أكدت مصادر إعلامية متواترة بالجزائر أن مصالح الأمن بالبلد الجار رصدت منذ أيام تحركات إرهابية نشيطة على مستوى جبل عصفورالذي يشكل امتدادا طبيعيا للشريط الحدودي المشترك بين الجزائر و المغرب حيث يطل على مدينة وجدة من جهة الشمال الشرقي . و تحدثت ذات المصادر نقلا عن جهات أمنية أن عمليات التمشيط التي باشرت بها قوات الجيش الجزائري قبل أشهر بمنطقة الغرب الجزائري قد حملت نشطاء مسلحين الى التوغل الى منطقة الأحراش الغابوية القريبة من مركز الزوية الحدودي أين لا يستبعد حسب شهادات متواترة أن تكون قد توغلت الى داخل التراب المغربي بمناطق تابعة لجماعات رأس عصفور و بني حمدون بغرض التزود بالمؤونة أو هربا من ملاحقات فرق الجيش الجزائري . و تعتبر الصحافة الجزائرية منطقة رأس عصفور من أهم معاقل الإرهاب، بعد ''انسحاب'' بقايا أتباع جماعة حماة الدعوة السلفية وزحفهم إلى مناطق آمنة بالجهة الغربية من الجزائر وانتشارهم في معاقل عبارة عن أدغال غابوية كثيفة لاعادة رص صفوفهم . و تتحدث ذات المصادر عن قيام العناصر الارهابية المسلحة بربط اتصالات مع خلايا الدعم وأباطرة المخدرات من أجل التزود بالدعم والبحث عن سبل لإعادة بعث خلايا الدعم بمنطقتي مغنية وبني بوسعيد، و كان الجيش المغربي قد عزز في شهر ماي الماضي وجوده بشكل مكثف على الشريط الحدودي مع الجزائر، خاصة على مستوى إقليم جرادة بالمناطق المقابلة لجبل عصفور في الجزائر، باعتماد عناصر إضافية ضمن دوريات المراقبة والاستعانة برادارات متطورة، وكذا الاستعانة بوسائل حديثة تعتمد على المراقبة بالأشعة تحت الحمراء في أعقاب مزاعم كاذبة عن مواجهات جمعته بعناصر إرهابية مسلحة متسللة من الجزائر ، وهو ما اعتبر في حينه محاولة فاشلة من طرف المخابرات العسكرية الجزائرية لتوريط الجيش المغربي في مواجهة مفتوحة مع الارهابيين الذين تدعي السلطات الجزائرية أنهم يحصلون على المؤونة و السلاح من داخل التراب المغربي و هو ما تدحضه الحقائق الميدانية . و كانت صحف جزائرية قد أوردت أمس خبرا يفيد إيقاف مصالح الأمن بتلمسان نهاية الأسبوع الماضي للارهابي المدعو عبد الودود، قرب قرية زوية الحدودية و بحوزته سلاح من نوع ''كلاشنيكوف'' وكان قادما من جبل عصفور ، و متوجها إلى الشريط الحدودي في مهمة تتعلق بإحياء و إعادة تنظيم الخلايا المسلحة بالمنطقة التي تخضع لنفوذ أمير الجماعة السلفية بالمنطقة المدعو أبو سليم الأفغاني و الذي أتبثت تحريات الأمن أن له علاقات وثيقة مع شبكات التهريب و عصابات المخدرات و سرقة السيارات وهو ما يدحض مزاعم الجزائر في شأن مسؤولية المغرب المزعومة عن الانفلاتات الأمنية بالشريط الحدودي المشترك.