تألقت فرقة شرطة الخيالة التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، في فعاليات معرض الفرس المنظم في دورته السابعة بالجديدة، خلال الفترة الممتدة من 21 وإلى غاية 26 أكتوبر 2014، تحت شعار "السياحة الفروسية بالمغرب". حيث نالت العروض الشيقة التي قدمها الفرسان والخيول المنتسبون إلى مدرسة شرطة الخيالة بالمعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة، على أرضية الحلبتين "أ" و"ب"، إعجاب الزوار والمتتبعين من داخل وخارج أرض الوطن. هذا، وقد أبهرت الشرطية الفارسة، في أول مشاركة لها، حشود المتفرجين ورواد المعرض، بشجاعتها وأدائها الرائع على صهوة خيرة الخيول. وشكل بالمناسبة العنصر النسوي نصف فريق شرطة الخيالة (كروسين) المتكون من 12 فارسا.
وكان للمديرية العامة للأمن الوطني أيضا حضور متميز في معرض الفرس، من خلال الرواق الذي أقامته، والذي مد الزوار بشروحات مستفيضة عن مشاركة مدرسة شرطة الخيالة في هذه التظاهرة الدولية، وعن الأساليب التي تعتمدها في ترويض الخيول (...). وكان رواق الأمن الوطني حظي، شهر أكتوبر 2013، زيارة الملك محمد السادس، عند افتتاح الدورة السادسة من معرض الفرس.
هذا، وقد احتضنت حلبة الفروسية الأميرة للامليكة فعاليات في عاصمة دكالة، الدورة السابعة لمعرض الفرس، على مساحة تناهز 9 هكتارات، منها 45 ألف متر مربع مغطاة. وشارك في فعاليات المعرض 120 عارضا مهنيا، يمثلون 30 بلدا. حيث عرف المعرض الذي استقطب زهاء 260 ألف زائر من المغرب وخارجه، (عرف) عرض حوالي 810 صنف من الخيول (البربريِ، العربي البربري، العربي الأصيل، والإنجليزي)، بمعية 450 فارسا.
هذا، وكان للجريدة لقاء مع الدكتور العميد الإقليمي عبد الكريم الحرارتي، مدير مدرسة شرطة الخيالة بالقنيطرة، الذي تحدث عن مشاركة الفريق الشرطي للخيالة في فعاليات معرض الفرس، وعن تألق فرسان الأمن الوطني، سيما في عرض "كروسين" الذي شاركت فيه 6 شرطيات من الخيالة، وكذا، عن النتائج المشرفة التي تم إحرازها في المنافسات الدولية، والتي أسفرت عن تأهل فارس من الشرطة في القفز على الحواجز(...).
وبشأن مدرسة شرطة الخيالة، فقد شيدت في قلب غابة المعمورة بالقنيطرة، على مساحة 10 هكتارات. حيث إن هندستها المعمارية وبنيتها التحتية تجعلان منها مؤسسة تكوينية، تستجيب للمعاير المعمول بها دوليا في هذا المجال. وتضم هذه المدرسة التجهيزات الضرورية للترويض والتكوين، و164 مربطا للخيول، وعيادة بيطرية، وحلبة للترويض، مساحتها 2400 متر مربع، وحلبة مغطاة للتداريب، مساحتها 1250 متر مربع، ومخزنا للعلف والكلأ.
وقد انطلقت، بحر سنة 2014، أشغال توسعة بعض مرافق مدرسة الخيالة للشرطة، همت بالخصوص بناء حلبة للترويض، بمواصفات أولمبية، على مساحة 1700 متر مربع، وهي مجهزة بشرفة خاصة بالحكام، ونادي للاستراحة. ناهيك عن تشييد مصحة بيطرية، ومسالك لترويض الخيول بالنظم الآلية. حيث إن الغاية من هذه التوسعة، توفير البنيات التحتية الضرورية لضمان تكوين عصري، يواكب مختلف التحديات الأمنية، وخلق مجال مهم لتنظيم مختلف التظاهرات في رياضة الفروسية، تحت رعاية الجامعة الملكية المغربية لرياضة الفروسية. هذا، ويتطلب إدماج الفرس في المنظومة الأمنية تكوينا متينا ومناسبا. ولتحقيق هذه الغاية، فإن برامج التكوين المعتمدة في هذه المؤسسة، ترتكز على مبدأ التكامل بين الدروس النظرية والتمارين التطبيقية. وتنظم المدرسة تمارين تخصصية، لفائدة حراس الأمن الذين اختاروا عن طواعية العمل بفرق شرطة الخيالة. ويتمكن الفارس المتدرب في نهاية التكوينات، من التحكم في قيادة الفرس، وتحضيره لتأدية المهام التي تنتظره، على أكمل وجه. وتسهر مدرسة شرطة الخيالة كذلك على إعداد دورات تكوينية مستمرة، لفائدة الفرق الجهوية للخيالة التابعة للمصالح الأمنية اللاممركزة، بغية ضمان تأهيلها، والرفع من كفاءاتها المهنية، والرقي بجودة تدخلاتها وأدائها. وتستلزم الخيول متابعة صحية مستمرة. ومن ثمة، فإن مدرسة الخيالة تتوفر على عيادة بيطرية مجهزة بوسائل الفحص والعلاج الضرورية، يشرف عليها طاقم بيطري متخصص.
ولأن حوافر الخيول تحظى بأهمية بالغة وعناية خاصة، فإنه يتم فحصها وتنظيفها وصيانتها بانتظام، كما يظهر في "الفيديو" رفقته. فجمالية حوافر الخيول لا تعكس فقط مهنية المصفح، بقدر ما تعكس العناية التي يوليها الفارس لمطيته.
وتباشر فرق الخيالة مهامها في عدة مدن، منها الحواضر الكبرى، والمدن الساحلية، والمواقع ذات الطبيعة الجغرافية والحضرية الخاصة. وتكمن هذه المهام في مراقبة الأماكن التي يصعب الولوج إليها على متن السيارات والدراجات، من قبيل المواقع السياحية، والحدائق والمنتزهات العمومية، والمناطق الغابوية الكائنة بتراب المدارات الحضرية. وتهدف هذه المهام وهي ذات طبيعة استباقية ووقائية وردعية بالأساس، وكذا، زجرية، إذا اقتضت الضرورة ذلك، (تهدف) إلى استتباب الأمن والنظام العام، وتكريس الشعور بالأمن لدى المواطنين.
وموازاة مع دور الفرق الجهوية لشرطة الخيالة المجهزة بجميع وسائل التدخل الضرورية، ووسائل الاتصال، والتي تعمل في دوريات ثنائية، (دورها) في مراقبة الشارع العام، فإن تدخلاتها في مجال الأعمال النظامية، ومن ضمنها التغطية الأمنية للملاعب الرياضية، باتت تحتل مكانة متميزة ضمن الهمام المنوطة بها.
وتجدر الإشارة إلى أنه منذ انخراطها، سنة 2013، في الجامعة الملكية المغربية لرياضة الفروسية، سهرت مدرسة الخيالة للشرطة على إنشاء فريق متكون من فرسان أكفاء، يتم تكوينهم بدعم من أخصائيين ومهنيين، ليمثلوا الأمن الوطني في التظاهرات الرياضية في الفروسية، تحت رعاية الجامعة الملكية المغربية لرياضة الفروسية. ومن جهة أخرى، فقد كان للمديرية العامة للأمن الوطني دور ناجع على المستويين التنظيمي والأمن لمعرض الفرس، باعتماد مصالحها المركزية واللاممركزة استراتيجية أمنية محكمة وتدابير وفائية واستباقية، فعلتها بشكل قبلي على أرض الواقع، وطيلة الفترة المخصصة لتظاهرة الفرس الدولية، من خلال إيفاد لجن ومدراء ومسؤولين مركزيين إلى عاصمة دكالة، وكذا، زيارات ميدانية قام بها المدير العام للأمن الوطني، وهمت فضاءات المعرض، ومقر أمن الجديدة، حيث عقد اجتماعات أمنية موسعة مع المسؤولين الأمنيين.
هذا، وكان صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد أعطى، الاثنين 20 أكتوبر 2014، انطلاقة فعاليات معرض الفرس. حيث استعرض سموه تشكيلة من القوات المساعدة، أدت له التحية، وتقدم للسلام عليه وزير الفلاحة والصيد البحري، ووزير الشباب والرياضة، ووزير السياحة.
وعند مدخل القاعة الشرفية بالمعرض، تقدم كذلك للسلام على الأمير مولاي رشيد، صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن أحمد بن عبد العزيز آل سعود، رئيس منظمة الجواد العربي، والشيخ محمد بن فالح آل ثاني، رئيس نادي سباق الخيل والفروسية القطري.
وقام سموه بجولة عبر مختلف فضاءات المعرض (فضاء الجهات، فضاء دار الصانع، فضاء المساندين، فضاء مؤسساتي، فضاء الفن والثقافة، فضاء دولي، فضاء المربين...) وتابع سموه عرضا في القفز على الحواجز بالحلبة الرئيسية، ولوحات فنية في فن الترويض، وكذا، عرضا فنيا شيقا، قدمته فرقة شرطة الخيالة. ومن المنصة الشرفية، تابع الأمير مولاي رشيد عروضا في التبوريدة (الهدة والطلقات)، قدمتها 16 سربة تمثل جهات المملكة.