الخط : إستمع للمقال قدم عبد الرحمان اليوسفي علوي، رئيس القسم التقني وتدبير المخاطر بمديرية الشرطة القضائية، في ندوة صحفية عقدها المكتب المركزي للأبحاث القضائية، اليوم الإثنين، معطيات دقيقة حول الخبرات التقنية والعلمية التي أجريت على المحجوزات المرتبطة بالخلية الإرهابية المفككة مؤخرا، والتي كانت تخطط لتنفيذ عمليات دموية على نطاق واسع. وأوضح اليوسفي علوي أن المصالح العلمية والتقنية التابعة لمعهد العلوم والأدلة الجنائية، قامت بإجراء تحاليل دقيقة على 25 ختما قضائيا، تضمنت مواد كيميائية ومعدات مشبوهة، تؤكد أن الخلية وصلت إلى مراحل متقدمة جدا من الإعداد لتنفيذ عمليات إرهابية. وتشمل هذه المحجوزات طنجرة ضغط مملوءة بمواد كيميائية متفجرة مثل نترات الأمونيوم و"TATP"، إلى جانب مجموعة من المسامير الحديدية التي تهدف إلى زيادة تأثير التفجيرات، بالإضافة إلى ثلاثة قنينات غاز معدلة تحتوي على مواد مشابهة، وهواتف محمولة موصولة بأسلاك كهربائية بغرض التفجير عن بعد. كما أشار اليوسفي علوي إلى أن المختبرات المختصة حددت وجود مساحيق مختلفة، من بينها الكبريت وحمض الكلوردريك وماء الأوكسجين، وهي مواد تستخدم عادة في الصناعات المدنية، لكنها حُولت هنا إلى أدوات لصناعة عبوات متفجرة خطيرة. وأبرز رئيس القسم التقني وتدبير المخاطر أن تصميم العبوات شمل إضافة أنابيب "PVC" مثبتة على جوانب القنينات، ما يعزز قدرة التفجير وزيادة نسبة الأضرار البشرية والمادية، مؤكدا أن مثل هذه الوسائل تُستخدم عادة في الهجمات الإرهابية عبر العالم. وأكدت الخبرة العلمية أن هذه العبوات كانت معدة وجاهزة للاستخدام، وأن الخلية كانت تسابق الزمن لتنفيذ عملياتها، ما يعكس طبيعة التهديد الإرهابي الذي تم إجهاضه بفضل يقظة المصالح الأمنية والاستخباراتية. وفيما يتعلق بالأسلحة النارية التي جرى ضبطها يوم 22 فبراير، أوضح اليوسفي علوي أنها شملت سلاحين ناريين من نوع "كلاشنيكوف"، وبندقيتي صيد، وعشرة مسدسات نارية، بالإضافة إلى 73 خرطوشة من عيارات مختلفة، مما يكشف عن نية الخلية لتنفيذ عمليات مسلحة موازية للتفجيرات. وأشار الخبير الأمني إلى أن هذه الأسلحة متنوعة من حيث النوع والخطورة، حيث تضمنت مسدسات نصف آلية من نوع "بيريتا"، ومسدسا ناريا من عيار 9 ملم "لوغر"، وسلاحًا دوّارًا من نوع "نيو آرمي"، بالإضافة إلى بندقيتي صيد تم التلاعب بهما لتسهيل إخفائهما. وأكدت الاختبارات التقنية أن جميع الأسلحة النارية المضبوطة في حالة جيدة ويمكن تشغيلها بسهولة، ما يعزز الفرضية بأن الخلية كانت تخطط لاستخدامها في هجمات إرهابية متزامنة. وشدد عبد الرحمان اليوسفي علوي على أن تحويل المواد الكيميائية من استعمالاتها المدنية إلى أغراض إجرامية يشكل تهديدا خطيرا، خاصة أن خلط هذه المواد قد يؤدي إلى انفجارات غير متحكم فيها، مما يعرض حتى صانعيها لخطر الموت أو التشوهات الجسدية. ونوّه المسؤول الأمني في ختام كلمته بالجهود الاستخباراتية والأمنية التي مكنت من إحباط هذا المخطط الإرهابي، مؤكداً أن السلطات المغربية تواصل يقظتها لضمان حماية أمن المواطنين والتصدي لكل المخاطر الإرهابية المحتملة. الوسوم إرهاب الأمن الوطني المغرب