ترامب يهدد بمحاولة استعادة قناة بنما    هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"أرشيف المغرب" .. أية استراتيجية تواصلية ؟
نشر في تطوان بلوس يوم 10 - 03 - 2020

رغم الولادة القيسرية في بيئة تكاد تختفي في سمائها ثقافة الأرشيف، ورغم الجلباب الضيق الذي يعيق التحركات والحركات، استطاعت "مؤسسة أرشيف المغرب"، أن تحبو كما يصنع الرضيع، وأمكن لها بعد مضي حوالي تسع سنوات، من تثبيت الأقدام، ليكون لها "موضع قدم" كمؤسسة عمومية "استراتيجية" في مشهد سياسي وإداري واجتماعي، لم يتملك بعد "ثقافة الأرشيف"، وإذا كان المشرع الأرشيفي قد أناط بها مهمة الاضطلاع بمهام واختصاصات متعددة المستويات، تختزل معالمها الكبرى في "صيانة التراث الأرشيفي الوطني، والقيام بتكوين أرشيف عامة وحفظها وتنظيمها وتيسير الاطلاع عليها لأغراض إدارية أو علمية أو اجتماعية أو ثقافية، فهي مهام واختصاصات لا يمكن تنزيلها على أرض الواقع، إلا بتملك سلطة "التواصل الفعال"، الذي يعد قناة لا محيدة عنها للاشعاع وتبادل الخبرات والتجارب، بشكل يسمح بالرفع من القدرات وكسب الرهانات ومواجهة التحديات، وفي هذا الإطار، واستقراء لما حققته المؤسسة من مكاسب ومنجزات، وما باشرته من تدخلات متعددة المستويات منذ انطلاقتها الفعلية غضون سنة 2011، يمكن التوقف عند استراتيجية تواصلية متعددة الأبعاد، شكلت خيطا رفيعا ربط ويربط بين ما تضطلع به المؤسسة من مسؤوليات، انسجاما مع ما رسمه لها المشرع الأرشيفي من مهام وصلاحيات، وذلك على النحو التالي :
– اتفاقيات الشراكة و التعاون :
إيمانا منها بأهمية "اتفاقيات الشراكة والتعاون" ودورها في تكريس إشعاع المؤسسة والارتقاء بمهامها وقدراتها، أبرمت "مؤسسة أرشيف المغرب" منذ انطلاقتها الرسمية سنة 2011، اتفاقيات متعددة الزوايا مع عدد من المؤسسات والهيئات الوطنية والإقليمية والدولية (المجلس الوطني لحقوق الإنسان، و "جامعة محمد الخامس" بالرباط جامعة محمد الخامس بالرباط "معهد الدراسات الإفريقية" و "مدرسة علوم الإعلام" ، المكتب الشريف للفوسفاط، الجامعة العربية "الأرشيف لوطني التونسي، هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية لسلطنة عمان، مع الأرشيف الوطني الفرنسي والأرشيف الدبلوماسي الفرنسي مؤسسات من موناكو (أرشيف القصر الأميري، متحف علوم المحيطات، الأرشيف السمعي البصري)، المكتبة الوطنية البولندية مع مؤسسات ومراكز الأرشيف الإسبانية …إلخ)، ترمي إلى تبادل الخبرات والتجارب المهنية والوثائق والدراسات العلمية، وتنظيم التظاهرات العلمية والثقافية المشتركة، وتبادل الدعوات والزيارات، دون إغفال نهج سياسة تواصلية رصينة تتحكم فيها رغبة الانفتاح على الخواص، ممن يتوفرون على أرصدة أرشيفية خاصة ذات نفع عام من شأنها إثراء التراث الأرشيفي الوطني، وهي سياسة ناجعة، أتاحت تسلم جملة من الأرصدة الخاصة لعدد من رجالات الفكر والثقافة والإعلام والفن والموسيقى، من قبيل : عائلة محمد جسوس، عائلة العربي المساري، السيدة "دانييل الكنفاوي" (زوجة المسرحي الراحل عبدالصمد الكنفاوي ) …، وآخر إنجاز تم تحقيقه في هذا الإطار، تعلق بتسلم رصيد المهندس المعماري المتألق "باتريس دومازيير" ( Patrice de Maziéres ).
– الندوات العلمية :
يصعب الإحاطة بمختلف الندوات والمحاضرات واللقاءات العلمية، التي نظمتها "مؤسسة أرشيف المغرب" منذ تأسيسها، سواء بشكل انفرادي أو بتعاون مع شركائها، لكن بالإمكان الإشارة إلى بعضها على سبيل المثال لا الحصر، على النحو التالي :
– تنظيم ندوة دولية (بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للأرشيف والذكرى المئوية للحرب العظمى (1914-2014))، بتعاون مع "الجمعية المغربية للبحث التاريخي " و "معهد الدراسات الإفريقية" تحت عنوان "الحرب العظمى (1914-1918) : مصادر وأرشيف"، و مائدة مستديرة تحت عنوان : الأرشيفيون : أي دور؟ وأية وضعية قانونية ؟، بحضور عدد من الشخصيات والخبراء الوطنيين والدوليين، وفي سياق المناسبة، تم افتتاح معرض للوثائق بعنوان :"الحرب العظمى (1914-1918) : أرشيفات محجوزة"، تضمن معطيات جديدة حول الوجود الألماني، كشف عنها النقاب لأول مرة.
– تنظيم ندوة دولية تحت عنوان "الأرشيف : تراث وحداثة وديمقراطية" بمناسبة اليوم الوطني للأرشيف (30 نونبر 2013) بحضور رئيس الحكومة (عبدالاله بنكيران) ومستشار جلالة الملك محمد السادس (أنذري أزولاي) و وزير الثقافة (محمد الأمين الصبيحي) ومدير الأرشيف الوطني الفرنسي (ريتشارد بوادان)، فضلا عن العديد من الشخصيات والخبراء في مجال الأرشيف ينتمون لعدد من البلدان.
– ندوة "هنري دو كاستر والمغرب" (10 و11 ماي 2017 )، بمشاركة ثلة من الباحثين والدارسين من المغرب وخارجه، لما أسداه هذا المؤرخ الفرنسي من خدمات جليلة للبحث التاريخي بالمغرب، وقد نظم على هامش الندوة معرض تحت عنوان : "هنري دو كاستر والمغرب: تاريخ وأرشيف".
– محاضرة في موضوع "أرشيفات الهندسة المعمارية" بشراكة مع المعهد الفرنسي بالمغرب (15 شتنبر2017)، من تأطير كل من السيد "دفيد بيسري" (محافظ التراث (تخصص أرشيف)) والسيد "جان دوتيير"(مدير معارض حول الهندسة المعمارية بمركز بوميدو (باريس))، وهي محاضرة سعت إلى إبراز أهمية أرشيف الهندسة المعمارية، في فهم المعالم العمرانية للمدن وحفظ الذاكرة المعمارية.
– مشاركة "أرشيف المغرب" في لقاء حول الحق في المعلومة، منظم من طرف وزارة تحديث الإدارة والوظيفة العمومية ( 24 أكتوبر 2017) بشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو).
– تنظيم "المؤسسة" بشراكة مع وزارة الثقافة والاتصال، والوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بإصلاح الإدارة و الوظيفة العمومية، لقاء تواصليا لتقديم "الدليل المرجعي لتدبير الأرشيف العمومي" ( 23 ماي 2018)… إلخ.
تنظيم المعارض :
شكلت المعارض وتشكل، إحدى القنوات التواصلية التي راهنت عليها "مؤسسة أرشيف المغرب" منذ انطلاقتها الفعلية، لما لها من أدوار إشعاعية وعلمية وثقافية، من شأنها تعزيز جسور التواصل بين "المؤسسة" و محيطها السياسي والثقافي والتربوي والعلمي، وكسب رهان "أرشيف القرب"، وفي هذا الصدد، فقد نظمت المؤسسة العديد من المعارض المتعددة العناوين والمواضيع، نكتفي بالإشارة إلى بعضها على النحو التالي :
– تنظيم معرض للصور من قبل "مؤسسة أرشيف المغرب" و "مؤسسة الذاكرة من أجل المستقبل" تحت عنوان : "تومليلين 57/56" (تم افتتاحه بتاريخ 9 أكتوبر 2015)، وهذا المعرض – الذي نظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله – عكس روح "ملتقيات تومليلين" خلال سنوات الخمسينيات من القرن الماضي، والتي تعد محطة هامة من تاريخ المغرب طالها النسيان.
– تنظيم معرض تحت عنوان "أمير موناكو ألبير الأول في رحلات استكشافية إلى المغرب أواخر القرن 19" (من 6 إلى 30 مارس 2014) برواق باب الرواح بالرباط، وبرواق "أرشيف المغرب" خلال الفترة الممتدة من 12 ماي إلى 31 غشت 2014، وقد تضمن المعرض – الذي أشرف على افتتاحه سمو الأمير مولاي رشيد برفقة أمير موناكو ألبير الثاني يوم 5 مارس 2014- مجموعة من الصور الوثائقية الأصلية التي تؤرخ لرحلات الأمير "ألبير الأول- إلى المغرب خلال الفترة الممتدة من 1894 إلى 1897، كما تضمن "شريطا قصيرا" صوره الأمير بنفسه في مدينة آسفي عام 1897.
– تنظيم معرض تكريمي تحت عنوان "محمد العربي المساري: حياة من أجل الوطن" (من 6 دجنبر 2016 إلى 31 مارس 2017) برواق "أرشيف المغرب"، وهي مبادرة تحكمت فيها الرغبة في تكريم الراحل الإعلامي والدبلوماسي "محمد العربي المساري" كقطب من أقطاب الصحافة الوطنية الملتزمة، وكرمز من رموز الفكر المغربي المعاصر.
– تنظيم معرض تحت عنوان : "طريق الوحدة(1957).. طريق المواطنة" بشراكة مع كل من وزارة الثقافة والاتصال ومركز "الأرشيف الدبلوماسي الفرنسي"، وذلك برواق أرشيف المغرب(نونبر 2017).
– تنظيم معرض للصور والوثائق تحت عنوان : "بورقراق بين الأمس واليوم" بشراكة مع "وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق" و"جمعية رباط الفتح للتنمية المستدامة" و"جمعية أبي رقراق" و"متاحف بلغازي" (2018).
– حضور ناجع في الملتقيات الدولية :
محاولة منها في تعزيز حضورها على الصعيد الدولي ، تشارك "مؤسسة أرشيف المغرب" سنويا، في التظاهرات والملتقيات المنظمة من طرف المنظمات والمؤسسات الدولية الفاعلة في مجال الأرشيف، وهي مشاركات بالقدر ما تضمن المزيد من الإشعاع الدولي، بالقدر ما تتيح فرصا للتعرف على التجارب الدولية في مجال الأرشيف ولتبادل الخبرات، والانخراط في اتفاقيات شراكة وتعاون، تسمح بتطوير المؤسسة والارتقاء بإمكانياتها وقدرات مواردها البشرية، وهذا الحضور الدولي لا يمكن النبش في حفرياته، دون الإشارة إلى ما بدله ويبدله مدير المؤسسة (الأستاذ جامع بيضا) في سبيل إشعاع المؤسسة، والذي تم توشيحه في أكثر من مناسبة تقديرا وتثمينا لمجهوده في الدفاع عن قضايا الأرشيف وصيانة التراث الوثائقي، علما أن الإشعاع "الدولي" يوازيه إشعاع "وطني" متعدد المستويات، كان آخره الحضور في المعرض الدولي للنشر والكتاب (نسخة 2020) عبر تنظيم مائدة مستديرة حول موضوع "الأرشيف ورهان الحداثة" نشطها مدير أرشيف المغرب وثلة من الباحثين الذين قاربوا العلاقة بين الأرشيف و الحداثة.
– حضور إعلامي متعدد الزوايا :
إيمانا منها في أهمية الجانب الإعلامي ودوره المحوري في كسب رهان التواصل والإشعاع المأمول، راهنت المؤسسة وتراهن منذ تأسيسها، على التواجد الفعال في المشهد الإعلامي، عبر مستويات متعددة الزوايا، أولها: الرهان على "مجلة أرشيف المغرب" للتعريف بأنشطتها ومهامها وتقريب القراء من عدد من المواضيع والملفات والقضايا ذات الصلة بالأرشيف والتاريخ والتراث، ثانيها: الرهان على العالم الافتراضي لتعزيز جسور التواصل والإشعاع مع رواد مواقع التواصل الاجتماعي عبر الصفحة الرسمية للمؤسسة على موقع "فيسبوك" والقناة الخاصة للمؤسسة على "اليوتيوب"، ثالثها: الانفتاح الوازن للمؤسسة في شخص مديرها الأستاذ "جامعا بيضا" على مختلف المنابر الإعلامية السمعية والبصرية والورقية والإلكترونية، وهو حضور فاعل، لاشك أنه عرف بالمؤسسة وأحاطها بما يكفي من الإشعاع، الذي بدونه يصعب كسب تحدي "ثقافة الأرشيف".
وبناء على ما سلف، نؤكد أنه وفي ظل الثورة الرقمية الهائلة، أضحى التواصل الفعال خيارا لامحيدة عنه، ليس فقط لتحقيق الإشعاع والتعريف بالذات، ولكن أيضا، ليكون قوة دافعة وداعمة لكسب الرهانات ومواجهة التحديات القائمة، وبالقدر ما يمكن تثمين ما حققته المؤسسة الأرشيفية من مكاسب ومنجزات وما أبصمت عليه من حضور متعددة الزوايا وطنيا وإقليميا ودوليا، بالقدر ما ندعو إلى "مأسسة" التواصل، باعتماد قسم أو مصلحة للتواصل ضمن الهيكلة الإدارية للمؤسسة تناط بها مهمة ليس فقط مواكبة وتتبع ما يبذل من أعمال، بشكل يضمن الإشعاع، ولكن أيضا، ببلورة استراتيجية تواصلية على المدى القريب والمتوسط، تتأسس على أهداف ومقاصد وغايات، بشكل يقطع مع مفردات الارتباك أو العشوائية أو الارتجال، وإذا تساءلنا في عنوان المقال عن "الاستراتيجية التواصلية" للمؤسسة الأرشيفية (أية استراتيجية تواصلية؟)، فهي دعوة إلى العناية بالبعد التواصلي والإشعاعي، ليكون مرآة عاكسة لما تباشره المؤسسة من مهام وتدخلات متعددة الزوايا، من منطلق أن المكاسب أو المنجزات مهما بلغت من النجاعة والفاعلية، قد تكون فاقدة للقيمة أو الأهمية أو التأثير، ما لم تكن مواكبة بنهج تواصلي إشعاعي يقربها إلى الجمهور، وفي هذا الإطار، فإذا كانت اللحظة تقتضي إبداء الاقتراح، فلا خيار لنا سوى التأكيد، أن "الاستراتيجية" تقتضي كما تمت الإشارة إلى ذلك "المأسسة" (خلق قسم أو مصلحة للتواصل، وإذا كانت متواجدة في الهيكلة، فينبغي تفعيلها وأجرأتها) و مواصلة التجارب التواصلية الناجحة خاصة على مستوى "الحضور الوازن للمؤسسة" في المتلقيات الوطنية والإقليمية والدولية، والرفع من منسوب "اتفاقيات الشراكة والتعاون" بما يضمن كسب شركاء جدد، خاصة في قطاع التعليم (وزارة وصية، جامعات، كليات، أكاديميات، مديريات إقليمية ..)، بشكل يتيح للمؤسسة بأن تضطلع بأدوارها التعليمية والتربوية، والرهان على "المعارض" و"الندوات العلمية" لربط المرتفقين وعموم الجمهور بالأدوار العلمية والتاريخية والتراثية للمؤسسة، وإذا كان الزمن، هو زمن "تكنولوجيا الإعلام والاتصال" بامتياز، فالمؤسسة، لابد أن تحرص في أن يكون لها "موضع قدم" في مواقع التواصل الاجتماعي من خلال توطيد جسور التواصل والإشعاع مع رواد مواقع التواصل الاجتماعي عبر الصفحة الرسمية للمؤسسة على موقع "فيسبوك" والقناة الخاصة للمؤسسة على "اليوتيوب"، وفي هذا المستوى، يمكن التفكير في السبل الممكنة القادرة على خلق "بوابة رسمية لأرشيف المغرب" لتوسيع قاعدة الجمهور، بشكل يسمح بإتاحة منصة رقمية للمهتمين والباحثين، تكرس الحق في الاطلاع على الأرشيف العامة وتعرف بما تتوفر عليه المؤسسة من أرصدة أرشيفية (أرشيف القرب)، أما فيما يتعلق بمجلة "أرشيف المغرب"، فنقترح دعمها بخلق "نسخة إلكترونية"، أو "موقع إلكتروني" أو "جريدة إلكترونية" متجددة، تواكب أنشطة المؤسسة ومستجدات الساحة الأرشيفية على المستوى الوطني والدولي.
ونختم بالقول، أن أية "استراتيجية تواصلية" ترتبط بالأساس بمدى توفر الدعم المادي واللوجستي، وهي مناسبة أخرى، لنؤكد على ضرورة إيلاء المؤسسة ما تستحق من عناية لاعتبارين اثنين: أولهما: ما تقوم به من أدوار تاريخية وهوياتية وتراثية وحقوقية لايمكن قطعا، قياسها بهواجس الميزانية أو منطق الربح والخسارة، وثانيهما: كونها تشكل "مؤسسة استراتيجية" عابرة للزمن الحكومي، عاكسة لاستمرارية الدولة، و طريق العناية، يبدأ قطعا عبر "استعجال تمكين المؤسسة من "مقر" يليق بها كمؤسسة عمومية استراتيجية" عاكسة لهيبة الدولة، و "معالجة الخصاص المهول الذي يعتري الموارد البشرية، بالرفع من عدد المستخدمين والارتقاء بأوضاعهم المهنية والمادية، بشكل يتيح تنزيل "هيكلة ناجعة"، و "تحركا فاعلا في الميدان" للتثبت من مدى الالتزام بمقتضيات قانون الأرشيف" و " التفكير في السبل الممكنة، للانسجام والتفاعل مع خيار الجهوية المتقدمة"(إمكانية خلق مراكز جهوية للأرشيف، بشكل يسمح بتثمين التراث الجهوي وكسب رهان "أرشيف القرب") و "تقديم الدعم السياسي الذي من شأنه تمكين المؤسسة من استعادة "الأرصدة الوثائقية الوطنية" المغتربة بالخارج، خاصة في فرنسا وإسبانيا وانجلترا وتركيا"، وأي تقصير أو عدم التجاوب مع سياسات المؤسسة ومشاريعها، بمبرر "ضعف الموارد" أو "محدودية ميزانية الدولة"، فهو تقصير وتهميش لتاريخنا الوطني وتراثنا المشترك وتعطيل لذاكرتنا الجماعية، وتشويش على "الطموح الحداثي"، وقبل هذا وذاك، عرقلة للطموح المشروع للمؤسسة في مد جسور "التواصل" و رفع قواعد "الإشعاع" …
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.