سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عميد المسجد الكبير لباريس دليل بوبكر يعلن عن قيامه برحلة إلى إسرائيل ويمدح ذكاء الإسرائليين مقارنة بجيرانهم العرب طارق رمضان.. كات ستيفنس.. والفايس-بوك.. نجوم الملتقى الديني للبورجيه
لمدة ثلاثة أيام (من 10 إلى 13 أبريل)، ستتحول حديقة المعارض الواقعة بمدينة البورجيه بالضاحية الشمالية لباريس إلى محج لمسلمي فرنسا وبلجيكا، حيث تعقد الدورة السادسة والعشرون للقاء الذي ينظمه سنويا «اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا»، وهي منظمة مقربة من الإخوان المسلمين ويسهر على تسييرها طاقم من المغاربة، على رأسهم الحاج التهامي بريز (رئيسا) وفؤاد العلوي (نائب الرئيس). ولا يشعر المسلمون الوافدون إلى المعرض رفقة عائلاتهم، والذين يتراوح عددهم، بحسب السنوات، ما بين 150 و 160 ألف زائر، بأي اغتراب أو غربة فيما بينهم وهم في عين المكان. فالعلامة الإسلامية مسجلة على هندام المرأة المحجبة والرجل الملتحي والمكتسي قميصا تعلوه جاكيتة مضادة للبرد، وبيده مسبحة ونسخة من المصحف الكريم. كما أن المعرض يوفر كل المستلزمات والأغراض الإسلامية من لباس، كتب، أشرطة فيديو، تغذية حلال، هواتف نقالة بموسيقى وشعارات قرآنية، بخور، ماء زمزم، كما تقدم شركات النقل عروضا للقيام بالعمرة أو مناسك الحج، علاوة على آخر منتوجات البيوحلال الخ..ومن المنتظر أن يخصص الجمهور لآخر ألبوم أصدره يوسف إسلام (كات ستيفنس في حياة أخرى) الترحاب اللائق بصاحب الأغنية الخالدة «ليدي داربانفيل». في المعرض ينصهر الروحي بالديني، الأيديولوجي بالاقتصادي. ويقام معرض هذه السنة تحت شعار: «الدين في مجتمعاتنا المعاصرة. قيم علينا تقاسمها، خصوصيات وجب تحملها». كما سيشهد المعرض، وهنا الفقرة الفكرية القوية، انعقاد سلسلة ندوات تنشطها شخصيات دينية أو فلسفية فرنسية وعربية. من بين المحاضرين، أوليفييه أبيل، الفيلسوف المقرب من بول ريكور، الذي سيلقي محاضرة تحت عنوان «الشروط الدينية للعلمانية»، وسعد البريك الذي سيحاضر في موضوع «دور العائلة في المجال المعاصر». بينما يتدخل أحمد جاب الله في موضوع «مكانة الإنسان في الرؤية الإسلامية»، والمؤرخ مارسيل غوشيه سيحاضر في موضوع «مكانة الديانات في المجال العمومي الديمقراطي». أما نجم المعرض فسيكون بلا منازع مرة أخرى طارق رمضان الذي يحاضر في موضوع: «الحياة اليومية والحديثة في الإسلام». ينعقد التجمع في ظروف سياسية لا زال يجتر فيها المسلمون مرارة مخلفات العدوان الإسرائيلي على غزة، وتذمرهم من تعيين الدانماركي أنديرس فوغ راسموسين سكرتيرا عاما على رأس الحلف الأطلسي، والذي كان بلده مصدرا للتهجمات الكاريكاتورية على الرسول. ولم تنفع مقاومة رئيس الوزراء التركي, رجب أردوغان، في ثني باقي الدول، وخاصة منها الولاياتالمتحدةوفرنسا، عن مساندة تعيين هذا المرشح. على المستوى الاقتصادي، تشهد وضعية مسلمي أوروبا وبفعل الأزمة انتكاسة اقتصادية حقيقية، حيث استفحلت البطالة في أوساط هذه الشرائح والمأساة أننا لا نتوفر على إحصائيات دقيقة في هذا المجال. زد على ذلك انفراط تعاضدهم بفعل انجذابهم السياسي لبلدهم الأصل وصعوبة تشكيلهم لقطب سياسي ضاغط ومؤثر كما هو حال الجالية اليهودية، هذا مع تحيز عميد المسجد الكبير لباريس دليل بوبكر لأطروحات المنظمات الإسرائيليين كما جاء في تصريح أدلى به لموقع إسرائيلي في عنوان «SVP ISRAEL» ، حيث أعلن عن مشروع قيامه برحلة إلى إسرائيل ومدح ذكاء الإسرائيليين مقارنة بجيرانهم العرب . فلا غرابة أن ندرك تزعمه لحملة مضادة ل«اتحاد المنظمات الإسلامية» التي يعتبرها منظمة متطرفة يجب ترتيبها مثل حماس في خانة المنظمات الإرهابية. يبقى المستجد في هذه الدورة هو ظهور ما يمكن أن نطلق عليه «مسلمي الفايس بوك». إذ من المنتظر أن تضرب هذه «الجالية»، التي تتعارف عبر الشبكة المعروفة بنفس الاسم، موعدا لها في المعرض لتوطيد عرى الصداقة والتعارف. ما كان محتملا سيصبح ممكنا، ويكون «الاتحاد» بذلك قد سخر إحدى تكنولوجيات التواصل لتقريب «الفايسيين المسلمين» فيما بينهم لخدمة الفلسفة الدينية ل«اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا». ونفهم بالتالي لماذا تشتكي، بعض المنظمات الإسلامية، وخاصة منها الموالية للجزائر، من النشاط الكسيح للاتحاد، والتي لا تجد من رد على شعبية هذا الأخير في الأوساط الإسلامية إلا بنعت نشاطه بالأصولية والتطرف.