تعيش جبهة "البوليساريو"، منذ إعلان وفاة عبد العزيز المراكشي، صراعا داخليا حقيقيا بين الطامحين لمنصب زعيم الجبهة الانفصالية، خاصة بين خطري الدوه وابراهيم غالي. وفي حين يقول المحللون إنه من غير المنتظر أن يفلت منصب الرئيس من أي واحد من رجال الجزائر الأوفياء داخل الجبهة، اجتمعت قيادة الجبهة الانفصالية الاثنين في مخيمات تندوف بالصحراء الجزائرية للاتفاق على الأسماء المرشحة لمنصب رئيس الجبهة. وفي هذا الصدد، قال عبد الرب البقال، الأكاديمي المغربي والمتخصص في الشؤون العربية، إن وفاة عبدالعزيز، زعيم جبهة "البوليساريو"، جعلت قيادة الرابوني تعيش في حالة استنفار تنظيمي، رغم أن المادة 49 من القانون الأساسي للجبهة، تقضي بتولي رئيس المجلس الوطني "خطري الدوه"، منصب رئيس الجبهة، لحين انتخاب الأمين العام الجديد. وأوضح البقال، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء "سبوتنيك"، الروسية، أن القانون يقضي بانتخاب الأمين العام الجديد في مؤتمر استثنائي يعقد خلال 40 يوما من خلو منصب الرئيس، ولكن الأزمة الآن التي يواجهها قيادات الصف الأول للجبهة، تتعلق بمخاوفهم من الخليفة المنتظر للزعيم الراحل. وأضاف "هناك خلافات مهمة بين أعضاء المجلس الوطني للجبهة، حول الزعيم الجديد، وهي معلومات تسربت من لقاء طارئ جرى بمخيم 27 فبراير، حيث إدارة قيادة الجبهة، وتشير التوقعات إلى أن المؤتمر الاستثنائي للجبهة المرتقب يومي الأحد والاثنين 10 و11 يونيو، ستتم خلاله الترشيحات، من جانب جيل الثورة، بينما هناك جبهة أخرى داخل المجلس، يدعمها شباب المخيمات، تميل لترشيح عسكريين "أكثر راديكالية" ضد المغرب". وحسب البقال، فإن أبرز الأسماء المرتقب ترشحها لخلافة محمد عبد العزيز، على رأس قيادة الرابوني، هم عبدالقادر الطالب عمر، وهو معروف باعتداله النسبي، والرئيس المؤقت خطري الدوه، وهو مشهود له ب"التشدد"، ومشهور بدعوته للحرب مع المغرب. وفي المقابل، تتجه القيادة، لحسم الأمر بين اسمين آخرين، الأول هو متزعم التيار الراديكالي، جنرال الجبهة، محمد لمين ولد البوهالي، الذي لم يخف يوما، استعداده لخوض معركة مسلحة ضد المغرب، أما الثاني، فهو سفير "البوليساريو"، بالجزائر، إبراهيم غالي، وهو من أكثر المقربين من النظام الجزائري، في صفوف قيادات الجبهة.