تستعد عائلات المغاربة العالقين والمعتقلين في سوريا والعراق للاحتجاج، يوم الخميس المقبل أمام مقر وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي بالرباط، للمطالبة بالتدخل من أجل إعادة أبنائها إلى المغرب. وضاعفت الأحداث المرتبطة بالزلزال القوي الذي ضرب المنطقة، وغياب أي أخبار عن المغاربة هناك، وأيضا عملية انتزاع الأطفال من أمهاتهم داخل المخيمات وإرسالهم إلى مراكز احتجاز وبعدها إلى السجون، مختلطين مع بالغين من شتى الجنسيات، قلق الأسر بالمغرب. مريم، أم شاب سافر قبل سنوات إلى سوريا، أكدت أنها ستشارك في الوقفة من أجل تسليط الضوء على موضوع اعتبرته خطيرا، يتعلق بانتزاع الأبناء الذين بلغوا سن 12 سنة من أمهاتهم، وإرسالهم إلى مراكز مع بالغين يحملون عقائد مختلفة، مشيرة إلى أن "جهود أمهاتهم هناك من أجل حمايتهم من الأفكار المتطرفة، وتربيتهم وفق ما يؤمن به من مبادئ، ستذهب سدى"، وفق تعبيرها. كما أوردت مريم، في تصريح لهسبريس، أن "الأوضاع المناخية، مع موجة البرد والتساقطات الثلجية، بالإضافة إلى ما خلفه الزلزال، وكذا انتشار الأوبئة، تستدعي من المسؤولين التدخل من أجل طي هذا الموضوع"، مضيفة أنه "بالإمكان مباشرة ترحيل الحالات اليسيرة، في انتظار تسوية وضعية الحالات المعقدة والنساء اللاتي تزوجن وأنجبن هناك". وتابعت المتحدثة: "توسمنا خيرا بعد إصدار تقرير اللجنة البرلمانية الاستطلاعية لتقصي أوضاع مغاربة سوريا والعراق لكي يتم طي هذا الملف وإيجاد حل لهذه القضية الإنسانية، بإرجاع المغاربة المعتقلين والعالقين هناك في ظروف مأساوية وقاسية وأوضاع جد خطيرة، لكن طال انتظارنا دون جديد يذكر سوى مضاعفة الآلام". فطومة، أم شاب مغربي رحل إلى سوريا، أكدت في تصريح لهسبريس أنها لم تسمع أخبارا عن ابنها منذ مدة طويلة، مبرزة أن آخر رسالة توصلت بها تفيد بأنه هرب نحو تركيا، لكنها لا تعرف أين مستقره وفي أي سجن يقبع. وناشدت فطومة الملك محمدا السادس التدخل لإعادة هؤلاء المغاربة، مضيفة: "لسنا ضد محاكمتهم، لكن يجيبوهم لبلادهم ويديرو معهم القانون"، على حد قولها. الشاب الذي تزوج امرأة تحمل الجنسية السورية وأنجب منها أطفالا تقول الأم إنها باعت أملاكها من أجل إرساله إلى فرنسا لمتابعة دراسته، قبل أن "يتم التغرير به من أجل الالتحاق بساحة الحرب، طمعا في عمل سيدخله الجنة كما كان يتصور".