بوادر أزمة دبلوماسية بين المغرب وإيران في حلقة جديدة من حلقات الأزمة المثارة بين طهران والمنامة، أقحمت إيرانُ الملك محمد السادس في تطورات الأزمة واحتجت على تضامنه مع المنامة ضد التصريحات الإيرانية التي تمس سيادة البحرين. "" وذكرت تقارير إعلامية إيرانية أن الخارجية الإيرانية استدعت يوم الجمعة الماضي القائم بأعمال السفارة المغربية لدى طهران محمد بوظريف وذلك للاحتجاج على موقف الملك محمد السادس من الأزمة المثارة بين طهران والمنامة. والتقى رئيس دائرة شمال أفريقيا بوزارة الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال المغربى فى طهران محمد بوظريف، وأبلغه عدم ارتياح إيران واستياءها حيال المواقف التى اتخذها الملك محمد السادس مطالباً القائم بالأعمال المغربي بنقل استغراب وعدم ارتياح حكومة الجمهورية الإسلامية من هذه المواقف إلى حكومة بلاده، وتقديم التوضيح اللازم بشأن هذا الموضوع. من جانبه، أكد بوظريف رغبة المملكة المغربية فى تعزيز علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية باعتبارها دولة قوية وصاحبة تاريخ حضارى عريق فى المنطقة، موضحاً أنه سينقل تصريحات الجانب الإيرانى إلى المسؤئولين المغاربة، وأنه سيقدم التوضيحات اللازمة فى أسرع وقت ممكن.
وكانت وسائل الإعلام الإيرانية قد نقلت مضامين الرسالة التي بعثها الملك محمد السادس إلى الملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة والتي أعرب فيها الملك محمد السادس عن تضامنه مع البحرين ضد التهديدات الإيرانية معلنا عن قلقه البالغ من التصريحات الإيرانية الخطيرة حول اعتبار البحرين الولاية الرابعة عشرة التابعة لها. وكان علي أكبر ناطق نوري رئيس التفتيش العام بمكتب المرشد العام للجمهورية الإسلامية الإيرانية، قال قبل أيام بمناسبة الذكرى السنوية للثورة الإيرانية إن البحرين "كانت في الأساس المحافظة الإيرانية الرابعة عشرة وكان يمثلها نائب في مجلس الشورى الوطني. واعتبر الملك محمد السادس في رسالته إلى ملك البحرين يوم الخميس الماضي أن التصريحات الإيرانية "العبثية تتعارض، بصفة قطعية وكلية، مع مبادىء وقواعد القانون الدولي، وكذا مع قيم التساكن، وحسن الجوار، التي تحثنا عليها ديانتنا الإسلامية السمحة". ووصف الملك محمد السادس التصريحات الإيرانية ب" الهجينة في حق بلد عربي شقيق، وعضو فاعل في محيطه الجهوي وفي المجتمع الدولي". ومن المنتظر أن يخلف الاحتجاج الإيراني ندوبا في العلاقات المغربية الإيرانية التي تعيش مرحلة انفتاح سياسي في الآونة الأخيرة أثمر حضورا دبلوماسيا وثقافيا إيرانيا نشيطا في المغرب. وعاش المغرب وإيران مرحلة القطيعة بعد قيام الثورة الخمينية وسقوط نظام الشاه، واتخذ خلالها المغرب موقفا مناقضا للنظام الجديد هناك، ثم انقطعت العلاقة بين البلدين عام 1981 نتيجة إعلان المغرب منح حق اللجوء السياسي للشاه. ثم عاد التمثيل الدبلوماسي الإيراني إلى المغرب بعد سنوات من القطيعة، وافتتحت السفارة الإيرانية في الرباط عام 1991 لتدخل علاقة الدولتين مرحلة جديدة من الانفتاح السياسي شهدت تغيرا في مواقف إيرانية سابقة خاصة فيما يتعلق بقضية الصحراء، حيث تدعم إيران حاليا تسوية هذا الملف من خلال قرارات الأممالمتحدة، ويقابله إقرار المغرب بحق إيران في استعمال الطاقة النووية في الأغراض السلمية.