أعرب رئيس الجمعية الوطنية لجمهورية كوريا، كيم هيونغ، أول أمس الأربعاء، بالرباط، عن تقدير بلاده للمجهودات، التي يقوم بها المغرب، من أجل إيجاد حل سلمي ونهائي لقضية الصحراء. ت: ماب وقال هيونغ، في تصريح للصحافة في الرباط، إن جمهورية كوريا تؤيد المساعي الرامية إلى إيجاد حل سلمي لهذه القضية، في إطار الأممالمتحدة. وأكد هيونغ، الذي يقود وفدا من الجمعية الوطنية لجمهورية كوريا في زيارة رسمية للمملكة، متانة العلاقات بين البلدين، معبرا عن رغبة بلاده في تعزيز الاستثمارات بالمغرب وتشجيع المبادلات التجارية. وأشاد المسؤول الكوري بالأداء الجيد للاقتصاد المغربي، رغم الأزمة العالمية، مشيرا إلى أن الإصلاحات التي دشنها المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس مكنت المملكة من تحقيق نسب نمو اقتصادي إيجابية رغم الأزمة المالية العالمية. كما أكد أن كوريا تعتزم دعم ترشح المغرب لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن، خلال الفترة الممتدة من 2012 إلى 2013، مضيفا أن بلاده ترغب في مساندة المغرب لترشحها لشغل المنصب نفسه سنة 2014، وكذا دعم ترشحها لاحتضان الألعاب الشتوية سنة 2018. ونوه كيم هيونغ، بالجهود الكبيرة، التي يبذلها جلالة الملك محمد السادس وبالمسيرة التنموية التي يقودها، والتي مكنت المغرب من تطويق تداعيات الأزمة العالمية، معربا عن أمله في تكثيف الجهود والمبادرات الكفيلة بالارتقاء بالعلاقات الثنائية في شتى الميادين. واعتبر المسؤول الكوري أن القيم والقواسم المشتركة التي تجمع البلدين، يجب أن تحفز على تطوير منظومة التعاون الثنائي، والرفع من حجم المبادلات التجارية وقيمة الاستثمارات الكورية في المغرب، مؤكدا استعداد بلاده لتقديم المزيد من الدعم للمملكة في مجال النهوض بالتكنولوجيات الحديثة. وبخصوص قضية الصحراء، شدد كيم هيونغ على أن بلاده تثمن عاليا الجهود، التي يبذلها المغرب لإنهاء هذا المشكل، وفق قرارات الأممالمتحدة، وبالاعتماد على الوسائل السلمية القائمة على الحوار والتفاوض. وكان رئيس مجلس النواب، مصطفى المنصوري، أجرى مباحثات مع كيم هيونغ، تناولت سبل تعزيز التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية. وأوضح بلاغ لمجلس النواب أن الجانبين أكدا، خلال هذا اللقاء، ضرورة تشجيع الاستثمارات وتبادل الزيارات بين رجال الأعمال، وتنظيم معارض تجارية، بالنظر إلى المؤهلات الكبيرة التي يتوفر عليها البلدان. واستعرض المنصوري بهذه المناسبة أهم الإصلاحات، التي قام بها المغرب في الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية، خلال السنوات الأخيرة، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إضافة إلى تطورات قضية الصحراء المغربية ومبادرة الحكم الذاتي، التي تقدم بها المغرب. كما أجرى رئيس مجلس المستشارين، محمد الشيخ بيد الله، بدوره، مباحثات مماثلة مع المسؤول الكوري، جرى خلالها استعراض أهم قضايا التعاون الثنائي بين البلدين، اللذين تربطهما علاقات وطيدة آخذة في التطور. وأوضح بلاغ لمجلس المستشارين أن بيد الله أطلع كيم هيونغ، خلال هذا اللقاء، على الخطوط العريضة للتحولات الكبرى، التي شهدها المغرب في العشرية الأولى من عهد جلالة الملك محمد السادس، التي تميزت بتحقيق مكتسبات مهمة في مجالات عديدة جعلته ينخرط بقوة في الألفية الثالثة، مشيرا إلى ما راكمه المغرب من منجزات على مستوى تعزيز حقوق الإنسان والاهتمام بالهوية الثقافية الوطنية بأبعادها المتعددة، وإقرار مدونة جديدة للأسرة، وتوسيع مجال الحريات والفضاء السمعي البصري. وأكد بيد الله، حسب البلاغ، أن المغرب رغم إمكانياته المحدودة، استطاع بموارده البشرية وعزيمته القوية في العمل، أن يحقق معدلات نمو مهمة وضبط توازناته الماكرو- اقتصادية، وأن يستوعب بشكل إيجابي التداعيات السلبية للأزمة المالية العالمية إيجابيا، مضيفا أن مجهودات المملكة في هذا الإطار مازالت تواجه بالتعثر الذي يعرفه اتحاد المغرب العربي، نتيجة استمرار النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. وذكر بيد الله بمقترح الحكم الذاتي الموسع، الذي تقدم به المغرب لوضع حد لهذا النزاع، مبرزا الدعم الدولي المتنامي الذي يحظى به هذا المقترح، المندرج في مشروع الجهوية الموسعة التي يسعى المغرب إلى تعميمها على باقي جهات المملكة. كما عبر رئيس مجلس المستشارين عن تطلعه إلى أن تبدي كوريا مزيدا من الدعم والمساعدة، بغية التوصل إلى حل متفاوض حوله، ينهي هذا الصراع، بما يضمن تثبيت أسس الأمن والسلام والاستقرار في هذه المنطقة، التي أصبحت تتهددها الكثير من المخاطر الإرهابية. وأكد محمد الشيخ بيد الله، أن مبادرة منح حكم ذاتي للأقاليم الجنوبية، التي تحظى بتأييد واسع، ستساهم في تشجيع مسلسل الاندماج الاقتصادي بمنطقة المغرب العربي واستتباب الأمن والسلام في جنوب البحر المتوسط، وكذا محاربة الإرهاب الدولي. من جانب آخر، ذكر بيد الله، في تصريح للصحافة، عقب مباحثات أجراها مع رئيس الجمعية الوطنية لجمهورية كوريا كيم هيونغ، بأن المغرب يستعد لدخول الألفية الثالثة، على ضوء الجهوية الموسعة. وبخصوص مباحثاته مع المسؤول الكوري، الذي يقوم بزيارة رسمية للمغرب على رأس وفد من الجمعية الوطنية لجمهورية كوريا، قال بيد الله إنها شكلت مناسبة لاستعراض مختلف الإصلاحات التي باشرها المغرب تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وأضاف أن المباحثات تناولت كذلك سبل تعزيز التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية ودعم الاستثمارات الكورية، مبرزا في هذا السياق أن المغرب يتوفر على عنصر بشري مؤهل. وكان رئيس الجمعية الوطنية لجمهورية كوريا أعرب في تصريح مماثل، عقب هذه المباحثات، عن تقدير بلاده للمجهودات، التي يقوم بها المغرب، من أجل إيجاد حل سلمي ونهائي لقضية الصحراء. كما استقبل الضيف الكوري، من قبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الطيب الفاسي الفهري، وأجرى الطرفان مباحثات تناولت سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، لا سيما في مجالي المبادلات التجارية والسياحة، فضلا عن التعاون الثلاثي بين المملكة وكوريا والبلدان الإفريقية. كما ركز اللقاء على السبل الكفيلة بالاستفادة من خبرة جمهورية كوريا، لدعم الدول الإفريقية السائرة في طريق النمو وتلك الأقل نموا. للإشارة، فإن كيم هيونغ، بدأ الثلاثاء المنصرم، زيارة إلى المغرب، ستتواصل إلى غاية 16 يناير الجاري.