طالب أفراد من الجالية المغاربية في فرنسا باستقالةعميد مسجد باريس الجزائري "دليل بوبكر" متهمين إياه بالخيانة والإساءة إلى الإسلام على خلفية تصريح أدلى به لمجلة "SVP Israël" الصادرة في فرنسا، وهو الحوار الذي اعتبرته الجالية المغاربية في فرنسا أنه اعتراف ضمني من الجزائري بوبكر بإسرائيل. "" وكانعميد مسجد باريس انتقد في حوار سابق حركة حماس واتهمها باستغلال سكان غزة كدروع لتمرير أجندة ضيقة. هذا الحوار الذي تناقلته وسائل إعلامية فرنسية أثار غضب الجالية الإسلامية في فرنسا، حيث قالت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية أن المتشددين الإسلاميين ينوون الضغط على المجمع الإسلامي الأعلى في فرنسا لطرد دليل بوكر من إدارة مسجد باريس ومن نشاطات رسمية يقوم بها ممثلا للجالية الجزائرية في فرنسا. وفيما يلي نص الحوار الكامل : كنت حاضرا أثناء احتفالات اليهود الأخيرة، وأثناء اللقاء التعريفي للسيد جيل برنهيم كبير الحاخامات في فرنسا. ما الشعور الذي انتابك وأنت تحضر هذا المحفل الخاص بالجالية اليهودية؟ شعرت بالسعادة، لأني كنت محاطا بأصدقاء أعزاء مثل السيد جيل برنهيم الذي أحمل له تقديرا خاصا لفكره الواسع، ورؤيته للمستقبل. كما أشعر بالانبهار بالنشاط الكبير الذي يوليه السيد "جويل مرغي" رئيس المعبد الرئيسي. لقد أحببت دائما هذه الحساسية الكبيرة التي تميز اليهود، حساسية ناتجة عن المعاناة القديمة، وأتمنى أن أكون أعطيت بوجودي الأخوة المريحة و الواجبة، لأني أرى غالبا أننا وُجدنا لنتفاهم و لنتقاسم القيم فيما بيننا. شخصيا و بالنظر إلى منصبك، ما العلاقة التي تجمعك بالجالية اليهودية في فرنسا؟ أنا دائما أقول الأشياء كما أفكر بها، و لهذا أشعر نحو الجالية اليهودية بالكثير من العاطفة التي أرغب في تمريرها إلى الآخرين، لقد عشت تجربة خاصة جدا سواء على مستوى الإدراك والمبادلة أو على مستوى التواصل الإنساني، وقد سبب لي ذلك الكثير من التضييق من أصدقائي الشخصيين، خصوصا عندما استقبلت السفير الإسرائيلي السابق في فرنسا للحديث عن الدور الذي قام به مسجد باريس لإنقاذ العديد من اليهود إبان الحرب العالمية الثانية. لقد التقيت وأعجبت بالعديد من الشخصيات اليهودية والإسرائيلية على أعلى مستوى، لأن حياتهم كانت مثالا، وعلى العموم أنا مقتنع بالصداقة اليهودية الإسلامية في فرنسا التي أصبحت مثالا يقتدى به في العالم، و حتى لإخواننا في الشرق الأوسط. عقلانيتنا السامية المشتركة هي التي خلقت توافقا بالنسبة للعالم بأسره. هل هذه المشاعر والخصوصية تقاسمك إياها الجالية الإسلامية في فرنسا؟ يوجد حراك فاعل لإقناع المسلمين بأهمية احترام هذا الشعب المذكور في القرآن والذي تلقى الكلمة من الله. إن تحقق هذا الحراك سوف يصنع صداقة يهودية إسلامية تؤدي دورها في إطار السلام الذي أراده الله. عندما نفهم ونحترم فسوف نُحترم ونُفهم من قبل الآخر، والجالية اليهودية تتعامل بهذا السياق، تجلب الفرح دائما لمن يتعامل معها بأخوة و تواصل. أنت من أصول جزائرية، ما هي الأشياء التي استقيتها من خلال التعايش بين الجاليتين الإسلامية و اليهودية في ذلك البلد؟ لقد كبرت في الجزائر، و أتذكر أننا كنا نقول إنه عندما يدخل يهود إلى قرية ويستقرون فيها، تأتي معهم الخيرات وعندما يغادرونها يعود البؤس. يجب القول إن معاداة السامية لم تأت من العرب بأي حال من الأحوال، لأن من يعادي السامية فهو يعادي نفسه، و الحال أن اليهود والعرب مجبرون بحكم الطبيعة أن يأخذوا بيد بعضهم البعض. كيف تتخيل إسرائيل؟ لقد تلقيت العديد من الدعوات لزيارة إسرائيل، وفهمت أن علي الذهاب، لكني بحكم منصبي علي أن أقنع الجالية التي أنتمي إليها بأهمية هذه الزيارة. بالنسبة لإسرائيل، أنا معجب كثيرا بهذا البلد المليء بالحيوية والذكاء الناجم عن شعبه، بالخصوص فيما يخص الطريقة التي استغل بها أراضيه بالمقارنة بدول الجوار. إسرائيل هي التعبير الصادق عن الرجل الذي يسلم ذكاءه للطبيعة، بيد أن الأهم في نظري هي الاعتراف بالذكاء الإنساني.