يجيب الفنّان حفيظ الدوزي، في هذا الحوار مع هسبريس، على "بطاريَة أسئِلة" طرحت عليه وسط انشغاله التّام، بمعيَّة فريق عمله، ضمن الإعداد لمستجدّات فنية يوجهها نحو الجمهور فور الانتهاء منها.. فذات الفنان المغربي القاطن بالمهجر، وسط العاصمة الأوروبية بروكسيل تحديدا، يثير هنا جملة من الأمور تقترن أساسا بمسيرته الفنيَّة وما بصم حياته ككلّ، زيادة على مواضيع أبرزها زواجه وعلاقته بالمغرب وتواصله مع المعجبين، وأيضا علاقته بشقيقه ووكيل أعماله.. عبد القادر. مَاهو جديد الفنَّأن حفيظ الدّوزي؟ تأخرت في طرح "كليبات" جديدة لتزامن صدور ألبومي مع شهر رمضان خلال فترة الصيف الماضي وما شهدته من أعياد، لذلك أنا بصدد تصوير ثلاث فيديو كليبات جديدة ستطرح قريبا على القنوات العربية والمغربية، وبها مواضيع مختلفة، منها كليبات لأغاني "دّوني لبلادي" و"حبيب الروح" و "فهميني" التي تعد أول ما طرح من ألبومي وبطلب من المعجبين فكرنا في طرحها على شكل فيديو كليب. هل أنت راض على مسيرتك الفنية؟ الشهرة لها ضريبة، من بينها الإشاعات و تغييب الحرية الشخصية، حيث أن الفنان يجب أن يحتاط من عدة أشياء، وهو يُطالب دائما بالجديد.. هذه أشياء يمكن أن تكون متعبة لأي وجه مشهور، كما أن هناك الجانب الإيجابي الذي يتمثل في كسب حب واحترام الناس و تقديرهم لعملك و مجهوداتك، وإحساسك بوجود من يساندك و يشجعك و يهتم بك.. ذلك ما يجعلك تواصل عملك و تحرص على تقديم الأفضل، أمّا الرضا عن الأداء من عدمه فهو شيء عادٍ و ضروريّ، طبعا لا يكون هناك رضى كامل لأن هناك سلبيات و إيجابيات في ما نقوم به دائما. ما علاقتك بالشائعَات؟ هناك إشاعات تؤثر لمسّها بعائلتك و مقربيك، منها ما يؤذيك بمسائل تافهة تتخذ مسار سيئا.. وبالنسبة لي أصبحت مثل هذه الأمور عادية و مألوفة، فالاشاعة لا يكون تأثيرها على المقربين الذين يعرفونك شخصيا و عاشروك، لأنهم يعرفون من تكون ويكذبونها في الحين، غير أن تأثيرها يكون على الذين لا يعرفونك، هؤلاء يصدقون ما يتم ترويجه و يجعلون تأثيره قويا على الفنان و مساره.. هل لقراء هسبريس أن يعرفوا منك واقعة لم تفارق ذاكرتك؟ الشيء الذي ظل راسخا في ذهني هو ظهوري الأول على التلفزيون، وبالضبط من خلال برنامج "استديو خمسة" للراحل عزيز شهال، حيث كان يبث ضمن الفترة الزوالية، و يومها خرجت من المدرسة وذهبت للمنزل، تناولت وجبة الغذاء مع العائلة، بعد البرنامج تغيرت نظرة الناس إليّ، حتّى عندي عودتي للقسم، ما بعد الزوال، سألني الأستاذ عن المكان الذي كنت متواجدا به قبل قدومي للمدرسة .. أخبرته أنني كنت في البيت فلم يصدق كلامي، وقال لي: لقد رأيتك على التلفاز.. فشرحت له بأن البرنامج قد سبق تسجيله، لكنه لم يصدقني.. عند خروجي للشارع بدأ الناس يتعرفون عليّ و يتحركون لتحيتي، كان ذلك غريبا بالنسبة لي، ذلك أنني لم أعشه من قبل، ففي ظرف خمس دقائق تغير الوضع لتكون تلك بداية لتغيّر حياتي. كنت تحمل بداخلك حلما وحققته.. هل لك بنصائح تقدّمها للشباب الذي يفتتح مساره؟ الراغب في دخول الميدان الفني عليه أن يعرف بأمور الإنتاج في الوقت الراهن، لقد أضحت صعبة، حيث أن الفنان ملزم بإنتاج أعماله بنفسه، كما غدا كل من هبّ ودبّ يغنّي.. ليست هناك مراقبة بالنسبة للمواضيع التي يغنيها الشباب، حيث أصبحنا نسمع أغاني تخدش الحياء ولا علاقة لها بثقافتنا و تقاليدنا و عادتنا.. لهذا أنصح شبابنا و فنانينا بحسن اختيار الأغاني، وأن يفكروا في أنّ كل من يمارس هذه المهنة يراكم سيرة ذاتية سيأتي عليه وقت، بعد أن يكبر، تتبعه أعماله وسيكون له أبناء يرون ما قدّم.. أنصح بعدم تقديم ما يمكن الندم عليه مستقبلا.. كما أقول للشباب، داخل المغرب وخارجه، إننا غادرنا الديار لأنه في أرض الوطن تغيب الإمكانيات، كما أقول لهم إن الطريق صعب وإنهم سيتعذبون شيئا ما، كما أتمنى للجميع أن يحققوا آمالهم بالطرق صحيحة، لأن الفنان مرآة لثقافة بلده و سفير للوطن، إن أحسن فلبده و إن أساء فلها. ماهي علاقتك بالمغرب؟ علاقتي بالمغرب يومية، في كل ثانية وكلّ دقيقة، أنا حاضر هنا ببروكسيل لكن عقلي وتفكيري مرتبط بالمغرب، وحتى لو كنا مستقرين بأوروبا نبقى مسكونين بالشوق والحنين للوطن.. أتمنى أن أرجع في أقرب فرصة لوطني، فالبقاء هنا وسط الغربة، بعيدا عن الأصدقاء و الأحباب، هو أمر صعب.. وكلّما أتيحت لي الفرصة للراحة أقصد مدينة وجدة خصوصا لكوني أرتاح فيها كثيرا وهي مقرّي. هل أنت من تتواصل مع معجبيك على الفايسبوك؟ فعلا أتوفر على حساب ضمن موقع التواصل الاجتماعي فَايْسْبُوكْ، لقد تغيرت الأوضاع بسبب الأنترنيت الذي قرّب المعجبين من الفنانين.. أنا أسميهم "أصدقائي" عندما أتحدث معهم لأننا أصبحنا قريبين من بعضنا.. يسألونني وأجيبهم.. جديدي أضعه على صفحتي، بعضهم ينصحني و أقبل نصائحهم، ومنهم من يقوم بأعمال دعويّة ليطلبوا منّي الإبتعاد عن بعض الأشياء و العمل بأخرى.. مثل هذه الخطوات تقرب الفنان من جمهوره وكلّ الناس الذين يحبونه.. لدي خساب وحيد على الفايسبوك OfficialDouzi لكن حسابات أخرى، لا علاقة لي بها، يتمّ الترويج لها.. سبق أن تكلمنا مع أصحابها دون جدوى، هؤلاء يصرون على أن الكلام باسمي ويتعاملون بانتحال شخصيتي، وقد قاموا أيضا بإيذاء عدد من المعجبين.. هذه مناسبة لأقول للجميع إن لي حسابا واحد يتوفر على أزيد من مليون و150 ألف صديق. ما سرّ علاقتك بشقيقك ومدير أعمالك عبد القادر؟ علاقتي بأخي عبد القادر ابتدأت منذ الصغر، حيث تربيت معه، تماما كما سافرت معه واشتغلت معه.. قاسينا وسط الحلو والمرارة معا، ولولاه لما بدأت مشواري الفني.. هو من أكتشف موهبة الدوزي بحكم اشتغاله سابقا كمغن وكاتب و ملحن، وهو يتكلف بكل أموري.. كثيرون يضنون أن الدوزي شخص واحد، وأنا أقول لهم إننا شخصان اثنان، فبدون عبد القادر لن أكون، وإذا ما انفصلنا يوما ما ستكون حينها قد حلّت نهايتي الفنيّة. علاقتي بعبد القادر أخوية، و فرد من عائلتك سيتمنى لك الخير و النجاح دائما.. ذلك ما يجعلنا نعمل بشكل جيد و ننتج أعمالا جيدة ونتشاور ونتحدث في جميع الأمور المهنية، و حتى الشخصية.. الميدان الفني لايؤثر في علاقتنا العائلية، إذ إنّنا اعتدنا على العمل سويا و نتفاهم فقط بالنظرات.. العمل مع عبد القادر سهل و غير متعب، لأن له تجربة مهمة، و رغم بلوغي سنتي ال28 لازلت أتبع نصائحه، وهو من له الكلمة الأخيرة دائما. وماذا عن زواجك؟ هل سنحضر زفافك قريبا؟ كثيرون يسألون عن السبب وراء عدم زواجي لحد الساعة.. أقول لهم إني أريد الزواج إن وجدت "بنت العائلة" التي تريد تأسيس أسرة و تستحق ذلك.. غير أن الأمر يبقى صعبا باعتبار الميدان الذي أشتغل فيه، حياتي كلها سفر، والعمل متعب، و أي فنان له معجبون، والزوجة سيكون من الصعب عليها أن تتقبل بعض الأشياء.. دائما ما أعتبر المرأة مقدّسة وتستحق كل الاحترام، لهذا لا يمكن لي أن أفرض عليها أي أمر.. عندما سأفكر في الزواج سأوقف مسيرتي الفنية وسأكرس حياتي للعائلة والأولاد، ذلك أن مسؤولية الأبناء و الزوجة صعبة، و إضافتها على الفن سيكون أمرا في غاية الصعوبة.