عودتنا المديرية العامة للأمن الوطني على حضورها القوي ومشاركتها الباهرة، في المعرض الدولي للفرس، منذ أن كان الملك محمد السادس أعطى انطلاقته، في نسخته الأولى، شهر أكتوبر 2008، من حلبة الأميرة للامليكة، بعاصمة دكالة، قبل أن ينتقل تنظيم فعالياته لاحقا، إلى فضاء مركز المعارض محمد السادس بالجديدة. فهذه التظاهرة ذات "البعد الاجتماعي–الاقتصادي" و"البعد الثقافي والعلمي" و"البعد الرياضي والاحتفالي"، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة، شدت إليها الأنفاس من داخل وخارج أرض الوطن؛ وتحظى، في نسختها 15، خلال الفترة الممتدة من 01 وإلى غاية 06 أكتوبر 2024، بمواكبة إعلامية دولية، من القارات الخمس. مواكبة عملت "وكالة العلاقات العمومية" (Agence PR Média)، على إنجاحها نجاحا تنظيميا بجميع المقاييس، حسب ما وقفت عليه الجريدة عن كثب وبالواضح والملموس، ومن خلال الشهادات والارتسامات التي استقتها من نساء ورجال "صاحبة الجلالة"، بعد أن وفرت لممثلي القنوات الفضائية، ووسائل الإعلام، الدولية والوطنية، ظروف العمل والاشتغال، والمواكبة أولا بأول، من قلب الحدث، ومن قاعة كبيرة بفضاء معرض الفرس، مجهزة بحواسيب وناظمات إلكترونية من الجيل التكنولوجي الجديد، وب"الأنتنرنيت" ذي صبيب عال، وبالمكيفات، ناهيك عن جودة الخدمات ولباقة التعامل التي كان ممثلو الوكالة يقدمونها يوميا، من ساعة مبكرة من صباح كل يوم، وإلى غاية ساعة من الليل، طيلة أيام المعرض. هذا، وعرفت الدورة 15 من معرض الفرس، غياب ملحوظا للمديرية العامة للأمن الوطني، في فعاليات "أمسية عروض الفروسية" (Nuit Equestre)، على خلاف العروض المتميزة والشيقة، التي كانت قدمتها شرطة الخيالة وشرطة الدراجيين؛ ناهيك عن غياب الرواق الذي كان، في السابق، مخصصا للمديرية العامة، بفضاء قاعة المعارض (Hall Expo). هذا، فيما كانت ثمة أروقة خصصت للقوات المسلحة الملكية، والقيادة العامة للدرك الملكي، والقوات المساعدة، والبحرية الملكية، ومؤسسات عمومية وشبه عمومية وخاصة، حضرت بقوة وشاركت بنجاعة. هذا، وكان رواق الأمن الوطني (DGSN/stand)، يقصده يوميا، في الدورات السابقة، طيلة أيام المعرض، الزوار من داخل وخارج أرض الوطن، ومن الجامعات والمعاهد والمدارس العليا، والمؤسسات العمومية والخاصة، وعموم المواطنين، حيث كانوا يتلقون شروحات مستفيضة عن مشاركة "شرطة الخيالة"، في معرض الفرس الدولي بالجديدة، وعن الأساليب والتقنيات التي تعتمدها في ترويض الخيول (...). كما شكل هذا الرواق فضاء لتلقين دروس في المواطنة، والتشبع بمقدسات وثوابت المملكة، التي يختزلها الشعار الخالد: "الله – الوطن – الملك". وبالمناسبة، وبالنظر لأهميته، فقد حظي رواق الأمن الوطني، شهر أكتوبر 2013، بزيارة الملك محمد السادس، عند افتتاح فعاليات الدورة السادسة لمعرض الفرس الدولي، بحلبة الأميرة للامليكة. إلى ذلك، فقد كان أيضا الحضور المتميز لمديرية الأمن، من خلال العروض الشيقة التي قدمها فرسان وفارسات شرطة الخيالة (police équestre)، وخيرة الخيول، المنتسبون إلى مدرسة "شرطة الخيالة" بالقنيطرة، وكذا، من خلال العرض المشترك بين شرطة الخيالة وشرطة الدراجيين، التابعة للأمن العمومي. هذا، ولم يكن الحضور والتميز لشرطة الخيالة في معرض الفرس، وليدي الصدفة أو الارتجالية.. بل تطلبا تحضيرا وتنظيما محكمين. ولعل هذا ما تشهد عليه دورات المعرض السابقة، سيما الدورة الحادية عشرة، التي مازالت ذكراها راسخة في الأذهان. حيث كانت فرقة شرطة الخيالة، المشكلة من 10 فارسة وفارس، في الموعد مع التألق، وعلى موعد مع التاريخ، من خلال العروض الرائعة الذي قدمتها، إثر بناء الثقة بين الفارسات والفرسان، والخيول المروضة، في فن الترويض (carrousel)، الذي حمل بالمناسبة اسم "الخيول المنيرة" (les chevaux de lumière)، وكانت فيه الخيول تخترق، على أرضية الحلبة "أ"، ظلمة الليل، بمصابيح كانت تزينها باللونين الأخضر والأحمر، في تجسيد للعلم الوطني. وقد اعتبر عرض "الخيول المنيرة" من أفضل العروض الفنية في مجال فن الترويض، التي قدمتها أجود الفرق المشاركة، التي قدمت من بلدان ما وراء البحار. ودائما، واستحضارا للتألق والتميز، فقد نالت العروض الشيقة والمثيرة، التي قدمتها فرقة التدخل وفرقة ال(voltige)، التابعتان لمدرسة شرطة الخيالة، إعجاب المتفرجين وزوار ورواد المعرض، من داخل وخارج أرض الوطن؛ عروض من على صهوة الخيول المروضة من نوع "frison"، ذات أصل هولندي. هذا، وأبهرت الفارسة الشرطية، التي شكلت نصف فريق شرطة الخيالة، بشجاعتها وأدائها المتميز والرائع، الذي سرق الأضواء، على صهوة خيرة الخيول من أصل أندلسي–إسباني. وبالمناسبة، فقد كانت أول مشاركة للفارسة الشرطية من فرقة الخيالة، في عرض "كاروسيل"، في معرض الفرس الدولي، الذي كانت حلبة الأميرة للاملكية، احتضنت فعالياته، شهر أكتوبر 2014. إلى ذلك، وعلاقة بالعناية التي توليها المديرية العامة للأمن الوطني، سيما في ما يتعلق باستتباب الأمن والنظام العام، فقد انطلقت، سنة 2014، أشغال توسعة بعض مرافق مدرسة الخيالة للشرطة، بالمعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة (IRP)، همت بالخصوص بناء حلبة للترويض، بمواصفات أولمبية، على مساحة 1700 متر مربع؛ وهي مجهزة بشرفة خاصة بالحكام، ونادي للاستراحة، ناهيك عن تشييد مصحة بيطرية، ومسالك لترويض الخيول بالنظم الآلية. حيث إن تكمن الغاية من هذه التوسعة، في توفير البنيات التحتية الضرورية، لضمان تكوين عصري، يواكب مختلف التحديات الأمنية، وخلق مجال مهم لتنظيم مختلف التظاهرات في رياضة الفروسية، تحت رعاية الجامعة الملكية المغربية لرياضة الفروسية. هذا، ويتطلب إدماج الفرس في المنظومة الأمنية تكوينا متينا ومناسبا. ولتحقيق هذه الغاية، فإن برامج التكوين المعتمدة في مدرسة الخيالة للشرطة، ترتكز على مبدأ التكامل بين الدروس النظرية والتمارين التطبيقية. وتنظم المدرسة تمارين تخصصية، لفائدة حراس الأمن الذين اختاروا عن طواعية العمل بفرق شرطة الخيالة. ويتمكن الفارس المتدرب في نهاية التكوينات، من التحكم في قيادة الفرس، وتحضيره لتأدية المهام التي تنتظره، على أكمل وجه. وتسهر مدرسة شرطة الخيالة كذلك على إعداد دورات تكوينية مستمرة، لفائدة الفرق الجهوية للخيالة التابعة للمصالح الأمنية اللاممركزة، بغية ضمان تأهيلها، والرفع من كفاءاتها المهنية، والرقي بجودة تدخلاتها وأدائها في الشارع العام. وتستلزم الخيول متابعة صحية مستمرة. ومن ثمة، فإن مدرسة الخيالة تتوفر على عيادة بيطرية مجهزة بوسائل الفحص والعلاج الضرورية، يشرف عليها طاقم بيطري متخصص. ولأن حوافر الخيول تحظى بأهمية بالغة وعناية خاصة، فإنه يتم فحصها وتنظيفها وصيانتها بانتظام. فجمالية حوافر الخيول لا تعكس فقط مهنية المصفح، بقدر ما تعكس العناية التي يوليها الفارس لمطيته.