يواصل المغرب تكثيف جهوده الأمنية والتقنية في محيط منطقة النفق السري الذي تم اكتشافه مؤخراً ويربط مدينة سبتةالمحتلة بالجانب المغربي، والذي يعتقد انه استُخدم لسنوات في تهريب الحشيش نحو أوروبا. ووفقًا لوسائل اعلام في سبتةالمحتلة، فقد شرعت المصالح الأمنية المغربية هذا الأسبوع في عمليات قياس دقيقة باستخدام كابلات مزودة بكاميرات متطورة، أشبه بأجهزة استشعار، للكشف عن امتدادات هذا النفق في المنطقة القريبة من وادي "أرويو دي لاس بومباس". وعلى مدار يومي الثلاثاء والأربعاء، شوهدت فرق تقنية تجلس بالقرب من الموقع المفترض للارتباط مع النفق، حيث تواصل سحب الكابلات وإجراء القياسات، رغم الظروف الجوية الصعبة التي عرفتها المنطقة مؤخرًا. وتأتي هذه العمليات كجزء من التحقيقات المكثفة التي تجري وسط سرية تامة تحت إشراف الأجهزة المختصة. وفي سياق متصل، تواصل الأجهزة الأمنية المغربية تعاونها مع وحدات "الشؤون الداخلية" الإسبانية، حيث تم عقد لقاءات ميدانية في الأسابيع الماضية بين الجانبين، بهدف تنسيق الجهود في ما يعرف ب"عملية هاديس" التي تم تمديد إجراءاتها من طرف المحكمة الوطنية الإسبانية حتى نهاية الشهر الجاري. وأسفرت العملية حتى الآن عن اعتقال 14 شخصًا، معظمهم يقبعون خلف القضبان، وسط استمرار التحقيقات التي تهدف إلى تفكيك الشبكة بالكامل. كما تواصل الوحدات المتخصصة الإسبانية، لا سيما فريق استكشاف الأنفاق التابع للحرس المدني، عمليات المسح داخل النفق، بانتظار ظروف أكثر أمانًا بعد انخفاض منسوب المياه داخله. وفي الوقت ذاته، يستمر إغلاق المستودع الكائن بمنطقة "تراخال" تحت حراسة مشددة، دون السماح لأي جهة بالدخول إليه. المعطيات الجديدة التي برزت هذا الأسبوع حول استخدام أجهزة الاستشعار، تأتي تمهيدًا لعملية ميدانية مزدوجة ومنسقة بين المغرب وإسبانيا، تهدف إلى استكمال تفاصيل التحقيقات المتعلقة بأحد أكبر مشاريع التهريب التي تم الكشف عنها خلال السنوات الأخيرة على الحدود .