يتطلب إدماج الفرس داخل المنظومة الأمنية تكوينا متينا ومناسبا لتحضيره للمهام المنوطة به على أكمل وجه، والتي تتمثل أساسا في طبيعة عمل شرطة الخيالة الذي يتجلى في مراقبة الأماكن التي يصعب ولوجها على السيارات والدراجات، على غرار المواقع السياحية والحدائق والمنتزهات العمومية ومناطق غابوية متواجدة داخل المجال الحضري. ولاطلاع المواطنين أكثر على مهام ودور شرطة الخيالة في مختلف جوانبه، أقامت المديرية العامة للأمن الوطني رواقا خاصا لهذه الوحدة الأمنية، بمناسبة الدورة الحادية عشرة للمعرض الدولي للفرس الذي يحتضنه مركز المعارض محمد السادس بالجديدة إلى غاية 21 أكتوبر الجاري ، تحت شعار "رياضات الفروسية بالمغرب". وفي هذا السياق، قال الضابط الممتاز خالد المهدي، المؤطر في مدرسة الخيالة التابعة لمديرية الأمن الوطني، أن رواق شرطة الخيالة يحظى باهتمام كبير من طرف المواطنين، حيث يكون المجال متاحا أمامه لطرح أي استفسار حول مهام وأدوار هذه الوحدة المتميزة من الأسرة الأمنية المغربية. وذكر، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، بأن مدرسة الخيالة تضطلع بمهام التكوين والتأهيل وإعادة تأهيل عناصر وحدة الخيالة. كما يكمن دورها في تكوين فرسان للمشاركة في مختلف التظاهرات الرياضية، وذلك منذ انخراطها بالجامعة الملكية لرياضة الفروسية حيث حققت نتائج جد مشرفة في مختلف بطولات القفز على الحواجز وترويض الخيول. وأوضح المهدي، أن مدرسة الخيالة دأبت منذ الدورة الأولى من معرض الفرس بالجديدة (2008)، على المشاركة في هذه التظاهرة الدولية من خلال تقديم عروض فنية رائعة تبرز مختلف الجوانب التي تتألق فيها شرطة الخيالة. وأبرز ، بخصوص المهام الأمنية المنوطة بشرطة الخيالة، أن هذه الوحدة تناط بها مهام المحافظة على النظام العام خلال التظاهرات الرياضية والمحافل الفنية الكبرى،كما تشكل هذه الوحدة الأمنية سندا لكافة الفرق الأمنية الجهوية الموزعة على مختلف أقاليم وجهات المملكة أثناء تأدية مهامها. وخلص الضابط الممتاز إلى أن الالتحاق بمدرسة شرطة الخيالة مفتوح أمام المتدربين في المعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة أو المعاهد التابعة له. ويتلقى المتدربون دروسا نظرية وتطبيقية، تمكنهم من التحكم وقيادة خيولهم وتحضيرهم لتأدية المهام التي تنتظرهم على أكمل وجه، مبرزا في هذا الصدد أن رجل الأمن يجب أن تربطه علاقة خاصة مع فرسه، تكون مبنية على الود والاحترام المتبادل. يذكر أن مدرسة الخيالة تم افتتاحها بمناسبة الذكرى ال55 لتأسيس الأمن الوطني، وتتمركز بقلب غابة المعمورة وتمتد على مساحة تقدر ب 10 هكتارات، حيث تجعل منها هندستها المعمارية وبنيتها التحتية مؤسسة تكوينية تستجيب للمعايير المعمول بها دوليا في هذا المجال. وتضم هذه المدرسة التجهيزات الضرورية للترويض والتكوين، ومرابط للخيول وعيادة بيطرية وحلبة مغطاة للتداريب، ومخزنا للعلف والكلأ.