كانت المديرية العامة للأمن الوطني حاضرة بقوة وتميز في فعاليات معرض الفرس، المنظم في دورته الثانية عشرة في فضاء مركز المعارض محمد السادس بالجديدة، في الفترة الممتدة من 15 إلى غاية 20 أكتوبر 2019، والتي اختير لها شعار: ""، وذلك من خلال رواق الأمن الوطني، ومشاركة شرطة الخيالة وشرطة الدراجيين، اللتين قدمتا عروضا شيقة، سرقت الأضواء على حلبتي "أ" و"ب". من رواق الأمن اوطني في فضاء المعارض، تم مد زوار ورواد المعرض من داخل وخارج أرض الوطن، ومن الجامعات والمعاهد والمدارس العليا، والمؤسسات العمومية والخاصة، وعموم المواطنين، بشروحات مستفيضة عن مشاركة شرطة الخيالة، في معرض الفرس الدولي بالجديدة، وعن الأساليب والتقنيات التي تعتمدها في ترويض الخيول (...). كما شكل رواق الأمن الوطني فضاء لتلقين دروس في المواطنة، والتشبع بمقدسات ثوابت المملكة. وبالمناسبة، فقد كان رواق الأمن الوطني حظي، شهر أكتوبر 2013، بزيارة الملك محمد السادس، عند افتتاح الدورة السادسة لمعرض الفرس الدولي، التي كان تنظيم فعالياته على حلبة الأميرة للامليكة، بعاصمة دكالة الحضور المتميز للمديرية العامة للأمن الوطني، كان أيضا من خلال العروض الشيقة التي قدمها فرسان وفارسات شرطة الخيالة (police équestre)، وخيرة الخيول، المنتسبون إلى مدرسة شرطة الخيالة بالقنيطرة، على أرضية الحلبة "أ"، وكذا، من خلال العرض المشترك بين شرطة الخيالة وشرطة الدراجيين، التابعة للأمن العمومي، على أرضية الحلبة "ب". التميز والحضور القويان لشرطة الخيالة في معرض الفرس، في نسخته الثانية عشرة، لم يكونا وليدي الصدفة أو الارتجالية.. بل تطلبا تحضيرا وتنظيما محكمين. ولعل هذا ما تشهد عليه دورات المعرض السابقة، سيما الدورة الحادية عشرة، التي مازالت ذكراها راسخة في الأذهان. حيث كانت فرقة شرطة الخيالة، المشكلة من 10 فارس وفارسة، في الموعد مع التألق، وعلى موعد مع التاريخ، من خلال العروض الرائعة الذي قدمتها، إثر بناء الثقة بين الفرسان والفارسات، والخيول المروضة، في فن الترويض (carrousel)، على أرضية الحلبة "أ"، والذي حمل اسم "الخيول المنيرة" (les chevaux de lumière)، وكانت فيه الخيول تخترق طلمة الليل بمصابيح كانت تزينها باللونين الأخضر والأحمر، في تجسيد للعلم الوطني. وقد اعتبر عرض "الخيول المنيرة" من أفضل العروض الفنية في مجال فن الترويض، التي قدمتها أجود الفرق المشاركة، التي قدمت من بلدان ما وراء البحار. ودائما، واستحضارا للتألق والتميز في دورة المعرض للسنة الماضية، فقد نالت العروض التي قدمتها فرقة التدخل وفرقة ال(voltige)، التابعتان لمدرسة شرطة الخيالة، على حلبة "ب"، إعجاب المتفرجين وزوار ورواد المعرض، من داخل وخارج أرض الوطن، من خلال العروض الشيقة، التي قدمتاها بالموازاة، على صهوة الخيول المروضة من نوع "frison"، ذات أصل هولندي، في التدخلات الأمنية؛ وفي الحركات الهوائية. هذا، وأبهرت الفارسة الشرطية، التي شكلت نصف فريق شرطة الخيالة، بشجاعتها وأدائها المتميز والرائع، على صهوة خيرة الخيول من أصل أندلسي–إسباني. وبالمناسبة، فقد كانت أول مشاركة للفارسة الشرطية من فرقة الخيالة، في عرض "كاروسيل"، في معرض الفرس الدولي، الذي كانت حلبة الأميرة للاملكية، احتضنت فعالياته، شهر أكتوبر من سنة 2014. إلى ذلك، فإن مشاركة المديرية العامة للأمن الوطني في معرض الفرس الدولي، المنظم في دورته الثانية عشرة بالجديدة، من خلال فرسان وفارسات شرطة الخيالة، ورواق الأمن الوطني، قد عهد الإشراف الفعلي وتتبعها الميداني، على غرار الدورات السابقة، إلى الدكتور عبد الكريم الحرارتي (مراقب عام للأمن الوطني)، الذي يشغل منصب مدير مدرسة شرطة الخيالة بالقنيطرة. وفي تصريح خص به مسؤول رفيع المستوى الجريدة، فإن مدرسة شرطة الخيالة (police montée)، التابعة للمعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة، قد شيدت في قلب غابة المعمورة، على مساحة 10 هكتارات. حيث إن هندستها المعمارية وبنيتها التحتية تجعلان منها مؤسسة تكوينية، تستجيب للمعاير المعمول بها دوليا في هذا المجال. وتضم هذه المدرسة التجهيزات الضرورية للترويض والتكوين، و164 مربطا للخيول، وعيادة بيطرية، وحلبة للترويض، مساحتها 2400 متر مربع، وحلبة مغطاة للتداريب، مساحتها 1250 متر مربع، ومخزنا للعلف والكلأ. وقد انطلقت، بحر سنة 2014، أشغال توسعة بعض مرافق مدرسة الخيالة للشرطة، همت بالخصوص بناء حلبة للترويض، بمواصفات أولمبية، على مساحة 1700 متر مربع، وهي مجهزة بشرفة خاصة بالحكام، ونادي للاستراحة. ناهيك عن تشييد مصحة بيطرية، ومسالك لترويض الخيول بالنظم الآلية. حيث إن الغاية من هذه التوسعة، توفير البنيات التحتية الضرورية لضمان تكوين عصري، يواكب مختلف التحديات الأمنية، وخلق مجال مهم لتنظيم مختلف التظاهرات في رياضة الفروسية، تحت رعاية الجامعة الملكية المغربية لرياضة الفروسية. هذا، ويتطلب إدماج الفرس في المنظومة الأمنية تكوينا متينا ومناسبا. ولتحقيق هذه الغاية، فإن برامج التكوين المعتمدة في هذه المؤسسة، ترتكز على مبدأ التكامل بين الدروس النظرية والتمارين التطبيقية. وتنظم المدرسة تمارين تخصصية، لفائدة حراس الأمن الذين اختاروا عن طواعية العمل بفرق شرطة الخيالة. ويتمكن الفارس المتدرب في نهاية التكوينات، من التحكم في قيادة الفرس، وتحضيره لتأدية المهام التي تنتظره، على أكمل وجه. وتسهر مدرسة شرطة الخيالة كذلك على إعداد دورات تكوينية مستمرة، لفائدة الفرق الجهوية للخيالة التابعة للمصالح الأمنية اللاممركزة، بغية ضمان تأهيلها، والرفع من كفاءاتها المهنية، والرقي بجودة تدخلاتها وأدائها. وتستلزم الخيول متابعة صحية مستمرة. ومن ثمة، فإن مدرسة الخيالة تتوفر على عيادة بيطرية مجهزة بوسائل الفحص والعلاج الضرورية، يشرف عليها طاقم بيطري متخصص. ولأن حوافر الخيول تحظى بأهمية بالغة وعناية خاصة، فإنه يتم فحصها وتنظيفها وصيانتها بانتظام. فجمالية حوافر الخيول لا تعكس فقط مهنية المصفح، بقدر ما تعكس العناية التي يوليها الفارس لمطيته. وتباشر فرق الخيالة مهامها في عدة مدن، منها الحواضر الكبرى، والمدن الساحلية، والمواقع ذات الطبيعة الجغرافية والحضرية الخاصة. وتكمن هذه المهام في مراقبة الأماكن التي يصعب الولوج إليها على متن السيارات والدراجات، من قبيل المواقع السياحية، والحدائق والمنتزهات العمومية، والمناطق الغابوية الكائنة بتراب المدارات الحضرية. وتهدف هذه المهام وهي ذات طبيعة استباقية ووقائية وردعية بالأساس، وكذا، زجرية، إذا اقتضت الضرورة ذلك، (تهدف) إلى استتباب الأمن والنظام العام، وتكريس الشعور بالأمن لدى المواطنين. وموازاة مع دور الفرق الجهوية لشرطة الخيالة المجهزة بجميع وسائل التدخل الضرورية، ووسائل الاتصال، والتي تعمل في دوريات ثنائية، (دورها) في مراقبة الشارع العام، فإن تدخلاتها في مجال الأعمال النظامية، ومن ضمنها التغطية الأمنية للملاعب الرياضية، باتت تحتل مكانة متميزة ضمن الهمام المنوطة بها. وتجدر الإشارة إلى أنه منذ انخراطها، سنة 2013، في الجامعة الملكية المغربية لرياضة الفروسية، سهرت مدرسة الخيالة للشرطة على إنشاء فريق متكون من فرسان أكفاء، يتم تكوينهم بدعم من أخصائيين ومهنيين، ليمثلوا الأمن الوطني في التظاهرات الرياضية في الفروسية، تحت رعاية الجامعة الملكية المغربية لرياضة الفروسية. هذا، وتعرف رياضة الفروسية تطورا متناميا. وبالمناسبة، فازت فرقة شرطة الخيالة بالميدالية الذهبية لبطولة المغرب لترويض الخيول، وبالميدالية الفضية في البطولة العسكرية للقفز على الحواجز صنف "ب"، في "أسبوع الفرس" بدار السلام 2018. كما حققت نتائج جد مشرفة في مختلف بطولات القفز على الحواجز، وترويض الخيول، المنظمة من طرف الجامعة الملكية المغربية لرياضة الفروسية. وقد نالت الميدالية البرونزية لبطولة المغرب لترويض الخيول، في "اسبوع الفرس"، بدار السلام على التوالي سنة 2017، وسنة 2016، وبالميدالية الذهبية في البطولة العسكرية للقفز على الحواجز صنف "ب"، في "أسبوع الفرس"، بدار السلام 2015. وقد شاركت فرق شرطة الخيالة في تأمين الأحداث الكبرى، كالتغطية الأمنية في المؤتمر العالمي للتغييرات المناخية "كوب 22" بمراكش. كما تقوم بتأمين التظاهرات الرياضية الوطنية. حيث يعهد إليها مهام المحافظة على النظام العام، خلال التظاهرات الرياضية، والمحافل الفنية الكبرى، كمباريات كأس العالم للأندية "كوب 22"، ومهرجان موازين (..).