شهدت العلاقات المغربية الصينية خلال العام 2009 تطورات على مختلف الأصعدة، فتواصلت المشاورات والتبادلات السياسية والزيارات المتبادلة، كما عززت الصين مكانتها كثالث أكبر دولة مصدرة للمغرب، وذلك على الرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية، وتراجع العديد من الأسواق. فعلى المستوى السياسي تواصلت المشاورات واللقاءات على أعلى مستوى بين المسؤولين من كلا البلدين، سواء في ما يتعلق بقضايا العلاقات الثنائية أو في إطار منتدى التعاون الصيني الإفريقي ومنتدى التعاون العربي الصيني. كما أجرى البلدان، من خلال عدة زيارات لوزراء وكبار المسؤولين، مشاورات وتنسيقا متبادلا في الشؤون الدولية. ووصف تشاي جيون مساعد وزير الخارجية الصيني المكلف بإفريقيا والعالم العربي، في حديث سابق لوكالة المغرب العربي للأنباء، التعاون بين البلدين ب "الجيد وبالغ الأهمية"، مؤكدا الاهتمام الذي توليه الصين للمغرب باعتباره "بلدا هاما في القارة الإفريقية، ويضطلع بدور كبير في تطوير الشراكة والتعاون الصيني الإفريقي". وعلى المستوى التجاري تحافظ الصادرات الصينية للسوق المغربي على معدلات نمو كبيرة، وسجلت من بداية يناير الى نهاية أكتوبر 2009، رقم 17 مليار و236 مليون درهم (3ر2 مليار دولار) مقابل واردات من المغرب بلغت خلال الفترة نفسها مليار و85 مليون درهم أو نحو 143 مليون دولار. وتعتبر الصين بذلك ثالث دولة مصدرة للمغرب مباشرة بعد فرنسا وإسبانيا، فقد أصبحت منذ 2003، على الرغم من البعد الجغرافي الكبير، شريكا تجاريا رئيسيا للمغرب بوتيرة نمو سنوية من 30 في المائة على الأقل، هكذا صدرت للمغرب عام 2003 نحو 695 مليون و785 ألف دولار، وانتقلت هذه الصادرات سنة 2004 الى 943 مليون و479 الف دولار ثم الى مليار و206 مليون و426 ألف دولار خلال عام 2005، وقفزت الى مليار و569 مليون و516 ألف دولار عام 2006. وفي العام 2009 صدرت الصين للمغرب مليارين و310 مليون دولار من السلع والبضائع، في حين بلغ مجموع ما استوردته من المغرب 155 مليون دولار فقط. وقام نائب وزير التجارة الصيني فو زيينغ بزيارة للمغرب في مارس الماضي رفقة وفد من رجال الأعمال لبحث العلاقات الاقتصادية والتجارية، توجت بإجراء لقاءات متعددة مع رجال الأعمال ومسؤولين تمحورت حول استكشاف فرص الاستثمار والتعاون. كما قام السيد عبد اللطيف معزوز وزير التجارة الخارجية رفقة وفد من رجال الأعمال بزيارة عمل للصين في كل من بكين وغوانجو وهونغ كونغ، نظمت خلالها ندوة "الاقتصاد والتجارة بين الصين والمغرب" احتضنها المجلس الصيني لإنعاش التجارة الدولية. وفي غياب للاستثمارات الصينية في المغرب، كثفت المقاولات الصينية سنة 2009 من تواجدها في عدد من القطاعات بعد حصولها على صفقات مشاريع كبرى تهم بالخصوص قطاع الاتصالات وبناء الطرق السيارة والاستكشاف المنجمي والأشغال العمومية. وحسب وزارة التجارة الصينية، تفوق قيمة العقود التي تنجزها هذه المقاولات الصينية في المغرب مليار دولار، هذا دون احتساب العقود المنجزة. أما بخصوص التدفقات البشرية بين البلدين فهي في تزايد كبير بالنظر للاهتمام الذي أصبح يوليه المغاربة لوجهة الصين. يذكر أنه في سنة 2006 زار نحو 11 ألف مغربي الصين غالبيتهم للتبضع. ولعل هذه الشراكة القوية القائمة بين البلدين منذ سنوات، تشجع على التقارب والتفاهم بين الشعبين المغربي والصيني، ومن المتوقع أن تشهد هذه العلاقات تطورا لافتا خلال سنة 2010 بالنظر للكثير من برامج التعاون المسطرة بين البلدين في مجالات متنوعة.