أجرى رئيس مجلس المستشارين السيد محمد الشيخ بيد الله، اليوم الجمعة بالرباط، مباحثات مع السفير المصري بالمغرب السيد محمد حنفي محمود تمحورت حول علاقات التعاون الثنائي وسبل تطويرها في مختلف المجالات. وأوضح بلاغ لمجلس المستشارين أن السيد بيد الله أشاد خلال هذا اللقاء بالعلاقات الثنائية والجهود الموصولة لتعزيزها، كما أطلع السفير المصري على الملامح الكبرى للظروف المتميزة التي يشهدها المغرب تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والمتسمة بإنجاز انتقالات متسارعة ومهيكلة ومؤثرة في مختلف الميادين. وأشار في هذا الصدد إلى الرصيد المهم الذي تم تحقيقه على مستوى المصالحة مع الماضي وتكريس حقوق الإنسان والنهوض بأوضاع المرأة والطفل، وتثمين جميع مكونات الهوية الوطنية الملتفة حول إمارة المؤمنين ضامنة وحدة وتماسك المجتمع المغربي. واستعرض رئيس مجلس المستشارين الجهود المبذولة للوصول إلى أقصى مستويات التوازن بين مختلف جهات المملكة من حيث النهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، مركزا في هذا الصدد على مشروع الجهوية الموسعة التي انطلق بشأنها حوار وطني بين مختلف الفاعلين في إطار اللجنة الاستشارية للجهوية التي تم تنصيبها من طرف جلالة الملك أوائل الشهر الجاري. وأكد أن المغرب بالرغم من إمكانياته المادية المحدودة، استطاع بفضل إرادة وعزيمة شعبه القوية، تحت قيادة جلالة الملك، تحقيق نسب نمو مهمة والتحكم في التوازنات الماكرو اقتصادية ومحاربة الفقر والهشاشة بفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وبخصوص قضية الصحراء المغربية، أعرب السيد بيد الله عن أمله في أن يتحلى الأشقاء في الجزائر بالتعقل والتروي وألا يستمروا في عرقلة مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب، والذي يعتبر الحل الأمثل لقضية مفتعلة دامت أكثر من ثلاثين سنة. ومن جانبه، سجل السفير المصري جودة العلاقات الثنائية بين مصر والمغرب، مشددا على أن هناك مجالات واعدة يمكن فيها للبلدين أن يحققا مستويات أعلى من التعاون; خاصة في قطاعات الصحة والإسكان والفلاحة والصناعة. ودعا في هذا الإطار إلى تعميق الشراكة بين الفاعلين الاقتصاديين المغاربة ونظرائهم المصريين. وعلى صعيد آخر، أكد الدبلوماسي المصري على أهمية بذل مزيد من الجهود من أجل إحكام التنسيق بين المؤسستين التشريعيتين في البلدين، وتوظيف العلاقات بينهما بما يخدم القضايا الثنائية وذات الاهتمام المشترك.