أجرى رئيس مجلس المستشارين السيد محمد الشيخ بيد الله، اليوم الأربعاء بالرباط، مباحثات مع رئيس الجمعية الوطنية لجمهورية كوريا السيد كيم هيونغ، تم خلالها استعراض أهم قضايا التعاون الثنائي بين البلدين اللذين تربطهما علاقات وطيدة آخذة في التطور. وأوضح بلاغ لمجلس المستشارين أن السيد بيد الله أطلع السيد كيم هيونغ، خلال هذا اللقاء، على الخطوط العريضة للتحولات الكبرى التي شهدها المغرب في العشرية الأولى من عهد جلالة الملك محمد السادس، التي تميزت بتحقيق مكتسبات هامة في مجالات عديدة جعلته ينخرط بقوة في الألفية الثالثة، مشيرا إلى ما راكمه المغرب من منجزات على مستوى تعزيز حقوق الإنسان والاهتمام بالهوية الثقافية الوطنية بأبعادها المتعددة وإقرار مدونة جديدة للأسرة وتوسيع مجال الحريات والفضاء السمعي البصري. وأكد السيد بيد الله، حسب البلاغ، أن المغرب بالرغم من إمكانياته المحدودة، استطاع بموارده البشرية وعزيمته القوية في العمل أن يحقق معدلات نمو مهمة وضبط توازناته الماكرواقتصادية وأن يستوعب بشكل إيجابي التداعيات السلبية للأزمة المالية العالمية إيجابيا، مضيفا أن مجهودات المملكة في هذا الإطار لازالت تواجه بالتعثر الذي يعرفه اتحاد المغرب العربي نتيجة استمرار النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. وذكر السيد بيد الله بمقترح الحكم الذاتي الموسع الذي تقدم به المغرب لوضع حد لهذا النزاع، مبرزا الدعم الدولي المتنامي الذي يحظى به هذا المقترح المندرج في مشروع الجهوية الموسعة التي يسعى المغرب إلى تعميمها على باقي جهات المملكة. كما عبر رئيس مجلس المستشارين عن تطلعه إلى أن تبدي كوريا مزيدا من الدعم والمساعدة بغية التوصل إلى حل متفاوض حوله ينهي هذا الصراع، بما يضمن تثبيت أسس الأمن والسلام والاستقرار في هذه المنطقة التي أصبحت تتهددها الكثير من المخاطر الإرهابية. من جهته، نوه السيد كيم هيونغ، يضيف البلاغ، بالجهود الكبيرة التي يبذلها جلالة الملك محمد السادس وبالمسيرة التنموية التي يقودها، والتي مكنت المغرب من تطويق تداعيات الأزمة العالمية، معربا عن أمله في تكثيف الجهود والمبادرات الكفيلة بالارتقاء بالعلاقات الثنائية في شتى الميادين، خاصة في ظل استعداد البلدين لتخليد الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما في 2012. واعتبر المسؤول الكوري أن القيم والقواسم المشتركة التي تجمع البلدين يجب أن تحفز على تطوير منظومة التعاون الثنائي والرفع من حجم المبادلات التجارية وقيمة الاستثمارات الكورية في المغرب، مؤكدا استعداد بلاده لتقديم المزيد من الدعم للمملكة في مجال النهوض بالتكنولوجيات الحديثة. وبخصوص قضية الصحراء، شدد السيد كيم هيونغ على أن بلاده تثمن عاليا الجهود التي يبذلها المغرب لإنهاء هذا المشكل وفق قرارات الأممالمتحدة وبالاعتماد على الوسائل السلمية القائمة على الحوار والتفاوض، معربا عن استعداد كوريا لتبادل الدعم بشأن الترشيح للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن الدولي وترشيح كوريا لاحتضان الألعاب الشتوية الأولمبية لسنة 2018.