نظام الجنرالات يسخر جسرا جويا عسكريا لنقل مؤتمرين "مزيفين" لمخيم الرابوني على بعد على أقل من أسبوع من التئام مؤتمر جبهة الانفصاليين بمخيمات تندوف، تدخلت الجزائر بحزم وقوة لإعادة ترتيب البيت الداخلي المنفجر لقيادة الرابوني و تمهيد الطريق لولاية ثالثة لدميتها الطيعة إبراهيم غالي ضدا على إرادة قيادات بارزة بالبوليساريو أعلنت منذ أشهر العصيان السياسي على قائدها المنصب المفروض منذ وفاة عبد العزيز المراكشي في ظروف مريبة شهر ماي 2016 .
المعلومات المتسربة من المخيمات تؤكد أن السلطات الجزائرية تدخلت نهاية الأسبوع لوضع حد لحرب الاجنحة و صراع الزعامات القبلي الذي كاد يعصف بالجبهة الانفصالية بعد فشل الأمين العام لجبهة البوليساريو في جمع القيادات العسكرية للجبهة و اقناعها بالتوافق على تشكيلة القيادة السياسية التي ستقود المرحلة المقبلة .
القيادة العسكرية الجزائرية بتندوف أرغمت ثلاثة شخصيات قيادية نافذة بالجبهة الانفصالية على سحب ترشيحاتهم لقيادة الجبهة في مواجهة غالي الذي فقد دعم و تزكية أقرب مساعديه , وتعالت الأصوات المطالبة برحيله .
و يتعلق الامر بعبد القادر الطالب عمر ممثل الجبهة في الجزائر، والبشير مصطفى السيد مستشار إبراهيم غالي ومحمد إبراهيم بيد الله المنسق العسكري لميليشيات الجبهة الذين توصلوا بتعليمات صارمة بالتنازل مؤقتا عن طموحاتهم في قيادة الجبهة , مقابل الاستمرار في التمتع بامتيازات عينية و مالية توفرها الجزائر لهم منذ زهاء خمسة عقود .
و كان المدعو غالي قد استنجد قبل أسبوع بالجزائر بعد عجزه عن تحقيق التوافق حوله لعهدة ثالثة على رأس القيادة الانفصالية خلال آخر اجتماع للجنة تحضير مؤتمر الجبهة و نجاح معارضيه في تمرير مقرر تنظيمي يفتح المجال لترشيحات مدروسة لقيادة الجبهة وفق شروط حددتها اللجنة تقطع الطريق على طموحات الجيل الجديد من زعامات البوليساريو من قبيل أبي بشرايا البشير مسؤول العلاقات الخارجية وممثل الجبهة لدى الاتحاد الأوروبي , الذي أعلن منتصف دجنبر استقالته من مهامه بالبوليساريو , كاشفا الصراع المرير لأجنحة القيادة الانفصالية التي تتحكم فيها الولاءات القبلية والتكالب على الامتيازات التي توفرها المراكز القيادية و التمثيلية .
إبراهيم غالي وللحد من نفوذ منافسيه المحتملين داخل المؤتمر سارع الى تنصيب لجنة من المقربين اليه للتحكم في مخرجات المؤتمر تضم محمد سالم ولد السالك المسؤول عن العلاقات الخارجية للجبهة و يسلم بيسط ممثل البوليساريو بجنوب إفريقيا، وخيرة بلاهي المسؤولة عن اللوجيستيك بالمخيمات ومحمد سيداتي ممثل البوليساريو السابق لدى الاتحاد الأوروبي.
الجناح المناهض لغالي تفطن لمناورة مجموعة غالي و تمكن من تلغيم الاجتماع الأخير للأمانة العامة للبوليساريو و تمرير مقرر يقضي بفتح المجال لتعدد الترشيحات للزعامة بالمؤتمر. حدة الانقسامات و التوتر بين جناح إبراهيم غالي المحاط بقليل من الأتباع ، المتمسك بمطلب المرشح الوحيد رغم حالته الصحية المتدهورة و التيار المناهض لتجديد عهدته نتيجة الحصيلة السياسية و العسكرية الفاشلة لتسييره للجبهة منذ سبع سنوات دفعت القيادات الانفصالية المتربصة به إلى الاتفاق على تأجيل تاريخ المؤتمر في انتظار ترتيب البيت الداخلي , لتتدخل الجزائر التي قررت فرض تجديد ولاية غالي و كلفت طيرانها العسكري بتأمين جسر جوي عسكري لنقل مئات المؤتمرين المزيفين من موريتانيا و اسبانيا و الجزائر نحو مخيم الرابوني الذي سيحتضن نهاية الأسبوع الجاري المؤتمر الشكلي للجبهة الانفصالية تحت مراقبة و تحكم ضباط من المخابرات العسكرية الجزائرية .