تعرف عملية التحضير لانتخاب ممثلي الديانة الإسلامية بفرنسا صراعات خفية بين المغرب والجزائر. وحسب صحيفة «لوفيغارو» المقربة من الرئيس ساركوزي، فإن دليل بوبكر، رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية والجزائري الأصل، قد هدد علانية بمقاطعة انتخابات تجديد أعضاء المجلس والتي من المقرر أن تتم يوم الثامن من شهري يونيو القادم. ويستند دليل بوبكر، وهو في نفس الآن المشرف العام على المسجد الكبير لباريس، في قرار التهديد بمقاطعة الانتخابات، إلى ما سماه ب«محاولات النفخ في عدد المندوبين المنتخبين من مساجد فرنسا»، وهي العملية التي تتم وفق عدد الأمتار المربعة لكل مسجد، إذ يتهم الموالون لدليل بوبكر مجموعة من المشرفين على مساجد فرنسا بالمبالغة في عدد أمتار المساجد للحصول على عدد أكبر من المندوبين لانتخاب أعضاء جدد في انتخابات المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية. وفي ركن «سري للغاية»، أوردت أمس صحيفة «لوفيغارو» أن وزيرة الداخلية الفرنسية، ميشيل آليو ماري، المشرفة حكوميا على قطاع الديانات بفرنسا، تقوم حاليا بحملة استشارة كبرى قبيل انتخابات المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية المقررة يوم ثامن يونيو القادم. واستنادا إلى ذات المعطيات، فإن لجنة تابعة لوزارة الداخلية الفرنسية زارت في هذا الصدد الجزائر يومي سادس وسابع أبريل الجاري، كما زارت المغرب أسبوعا بعد ذلك، ونقلت على لسان المسؤولين المغاربة أن الرباط مهتمة جدا بالحصول على رئاسة المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، وأن الجزائر يقلقها الأمر وتخشى فقدان أغلبيتها بعدم تجديد الثقة في الرئيس الحالي، دليل بوبكر.