75 في المائة من الأزواج المعنفين سبق وأن عنفوا زوجاتهم تعالت أصوات الرجال المعنفين من طرف النساء وتزايدت، حتى أن بعضهم بدءوا ينتظمون داخل جمعيات تدافع عنهم، بعدما كان الأمر مقتصرا على النساء فقط. وقد بدأ العديد من الرجال المعنفين، يفصحون عن ذلك "بعد أن وصل الألم للعظم" بل إن البعض منهم، وصلت قضاياهم إلى ردهات المحاكم. "" وإذا كانت فعاليات قانونية تعتبر وجود مثل هذه القضايا بالمحاكم المغربية أمرا عاديا، فإن فعاليات حقوقية تؤكد أن العديد من البيوت المغربية لا تخلو من ضرب الرجل للمرأة أو العكس، مشيرة إلى أن حالات عديدة من المعنفين والمعنفات تبقى حبيسة الجدران خوفا من الفضيحة، قائلة إن أسباب الضرب تختلف من شخص لآخر، لكن الواقع المعاش داخل الأسرة يشكل أحد الأسباب الأساسية، إذ غالبا ما يكون كرد فعل لأحد الطرفين أي الدفاع عن نفسه. وفي تجربة (س.ع)، وهو شيخ في السبعين من عمره يقطن بحي التقدم بالرباط، والذي يحكي ل"الحركة" تفاصيل معاناته اليومية مع زوجته التي تعنفه لأتفه الأسباب ،قال إن زوجته التي كانت تخاف منه وتحترمه في شبابه، أضحت في كبرهتكيل له يوميا وابل الشتائم وتبصق عليه، وتقذفه بأي شيء تجده أمامها، مضيفا أنه أول أمس رمته بغطاء "كوكوت" سببت له عجزا في يده لمدة 21 يوما حسب الشهادة الطبية التي حصل عليها. وأضاف الضحية الذي تبدو عليه آثارا لضرب، أنه سبق أن طالب أبناءه بالتدخل لحمايته، إلا أنهم لم يصدقوه، لأنه عندما كان شابا كان هو من يعنف زوجته وأمام أبنائه. وتحسر الضحية الذي ضرب أكثر من مرة، على أيام شبابه وقوته وعلى تعنيف زوجته أمام أبنائه، قائلا "يحق لها أن تنتقم مني الآن كما يحق لأبنائي ألا يصدقوني، لكني لم أعد قادرا على تحمل ضربها". ومن جهته، أظهر محمد.ك (50 سنة، موظف) ويقطن بحي ديور الجامع بالرباط، شهادة طبية تؤكد مدة العجز الذي أصابه مؤخرا، وصورا توضح بما لا يدع مجالا للشك حجم ونوع الضرب الذي تعرض له. وقال إن زوجته ضربته مرات عديدة، مضيفا أنه في البداية كان يتلذذ بضربها البسيط الذي يثيره، لكن مع الزمن رفعت من حدة الضربات الموجعة ، كما أن أولاده الذين يرونه يضرب على يد أمهم يرفضون ذلك، خاصة ابنه ذو 13ربيعا الذي يحتج على أمه رغم أنه لايسلم من ضرباتها هو أيضا ، الأمر الذي دفعه إلى الجهر باحتجاجه تجاه عنف زوجته ، و رفع دعوى قضائية ضدها حماية لنفسه ولأبنائه. ومن جانبه، أكد الدكتور عبد الواحد المريني( مختص في أمراض النفسية والعصبية) أن النساء اللواتي يعنفن الرجال هن في الأصل حالات مرضية ، مضيفا أن هذا السلوك غالبا ما يكون نتيجة تنشئتهن في بيئة غير سوية ، وموضحا أنه قد يكن تعرضن لقسوة في طفولتهن أو شبابهن ، أو أنهن متزوجات برجال ضعيفي الشخصية أو لايتحملون مسؤولية أسرهم، بمعنى أن المرأة هي من تعول الأسرة ، وبالتالي يقلدن سلوكات الرجال حتى في العنف فضلا عن حالات لنساء منحرفات يتعاطين المخدرات و الفساد. وأشار إلى أن هناك حالات أخرى من المعنفين يفضل أصحابها السكوت عنها، إلا أن لاوعيهم يترجمها عبر سلوكات سواء تجاه أنفسهم أوالآخرين ، مستحضرا حالة امرأة عانت شتى أنواع التعذيب في صغرها ، وفي شبابها أصبحت عدوانية حتى مع نفسها وقد حاولت مرارا أن تنتحر. وفي نفس السياق، كشفت دراسة جامعية حديثة، أن الخلافات الأسرية تشكل أكثر الدوافع لارتكاب العنف في حق الزوج، موضحة أن 75في المائة من الأزواج المعنفين سبق وأن عنفوا زوجاتهم ،وبالتالي فإن مايحدث لهم الآن هو رد فعل ضد أفعال سبق وأن مارسوها من قبل. وأشار الدراسة التي حاولت رصد بعض الحالات بمدن، كالرباط والدار البيضاء ومراكش ووجدة، إلى أن 15في المائة من حالات الأزواج المعنفين شخصيتهم ضعيفة ويتملصون من تحمل مسؤولية أسرهم ، و0 1في المائة نتيجة العجز والمرض.