أشاد السيد جاي جيون نائب وزير الخارجية الصيني بمتانة العلاقات المغربية الصينية على مختلف الأصعدة، معتبرا أنها "تتميز بتعاون جيد وثقة متبادلة، وهي مقبلة على تطور هام في المستقبل". وأضاف السيد جيون، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش اختتام الدورة الخامسة للمشاروات السياسية بين البلدين المنعقدة ببكين أول أمس الثلاثاء وأمس الأربعاء، إن "كلا الجانبين مرتاح ومعتز بهذه العلاقات، ولما وصلنا إليه من تقدم وتعاون في كافة المجالات". وقال "إننا نرى أن هناك امكانيات كبيرة وآفاق رحبة لزيادة التعاون، ونحن نرى بشكل مشترك أن هذه العلاقات مبنية على أسس جيدة ومتينة وبرعاية من قيادتي البلدين، وما يميزها بشكل أكبر هو الثقة المتبادلة وتبادل الزيارات على مستوى عال، خصوصا خلال السنوات الأخيرة حيث زار الرئيس هو جين تاو المغرب عام 2006، وزار جلالة الملك محمد السادس الصين عام 2002". وذكر بالزيارة التي قام بها وزير الخارجية الصيني السيد يانغ جيتشى للمغرب يومي 11 و12 يناير الماضي، والتي "تباحث خلالها مع المسؤولين المغاربة بشكل واسع ومعمق حول مختلف قضايا العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك". وبخصوص اجتماع الدورة الخامسة للمشاورات السياسية التي عقدت ببكين وترأسها السيد جيون الى جانب السيد يوسف العمراني الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، أوضح أنه تمت مناقشة الكثير من القضايا المهمة سواء على الصعيد الثنائي أو الدولي أو على الصعيد الإقليمي، وقال "لقد وجدنا أن هناك قواسم مشتركة كثيرة بين الصين والمغرب". وأضاف "إننا ننظر الى هذا العالم والى القضايا التي تواجه هذا العالم بنظرة واحدة، أو لنقل بنظرة متشابهة جدا، لذلك فنحن نرى أنه يمكننا أن ننسق مواقفنا تجاه عدد من القضايا، ونبذل جهودنا المشتركة للحفاظ على مصالحنا المشتركة". وأضاف أنه "بعد إجراء هذه الدورة من المشاورات وجدت أن هذه الآلية مفيدة جدا لوزارتينا ولبلدينا، ويقيني هو أنه يجب علينا أن نطور هذا النظام ونستمر فيه حتى يكون هناك تبادل أكبر على مستويات مختلفة". وقد أكد البلدان خلال هذه المشاورات، التي شارك فيها عن الجانب المغربي بالخصوص السيدان جعفر لعلج حكيم سفير صاحب الجلالة ببكين وبدر الدين العلالي مدير الشؤون الآسيوية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، عن ارتياحهما لتطابق وجهات نظرهما ومواقفهما حول عدد من القضايا، وأكدا على أهمية إجراء البلدين مشاورات منتظمة على مستوى عال، وذلك من أجل تعزيز وتقوية التعاون الثنائي على مختلف المستويات، وتوسيعه لقطاعات أخرى ذات الاهتمام، وتطويره ليكون وفق تطلعات وطموحات البلدين. + الصين تولي اهتماما كبيرا للمغرب في إطار علاقاتها الإفريقية + ومن جهة أخرى أوضح المسؤول الصيني أن هناك تعاونا جيدا للغاية بين الصين والمغرب في إطار منتدى التعاون الصيني الإفريقي، وقال إن "المغرب يعتبر طرفا بالغ الأهمية في هذه الآلية، ونحن نولي اهتماما كبيرا للدور الذي يضطلع به، وللآراء والملاحظات والمقترحات المغربية في إطار المنتدى، الذي يسعى لتطوير العلاقات الصينية الإفريقية". وأضاف السيد جيون ان "منتدى التعاون الصيني الإفريقي عقد لغاية الآن أربع دورات من الاجتماعات على مستوى وزاري أو أكثر، ووجدنا أن المغرب شريك متعاون ونشيط جدا في هذا المنتدى، كما أن عددا من الإجراءات التعاونية بين الجانبين الصيني والافريقي طبقت في المغرب، ولذلك نحن نكن الخير لهذا التعاون ونتمنى ونثق بأن للمغرب دور بالغ الأهمية في هذا المجال". + الصين مصممة على تطوير علاقاتها التعاونية مع العالم العربي + وفي رده عن سؤال حول الدورة الرابعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي الذي سيعقد في مدينة تيانجين (160 كلم شرق بكين) يومي 13 و14 ماي المقبل، اعتبر السيد جيون أنه سيكون اجتماعا هاما للغاية في مسيرة تطوير المنتدى. وقال إن الطرفين سيستعرضان التعاون الصيني العربي في جميع المجالات، "كما سنسعى لاستكشاف سبل جديدة ومجالات رحبة لتطوير هذا التعاون في ظل الوضع الحالي". وأضاف السيد جيون أن بلاده تعتبر أن هذا التعاون يكتسي بعدا استرتيجيا مهما جدا للصينيين وللعرب، مؤكدا أن جهودا مشتركة تبذل من أجل انجاح المنتدى. يذكر أن منتدى التعاون العربي الصيني تأسس في العام 2004، ويعقد اجتماعات على مستوى وزراء الخارجية كل سنتين بالتناوب بين الصين ودولة عربية، وسيشارك في دورته المقبلة بتيانجين وزراء الخارجية العرب والامين العام لجامعة الدول العربية إضافة للقادة الصينيين. وقد عرفت المبادلات التجارية بين الصين والعالم العربي، منذ تأسيس المنتدى نموا كبيرا، إذ في العام 2008 تجاوزت الصين لأول مرة الولاياتالمتحدة كأكبر شريك تجاري للعالم العربي، وبلغت المبادلات التجارية بين الطرفين 8ر132 مليار دولار بزيادة نسبتها 54 في المائة. وعقدت آخر دورة لمنتدى التعاون العربي الصيني على المستوى الوزاري في ماي العام 2008 بالمنامة، وخلالها اعتمدت خطة عمل للفترة من 2008 الى 2010، تضمنت التزام الصين بتدريب وإعادة تدريب ألف إطار عربي سنويا من تخصصات متفق عليها، وتنظيم مؤتمر الصداقة العربي الصيني الثاني في سورية (2008) وعقد المؤتمر العربي الصيني الثاني للطاقة في السودان، وعقد ندوة الحضارتين العربية والصينية في تونس (ماي 2009).