموعة، المكونة من 12 إرهابيا، الذين كانوا يحملون أسلحة كلاشنيكوف، بعد أن رفضوا الامتثال إلى الأوامر، والتراجع عن التسلل إلى التراب المغربي. وأبرزت المصادر أن الدورية المغربية تمكنت من إصابة عدد من أفراد المجموعة الإرهابية، من بينهم أميرهم، قبل أن تلقي القبض على أحدهم. وذكرت أن هذه المجموعة تتكون من صوابي مصطفى (البالغ 33 سنة)، وابن منطقته برس عبد الكريم اللذين التحقا بالمجموعات الإرهابية، خلال سنة 2007، وكانا ينشطان تحت إمارة ابن منطقتهم جمال قرقابو، مشيرة إلى أنهم يتخذون جبل عصفور مركزا لهم لعقد صفقات. وتعيش مصالح الجمارك المغربية وقوات الحرس الحدودي الجزائري، منذ فترة، حالة استنفار بحثا عن المهربين، الذين كثفوا نشاطاتهم، في الأسابيع الأخيرة، في محاولة لخلق منافذ على الشريط الحدودي لإدخال سلعهم إلى أسواق وجدة والمدن المجاورة، وبالعكس، تزامنا مع شهر رمضان. وتحدثت مصادر أمنية عن أن هذه الإجراء تعتمد استراتيجيتين الأولى تتمثل في ترصد المهربين، أما الثانية فتتجلى في كشف ما إذا كانت لهم تواطؤات مع خلايا إرهابية، خاصة بعد ورود معلومات تفيد ربطهم علاقات مع عناصر متطرفة بهدف "تسهيل تحركاتهم ونقل أسلحة ومتفجرات عبر الشريط الحدودي". وبدأت قوات الحرس الحدودي الجزائري، معززة بالطائرات، أخيرا، حملة تمشيط في مجموعة من المواقع الحدودية، بعد الاشتباه في وجود حركة لسيارات الدفع الرباعي يعتقد أنها تعود لقوافل المهربين والإرهابيين. ويعول الحرس الحدودي على عملية التمشيط هذه لخنق بقايا الجماعات الإرهابية التي كانت وراء اعتداءي البويرة ويسر اللذين تسببا في مقتل 70 شخصا، أغلبهم مدنيون وجرح العشرات.