حارسٌ لذاكرة المغرب الملموسة، كانَه ولا يزال جامع بيضا، مدير مؤسسة أرشيف المغرب، الذي راكم منذ توليه هذه المهمة إنجازات في الحصول على أرشيفات خاصة، ونسخ من أرشيفات عائلية، مع التعريف بالأرشيفات التي تتوصل بها المؤسسة، في سعي إلى الإسهام في صيانة الذاكرة الجمعيّة للبلاد. جامع بيضا، المؤرخ وأستاذ شعبة التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط والرئيس السابق للجمعية المغربية للبحث التاريخي، كان سبّاقا إلى سبر أغوار ما يجود به الأرشيف الصحافي المغربي حول تاريخ البلاد، ومساهما قويا في الاهتمام الأكاديمي بتاريخ الزمن الراهن في الجامعة المغربية، ومؤطرا لعدد من الأطروحات المهمة فيه. وفي سعي إلى نشر الوعي بأهمية الأرشيفات الشخصية بالنسبة لحفظ ذاكرة المملكة، اعتمد جامع بيضا وهو على رأس مؤسسة أرشيف المغرب سياسة تواصلية منفتحة، تعرّف بجديد ما تتوصّل به المؤسسة أوّلا بأوّل، وتثني إعلاميا على جهود تسليم الأرشيف، أو نسخ منه، للتحسيس بأن مسؤولية صيانة الذاكرة الجَمعية، مسؤوليةٌ جماعية. بعطائه الأكاديمي، وتأطيره العلمي، وعمله على رأس "أرشيف المغرب" يحل جامع بيضا باستحقاق "صاعدا" في بورصة "الطالعين" ب هسبريس، حفظا لذكرى عمل دؤوب راهن، للمولوع ب"تاريخ الزمن الراهن".