يعاني الكثير من المغاربة في حياتهم المعيشية شتى أنواع التسيب والإسفاف والإحتقار والتهميش ، في قطاعات وإدارات ومجالات شتى .. فالمواطن المغربي اعتاد على المماطلة في اكتساب حقوقه ومباشرة مصالحه ، أما " الامتياز" في نيل وظيفة او الاستفادة مما تقرره الدولة – مبدئيا – لصالح الشعب فذلك مسار طويل و شاق وغير منتج . إن التردي الاجتماعي بلغ حدودا أصبحت لا تطاق ، وصارت الضغوط والاختناقات تحيط بفئات عريضة من الشعب من كل جانب ، مما ولد شعورا لديهم بالاستثناء القصدي في العيش بكرامة و استقرار ، وهذا ما يسمى عند العامة ب " الحكرة " التي أضحت إحساسا واقعيا و حقيقة مرة بدأت تنمو و تتزايد في ظل قساوة الظروف و اتساع الهوة الطبقية . فلا حق التوظيف متاح ، ولا التطبيب ميسر ، و لا مساعدة الدولة متوفرة ، ولا الإنصات إلى المطالب وتفهم الأوضاع قائم و لا و لا و لا .....و ما الفيضانات الأخيرة في منطقة الغرب إلا دليل على تنامي الشعور بالحكرة الفوارة ، حيث خرج الآلاف من المواطنين ينددون باسثنائهم من المعونات و المساعدات، نفس الشيء يقع يوميا في أكثر من بقعة من مملكتنا السعيدة .. الحكرة من القائد و الشرطي و الدركي و المسؤول و الوزير و العامل و الأستاذ و القاضي و الطبيب و..و..و..و.. شعار " الحكرة " هو الذي حرك جماهير الشعب في الجارة الجزائر في 2001 و في مناسبات عديدة ، و هو برميل بارود تتقاذفه السلطات في المغرب دون أن تشعر مخاطره و تداعياته.. فرفقا بالمواطن ، و ليأخذ كل ذي حق حقه ، و لتكن الكلمة الطيبة على لسان المسؤولين ، والتعاضد والتآزر و تقديم العون قواعد تسري على من يهمه الأمر ، مخافة أن تتحول " حكرة الشعب " إلى تسونامي اجتماعي جارف . [email protected]