بعد انغزت السلع الصينية الأسواق المغربية ، الصين تطمح للاستثمار في ميدان البناء بالمغرب أكد رجال الأعمال الصينيون خلال اللقاء الاقتصادي المغربي الصيني بالدارالبيضاء على رغبتهم في المساهمة في الاوراش والمشاريع الكبرى التي يفتحها المغرب.وعبرأعضاء الوفد الصيني، الذي يتكون من حوالي 400 رجل أعمال، عن إستعدادهم للإستثمار في قطاعات السياحة واليناء وفروع إقتصادية اخرى. وبحث إجتماع الوفد مع الوزير الأول، إدريس جطو، إمكانية قيام شراكات في العديد من القطاعات خصوصا في الميدان الصناعي بين المقاولات المغربية ونظيرتها الصينية بهدف تطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية.وقال جطو في هذا الصدد أن الحكومةالمغربية تحاول أن تقنع الصين التي تبحث عن موقع وقاعدة للإنتاج جنوب البحر الأبيض المتوسط بأن المغرب يتوفر على كل المؤهلات في هذا المجال, وأنه يمثل أحسن محطة للإنتاج والتصدير في هذه المنطقة. وإعتبر جطو أن اتفاقيات الشراكة أو التبادل الحر التي يقيمها المغرب مع أروبا ودول جنوب المتوسط وتركيا والولايات المتحدة تعزز هذا الهدف. وخلال اللقاء الذي جمع بين زانغ ديانغ عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني والسكرتير العام للحزب بمقاطعة غوانغ دونغوالذي يترأس وفد رجال الأعمال ومحمد القباج والي جهة الدارالبيضاء الكبرى، تحادث الطرفان حول السبل الكفيلة بتمتين علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري والسياحي بين العاصمة الاقتصادية ومقاطعة غوانغ دونغ، وبدعم المسار المسطر لتحقيق التنمية المشتركة بين البلدين.واستعرضا سلسلة من المؤهلات والإمكانات التي تزخر بها مدينة الدارالبيضاء باعتبارها قطبا اقتصاديا يساهم بقرابة نصف المنتوج الوطني، فضلا عن توفرها على مجموعة من القطاعات المرتبطة بالنسيج والطيران والسيارات والإليكترونيك وغيرها من الصناعات ذات الإقبال المتزايد، شأنها شأن مقاطعة غوانغ دونغ التي يمثل حجم مبادلاتها التجارية ثلث الرواج التجاري الصيني. ويبدي رجال الأعمال الصينيون رغبة كبيرة في المشاركة في الأوراش المتعلقة بالبنية التحتية. ولا يخرج مجال البناء والسكن الإقتصادي من دائرة إهتمامهم. وتمة إقتراحات وعروض تهم بناء مساكن باسعار تقل بحوالي 30 في المائة عن أسعارها الحالية مع إحترام معايير السلامة والجودة قواعد البناء المضاد للزلازل. إذ يلعب الصينيون على إنخفاض التكلفة. كما يؤكدون اهتمامهم بإقامة شركات مختلطة بالنظر إلى أن المغرب يعتبر بمثابة أرضية نموذجية للتصدير نحو الأسواق الأخرى بحكم اتفاقيات التبادل الحر التي أبرمها مع تكتلات كبرى تحتل فيها التجارة مكانة استراتيجية. ويرى الصينيون أنه من الضرورى للبلدين توسيع مجالات التعاون الاقتصادي والتشجيع على الاستثمار المتبادل. وقد عرفت العلاقات الإقتصادية والتجارية بين الصين والمغرب دفعة قوية منذ الزيارة التي قام بها الرئيس الصيني إلى المغرب قبل حوالي عامين. فانضمام الصين الى منظمة التجارة العالمية فى العام قبل الماضى وكون المغرب شريكا تجاريا حرا للاتحاد الأوربى بحلول عام 2010، سيوفر آفاقا مستقبلية واسعة للتعاون الاقتصادى والتجارى بين الصين والمغرب. ويتجه الفاعلون المغاربة نحو إجتناب المنافسة الإقتصادية المباشرة مع المنتوجات الصينية ذات التنافسية العالية. وبدل ذلك هناك ميل نحو إقامة علاقات شراكة وتكامل.ويمكن لرجال الأعمال المغاربة والصينيين استكشاف الأسواق الكبيرة فى كل من أفريقيا والولايات المتحدة وأوروبا بشكل مشترك على أساس المنفعة المتبادلة. ويتعهد المسؤولون الصينيون في هذا السياق التشاركي بمعالجة الخلل فى ميزان التبادل التجارى بين البلدين المختل كثيرا لفائدة الصين. وفي هذا الإطار يمكن للصين أن تزيد من استيراد الاسمدة الفوسفاطية والمنتجات البحرية من المغرب كجزء من معالجة هذا الخلل. ""