قال عبد اللطيف وهبي، رئيس اللجنة البرلمانية الاستطلاعية المتعلقة بدراسة أوضاع العالقين في سوريا والعراق، إن المغرب قرر علاج موضوع العالقين بسوريا والعراق، خاصة الأطفال والنساء منهم، "حالة بحالة"، نظرا، لما اعتبره، صعوبات وتعقيدات ترافق هذه العملية. وأكد وهبي، خلال ندوة صحفية لتقديم خلاصات عمل اللجنة بمجلس النواب، أن التوصيات التي تم التقدم بها من طرف اللجنة، سيتم العمل على تفعيلها في أقرب وقت عبر إحداث مؤسسة وطنية تعنى بتدبير هذا الملف، لطيه بشكل نهائي. وشدد رئيس اللجنة على صعوبة تأقلم هؤلاء المغاربة في حال عودتهم لوطنهم، نظرا للظروف والأحداث التي عايشوها خلال فترة تواجدهم بمناطق التوتر بسوريا والعراق. وأبرز المتحدث ذاته هذه الصعوبة في أن بعض الأطفال لعبوا الكرة ب"رؤوس البشر" واتخذوا من المسدسات لعبا ترفيهية لهم، مشيرا في هذا الصدد إلى أنهم لم يذهبوا للمؤسسات التعليمية، وعاشوا وسط حمامات دم وحضروا لإعدامات وأحداث دامية، مضيفا أنهم لم يعرفوا في حياتهم معنى القانون والزجر. وأوضح وهبي أنه من بين التعقيدات التي ترافق هذه العملية، هي حدوثها على أراضي سيادية للعراق وسوريا، مؤكدا أن المغرب يحترم سيادة كل الدول، ولا يمكنه تجاوز هذا المبدأ لإعادة مواطنيه العالقين بمناطق التوتر. وأضاف رئيس المهمة الاستطلاعية للوقوف على وضعية الأطفال والنساء المغاربة في بعض بؤر التوتر كسوريا والعراق، أن خطورة هذا الملق تتمثل في بناء بعض هؤلاء المقاتلين، لعلاقات دولية مع منظمات إرهابية في تجارة الأسلحة. بالمقابل، شدد وهبي على ضرورة إيجاد حل للملف في أقرب وقت لأن المنظمات الإرهابية بمناطق التوتر في سوريا والعراق، ستوظف هؤلاء الأطفال عاجلا أو آجلا في حال عدم إعادتهم لوطنهم، وبقائهم هناك. وذكر أيضا يما جاء في تقرير اللجنة خاصة حول النساء العالقات، مشيرا إلى أن هناك نساء مغربيات بعد أن قتل أزواجهن تزوجن من مقاتلين آخرين، وقد يكونون من جنسيات أخرى، وقد ينجبن منهم أطفالاً، ويردن، حسب وهبي، العودة مع أزواجهن المقاتلين اللذين ينتمون لجنسية ثالثة، وهناك عقود زواج تمت، على حد تعبيره، في هذه الظروف وفي تنظيمات غير شرعية من جانبه، اعتبر سليمان العمراني، مقرر اللجنة، أن الضحية الأكبر في هذا الملف هم الأطفال، وزاد قائلا: من المؤكد أن العالقين ببؤر التوتر بسوريا والعراق ارتكبوا أخطاء جسيمة بذهابهم هناك، لكن ما ذنب الأطفال في ذلك ؟ وأكد العمراني أن أهم توصية جاءت بها اللجنة هي إحداث مؤسسة وطنية تتكفل بتدبير هذا الملف، بالتنسيق مع الحكومة والمجتمع المدني وجميع الأطراف الفاعلة في الموضوع، مع ضرورة توفير الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال والنساء العالقين. وكان وزير الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، كشف، خلال الاستماع إليه من طرف أعضاء اللجنة، أن عدد من ذهبوا مقاتلين أو إرهابيين إلى بؤر التوتر هو 1654 مغربي و640 من عائلاتهم، أخذوهم أو التحقوا بهم، فيما انقسم مجموع المقاتلين الذين ذهبوا من المغرب إلى ثلاثة أقسام هناك من التحق بداعش وهناك من ذهب مع القاعدة أو النصرة وهناك من التحق بالتنظيمات الهامشية وهي تنظيمات إرهابية كذلك. وأشار المسؤول الحكومي، إلى أنه من ضمن هؤلاء يوجد 1300 من المقاتلين التحقوا بداعش وفي العدد الإجمالي هناك 740 ماتوا و350 يعتقد أنهم ما زالوا أحياء و269 رجعوا للمغرب ويعتقد أن 241 هم معتقلون. يشار إلى أن تأسيس هذه اللجنة المكلفة بالمهمة الاستطلاعية، جاء بناء على طلب تقدم به فريق حزب الأصالة والمعاصرة المعارض بمجلس النواب، من أجل "العمل على معاينة ودراسة الأوضاع المأساوية" التي تعاني منها فئة من المغاربة العالقين في بؤر التوتر والصراع كسوريا والعراق، خصوصا الأطفال والنساء منهم. وتمت الموافقة على هذا الطلب بتاريخ 29 سبتمبر 2020. وتكونت اللجنة من 13 عضوا، ورمت في أهدافها العامة إلى وضع دراسة دقيقة بعدد الأطفال والنساء المغاربة المعنيين في سوريا والعراق، والوقوف على وضعية الأطفال والنساء المغاربة في مختلف المخيمات والسجون والعالقين في بؤر التوتر بسوريا والعراق، وحماية الأطفال المغاربة بنقلهم من السجون والمحتجزات والمعتقلات السورية والعراقية إلى أرض الوطن.