في واقعة وصفتها الصحافة الإسبانية ب"المثيرة للريبة"، هبطت، صباح أمس الأربعاء، طائرة جزائرية خاصة من طراز "غلف ستريم" في مطار مدريد بارخاس الدولي قادمة من الجزائر، تزامنا مع رحلة رئيس الوزراء الإسباني والوفد الوزاري المرافق له إلى المغرب. وكشفت صحيفة "ذا أوبجكتيف" الإسبانية أن الطائرة الجزائرية الرسمية حطت بالمطار سالف الذكر في الساعة ال11 وعشر دقائق صباحا، في رحلة وصفتها ب"السرية واللافتة للنظر"، قبل أن تغادر بعد ساعتين فقط، وبالضبط في الساعة الواحدة و13 دقيقة بعد زوال اليوم نفسه. وأشار المصدر ذاته إلى أن أجندة الحكومة الإسبانية لم تتضمن أي اجتماع دبلوماسي، لاسيما مع الجزائر التي علقت، في يونيو الماضي، معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون مع إسبانيا، احتجاجا على تأييد قصر "مونكلوا" لخطة الحكم الذاتي للمغرب في الصحراء. ودفعت هذه الرحلة "غير العادية" صحيفة "ذا أوبجكتيف" إلى الاتصال بوزارة الخارجية الإسبانية للحصول على معلومات حول سبب الرحلة وصفة الشخصيات التي كانت على متن الطائرة الجزائرية؛ لكن الوزارة ردت بأنها "لا تتوفر على تفاصيل". وذكر المصدر ذاته في هذا السياق بواقعة مشابهة في غشت الماضي؛ لكن في الاتجاه المعاكس، بعد أن حلقت طائرة خاصة من قاعدة "توريخون دي أردوز" الجوية قرب مدريد في اتجاه مطار البليدة في الجزائر، في خضم الأزمة الدبلوماسية بين البلدين. يُشار إلى أن بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية، حل، أمس الأربعاء، بالمغرب إلى جانب وفد وزاري وازن، من أجل ترؤس، إلى جانب رئيس الحكومة عزيز أخنوش، أشغال الدورة ال12 للاجتماع رفيع المستوى المغرب-إسبانيا، بعد ثماني سنوات على عقد آخر دورة لهذه الآلية الدبلوماسية. ويشكل هذا الاجتماع، الذي من المرتقب أن يتوج بتوقيع حوالي 20 اتفاقية تعاون بين البلدين، مصدر قلق بالنسبة إلى جبهة "البوليساريو" الانفصالية؛ وهو ما اعترف به عبد الله عربي، ممثل الجبهة في إسبانيا، في حوار مع وكالة الأنباء الإسبانية "أوروبا بريس". وعبر عربي عن تخوفه من أن الاجتماع رفيع المستوى في الرباط قد يسفر عن اتفاقات تعزز ضمنيا اعتراف الحكومة الإسبانية بسيادة المغرب على الصحراء، لا سيما ما يتعلق بالمفاوضات المحتملة المتعلقة بترسيم الحدود البحرية؛ بينما انتقد عزم حكومة سانشيز فتح فرع للمعهد الثقافي "سرفانتس" بالعيون، ما سيضفي، حسبه، "الشرعية على احتلال غير شرعي".