جرت أمس الثلاثاء واليوم الأربعاء في بكين الدورة الخامسة للمشاروات السياسية بين المغرب والصين، والتي أكدا خلالها على أهمية إجراء البلدين مشاورات منتظمة على مستوى عال. وخلال هذه المشاروات، التي ترأسها السيدان يوسف العمراني الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون وجاي جيون نائب وزير الخارجية الصيني، عبر الطرفان عن ارتياحهما لتطابق وجهات نظرهما ومواقفهما حول عدد من القضايا، التي تثير قلق المجتمع الدولي، وأكدا على أهمية إجراء البلدين مشاورات منتظمة على مستوى عال، وذلك من أجل تعزيز وتقوية التعاون الثنائي على مختلف المستويات، وتوسيعه لقطاعات أخرى ذات الاهتمام وتطويره ليكون وفق تطلعات وطموحات البلدين. واستعرض الطرفان، في هذه الدورة التي حضرها بالخصوص، السادة جعفر لعلج حكيم سفير صاحب الجلالة ببكين وبدر الدين العلالي مدير الشؤون الآسيوية وأوقيانوسيا ومحمد المالكي رئيس قسم بمديرية الشؤون الآسيوية، الوضع الحالي للعلاقات بين البلدين، وبحثا القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي هذا الخصوص نوه السيدان العمراني وجيون بالتطور الإيجابي الذي تشهده العلاقات الثنائية التي تميزها الصداقة والاحترام المتبادل. وكانت هذه المشاورات فرصة بالنسبة للبلدين لتجديد التأكيد على تمسكهما بقيم السلام والتسامح والتسوية السلمية للنزاعات في إطار احترام الوحدة الترابية للدول. وهي القيم التي يتقاسمها المغرب والصين وتمثل اللحمة القوية لعلاقاتهما العريقة والمتينة والصادقة. وفي هذا السياق، توجه الطرف الصيني بالشكر للمغرب على مواقفه الثابتة بخصوص الصين الواحدة والموحدة، مضيفا أن الشعب الصيني لن ينسى الدعم المغربي لبلاده خلال الفترات الصعبة. وبخصوص قضية الصحراء، أعرب المسؤول الصيني عن تقدير بلاده للجهود المتواصلة التي ما انفك المغرب يبذلها بهدف التوصل إلى حل سياسي للنزاع الإقليمي بشأن الصحراء المغربية في إطار الأممالمتحدة، وأشاد بإجراء الاجتماع الثاني غير الرسمي بأرمونك. وبالإضافة لبحث الوسائل الكفيلة بإعطاء دفعة قوية ودينامية أفضل لعلاقاتهما الثنائية، تناول الوفدان وجهات النظر بشأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية، خاصة الوضع في الشرق الأوسط والنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، والعراق والوضع في منطقة الساحل والصحراء، وإصلاح الأممالمتحدة والتغيرات المناخية واتحاد المغرب العربي والوضع في إفريقيا. وقد عكست هذه التبادلات تقاربا في التحليل والمواقف لكلي البلدين بخصوص هذه القضايا. من جهة أخرى، استقبل الوفد المغربي من قبل السيد وانغ غوانغ يا نائب الوزير، أمين الحزب الشيوعي الصيني، ووزير الخارجية بالنيابة. وخلال هذه المباحثات جدد الطرفان التأكيد على التزامهما بالعمل على الاستكشاف المشترك لمجالات تعاون جديدة وفرص للتنمية النوعية والكمية لعلاقاتهما الثنائية في مختلف المجالات.