تعيش مخيمات تندوف على امتداد اليوم الأخير من المؤتمر السادس عشر لجبهة البوليساريو صدامات حادة بين أنصار المترشحين لرئاسة التنظيم الانفصالي، إبراهيم غالي، المدعوم من لدن الجزائر، والبشير مصطفى السيد الذي أعلن ترشيحه في وقت سابق. وعاش المؤتمر، وفق ما نقلته مصادر إعلامية انفصالية من داخل المخيمات، جلبة كبيرة بعد خطاب البشير مصطفى السيد الذي عدد هزائم قيادة إبراهيم غالي على امتداد الفترة الماضية، كما انتقد استمرار تشبث "الرجل السبعيني" بولاية جديدة على رأس البوليساريو. وأوردت المصادر ذاتها أن أنصار إبراهيم غالي حاولوا التدخل من أجل وقف خطاب "المرشح الثاني" بالقوة، وهو ما رد عليه مساندو الوالي السيد بالمثل، قبل تدخل أفراد آخرين لإخراج المتعاركين وإتمام أشغال المؤتمر الذي أجل للمرة الثانية في غضون ثلاثة أيام. وانتقد السيد، وهو أخ الوالي مصطفى السيد، مؤسس جبهة البوليساريو، استمرار طموح الزعامة لدى الجيل القديم، واعدا بعدم تجاوز ولاية واحدة في حال نجاحه. كما شكلت نقطة عدم بسط التقرير المالي للمؤتمر محطة سجال حاد طالب فيه أنصار الوالي بالوضوح. وكان من المفترض أن تنتهي أشغال المؤتمر في 17 يناير الجاري، لكن مددت أطواره إلى غاية اليوم الجمعة دون أن ينتهي إلى حدود اللحظة، بسبب تفاقم الخلافات الداخلية، في ظل معارضة عدد من المؤتمرين لولاية جديدة لإبراهيم غالي الذي ترشح من جديد لهذا المنصب. هشام معتضد، الباحث في العلاقات الدولية، سجل أن "التمديد المتواصل يترجم الهشاشة التنظيمية للانفصاليين، والتدبير السياسي المتحكم فيه من طرف الجزائر التي تسعى بكل ثقلها إلى تكريس غالي على رأس الجبهة لأسباب أمنية وسياسية مرتبطة بتنفيذ مخطط تدعمه القيادة العسكرية الجزائرية في المخيمات والمنطقة". وأضاف معتضد أن "هناك ارتباكا كبيرا ومفاوضات عسيرة داخل المخيمات للخروج بحل يحافظ على وحدة البوليساريو، لكن بضمانات تقليدية تتيح للجنرالات الجزائرية التحكم في القرار السياسي والخيار العسكري للجبهة، وهو ما يصطدم بالمعارضة الداخلية والشباب السياسي للبوليساريو الذي يعارض الخط السياسي التدبيري لغالي". وهدف عشوائية المؤتمر، وفق المصرح لهسبريس، التشويش على خط المعارضة داخل الجبهة، وفتح المجال لتنفيذ خريطة طريق الجهاز العسكري الجزائري، والمتعلقة بالالتزام المطلق والكلي للقيادة المنتخبة بتنفيذ مخطط الجزائر في المنطقة، وتنزيل مشروعها السياسي باسم البوليساريو. وتابع المتحدث ذاته: "مؤتمر البوليساريو يبقى تجمعا سياسيا شكليا ومسرحية تنظيمية لتبرير الهيكل السياسي للبوليساريو بتمويل وإعداد جزائري، من أجل إعطاء صبغة مؤسساتية لهذا التنظيم الذي تسعى جنرالات الجزائر من خلاله إلى خلق نوع من عدم الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة".