أكد السفير عبد الرحمان الإدريسي مستشار وزير الخارجية والتعاون للشؤون الدبلوماسية، الأهمية التي يوليها المغرب لتعزيز وتعميق التعاون العربي الصيني في جميع المجالات، بما يخدم المصالح المشتركة للطرفين، وقال إن المغرب حريص على مواصلة كل الجهود لدعم هذا التعاون وتفعيل توصياته، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة لبلداننا. وأضاف الإدريسي، خلال اجتماع كبار المسؤولين لمنتدى التعاون العربي الصيني، الذي افتتح أمس الثلاثاء في بكين بحضور الأمين العام المساعد للجامعة العربية أحمد بن حلي ومساعد وزير الخارجية الصيني المكلف بالشرق الأوسط وإفريقيا جاي جيون، إن المغرب يعبر عن ارتياحه للبرنامج التنفيذي 2008-2010 للمنتدى، ولما تم إنجازه لحد الآن من مشاريع تنمية مشتركة، وما عقد من لقاءات تؤكد حيوية وفعالة هذا المسار. وأبرز الدبلوماسي المغربي أهمية مواصلة تنفيذ توصيات البرنامج التنفيذي، ومواصلة الجهود لتعزيز هذا المسار وإغناء ما تم تحقيقه من نتائج في مجال تبادل الخبرات والتجارب. ويضم الوفد المغربي في هذا الاجتماع، الذي يختتم اليوم ويبحث بالخصوص الإعداد للاجتماع الوزاري الرابع للمنتدى المقرر انعقاده في مطلع 2010 ببكين، كلا من جعفر لعلج حكيم سفير جلالة الملك ببكين ومحمد عروش رئيس قسم المنظمات العربية والإسلامية ومحمد فرحات المكلف بالأعمال في سفارة المغرب ببكين. وتأسس منتدى التعاون العربي الصيني في عام 2004، ويعقد اجتماعات على مستوى وزراء الخارجية كل سنتين بالتناوب بين الصين ودولة عربية. ويتيح المنتدى على المستوى السياسي فرصة لوزراء خارجية الطرفين للتنسيق والتشاور بخصوص القضايا الإقليمية والدولية، كما تعقد في إطار مذكرة التفاهم الموقعة بين وزارة الخارجية الصينية والأمانة العامة للجامعة العربية، اجتماعات ثنائية دورية بين الأمين العام للجامعة ووزير الخارجية الصيني، خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في شتنبر من كل عام بنيويورك، وفي بكين كلما دعت الحاجة لذلك. وفي إطار منتدى التعاون العربي الصيني عقدت خلال السنتين الأخيرتين ندوات ومؤتمرات أبرزها ندوة التعاون في مجال الطاقة والحوار بين الحضارتين العربية والصينية، والملتقى العربي الصيني لرجال الأعمال، ومؤتمر لجمعيات الصداقة العربية الصينية، ومؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين في أبريل الماضي بخانجو شرق الصين. ومن جهته أبرز أحمد بن حلي الأهمية الكبيرة التي أضحى يمثلها هذا المنتدى بالنسبة للطرفين العربي والصيني، سواء من حيث المشاورات السياسية المنتظمة أو التعاون التجاري والاقتصادي المتزايد سنة بعد أخرى، حيث بلغت المبادلات التجارية بين الصين والدول العربية132.8 مليار دولار سنة2008 بزيادة نسبتها54 في المائة. وقال إن جامعة الدول العربية تعمل بتنسيق مع الصين في عدة قضايا من قبيل السودان والصومال، كما نعتمد كثيرا على الموقف الصيني في دعم القضايا العربية، وأولها تمكين الشعب الفلسطيني من استرجاع كامل حقوقه، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وانسحاب إسرائيل الكامل والتام من الأراضي العربية المحتلة. ودعا الصين إلى العمل على المزيد من فتح أسواقها أمام المنتجات العربية غير النفطية، وتحرير قطاعاتها خصوصا المصارف والمصانع أمام الاستثمارات العربية. ومن جهته أبرز جاي جيون الدور الذي يضطلع به المنتدى في إعطاء دفعة قوية للتعاون العربي الصيني، وقال إن الصين والدول العربية دول نامية لديها نفس المشاكل والتحديات، وتربطها صداقة راسخة وقيم متشابهة نابعة من الحضارات الشرقية العريقة، وهي مدعوة أكثرفأكثر الى مضاعفة جهودها لتحقيق تنميتها. وأضاف أنه في ظل الأزمة العالمية الراهنة من الأهمية أن يعمل الجانبان على تعزيز الاتصالات والمشاورات، حتى يتجنبا الأزمة ويساهما في بناء عالم متناغم يسوده السلام، مشيرا الى أهمية أن يعمل المنتدى حاليا على توسيع التعاون لنحو يلبي متطلبات التنمية ويواصل دوره في تطور التعاون، كما وكيفا في مختلف المجالات، وبالخصوص الاستثمارات والطاقة وتبادل الموارد البشرية ثم السياحة والصحة والبنيات التحتية وغيرها. يذكر أن آخر دورة لمنتدى التعاون العربي الصيني على المستوى الوزاري عقدت في ماي2008 بالمنامة، وخلالها اعتمدت خطة عمل للفترة من 2008 الى2010، تضمنت التزام الصين بتدريب وإعادة تدريب ألف إطار عربي سنويا من تخصصات متفق عليها، وتنظيم مؤتمر الصداقة العربي الصيني الثاني في سورية (2008)، وعقد المؤتمر العربي الصيني الثاني للطاقة في السودان، وعقد ندوة الحضارتين العربية والصينية في تونس (ماي2009 ).