عقد تكوين الدكتوراه "الصحافة والإعلام الحديث" بكلية اللغات والآداب والفنون التابعة لجامعة ابن طفيل- القنيطرة، السبت، الدرس الافتتاحي للموسم الجامعي 2022-2023، حول موضوع "التواصل السياسي في ظل الإعلام الرقمي"، وأطره مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة. ورحب الدكتور عز الدين المداوي، رئيس جامعة ابن طفيل، في كلمة افتتاحية، بمصطفى بايتاس، شاكرا إياه على قبول دعوة تكوين الدكتوراه في الصحافة والإعلام الحديث لتقديم الدرس الافتتاحي بحضور محمد زروا، عميد كلية اللغات والآداب والفنون، وعدد من الطلبة والطلبة الباحثين، وأكد أن الجامعة عملت في إطار رؤيتها على تقسيم الكليات حسب التخصصات، ما ساهم في تطوير هويتها والانفتاح وإدارة الشعب والمسالك الأكاديمية بطريقة جيدة. وفي كلمته، أشار محمد هموش، أستاذ بكلية اللغات والآداب والفنون، منسق تكوين الدكتوراه "الصحافة والإعلام الحديث"، إلى أن "هذا الدرس الافتتاحي يوازي الدرس الأكاديمي، لما له من دور في تقاسم التجربة السياسية وتجربة تسيير الشأن المحلي لمصطفى بايتاس مع الطلبة". وعقب ذلك، استهل بايتاس محاضرته بالتعبير عما تمثله الجامعة بالنسبة له، إذ شكلت محطة للانبثاق المعرفي والشخصي في مساره الأكاديمي، وعبر عن سروره بالعودة إليها في هذا الدرس الافتتاحي. وقال مصطفى بايتاس إن "التواصل الذي يختلف بحسب السياق تتجلى أهميته في كيفية تقديم المعلومة للجمهور بطريقة مبسطة وسهلة، خصوصا أننا نشهد طفرة كبيرة في مجال الإعلام الرقمي، أصبح فيه الجمهور المستهلك للإنترنت يبحث عن المعلومة الصحيحة وسط الكم المهول من المحتويات والأخبار الزائفة التي تروج بين المواقع وصفحات التواصل الاجتماعي". ونبه الوزير إلى أن "التفاعل الضعيف للمؤسسات السياسية مع الجمهور يجعل من وسائل التواصل الاجتماعي مجالا خصبا للتعبير عن الرأي والترويج للأخبار الزائفة والبحث عن 'البوز'". وعن مكانة الصحافة في ظل الإعلام الرقمي التي عرفت انكماشا وتراجعا، أشار بايتاس إلى أن "الحل هو تعزيز موقعها في المجتمع عبر إقرار مجموعة من الإمكانيات المالية والقانونية للتمحيص وأخذ الرأي والرأي الآخر"، موردا أنه "تقع على عاتق المدرسة والأسرة والأحزاب مسؤولية نشر الوعي بأهمية الاستقصاء عن المعلومة الصحيحة والبحث عن القيم، وعدم اتباع كل ما يروج داخل الفضاء الرقمي، من أجل الاستفادة من الثورة الإعلامية دون زعزعت المبادئ الأساسية". واختتم مصطفى بايتاس محاضرته بالتأكيد على أنه "لا يجب على الفاعل السياسي التفكير في تحسين صورته الشخصية، بل ترجيح المصلحة العامة، ووضع ما يجلب المنفعة ضمن أولوياته التواصلية، وتوظيف الفضاء الرقمي من أجل بلوغ ذلك". وعقب ذلك، تقدم الدكتور عبد المالك الداودي، الأستاذ بكلية اللغات والآداب والفنون، بكلمة لخص فيها أبرز النقاط التي تفضل بذكرها بايتاس في محاضرته، معلنا عن فتح باب النقاش أمام الطلبة الحاضرين، وطرح أسئلتهم التي أجاب عنها الوزير في جو من تبادل الآراء وتقاسم الخبرات والتجارب.