تعيش قيادة الرابوني، بمخميات تندوف، منذ الساعات الأولى، من يوم أمس الثلاثاء، على حالة "إستنفار تنظيمي"، بعد إعلانها وفاة الرجل الأول، في تنظيم الجبهة، محمد عبد العزيز، بعد مرض التهاب الرئتين، في إحدى المستشفيات الأمريكية. وظل الزعيم الراحل، يمثل لدى النظام الجزائري، طيلة ثلاثة عقود الماضية، رجل المرحلة، كونه كان الأكثر انسجاما مع سياستها وتوجهات الموسسة العسكرية فيها، من باقي الرفاق. وعلى الرغم من الخضوع الآلي لقيادة الجبهة، بمخيم "27 فبراير"، للمادة 49 من القانون الأساسي للجبهة، التي تقضي بتولي رئيس "المجلس الوطني" (خطري الدوه)، منصب رئيس الجبهة، إلى غاية انتخاب الأمين العام الجديد، للجبهة، في مؤتمر استثنائي يعقد في ظرف 40 يوما من وفاة الرئيس، يظل "التوجس"، لدى قيادات الصف الأول للجبهة، حول طبيعة من سيخلف الراحل. خلاف حول "الزعيم" وحسب معطيات استقاها "اليوم24″، من مصادر جيدة الإطلاع، بمخيمات تندوف، فإن هناك خلافات مهمة بين أعضاء "المجلس الوطني" للجبهة، حول طبيعة "الزعيم" الجديد، تسربت من لقاء طارئ جرى، زوال أمس الثلاثاء، بمخيم "27 فبراير"، حيث إدارة قيادة الجبهة. وتشير معطيات "اليوم24″، إلى وجود أطراف في قيادة الجبهة، تسارع إلى ضبط مخرجات المؤتمر الاستثنائي للجبهة، المرتقب يومي الأحد والإثنين 10 و11 يونيو 2016، من خلال ترشيح أسماء متروية ومتريثة من "جيل الثورة". وبالمقابل، تدفع جهة أخرى، في "المجلس الوطني"، تجد لها مساندة من شباب المخيمات، إلى ترشيح أسماء عسكرية "أكثر راديكالية"، ضد المغرب. أسماء مرشحة وفي سياق متصل، أفادت معطيات حصل "اليوم24″، عليها من مصادر حسنة الإطلاع بملف الصحراء، ان الأسماء المرتقب ترشحها لخلافة محمد عبد العزيز، على رأس قيادة الرابوني، تهم جناحين، الأول معروف باعتداله النسبي، والثاني، مشهود له ب"التشدد"، ودعوته للحرب مع المغرب. ويأتي على رأس الجناح الأول، كل من رئيس حكومة "البوليساريو"، عبد القادر الطالب عمر، والرئيس الحالي المؤقت، رئيس "المجلس الوطني"، خطري الدوه. فيما تتجه القيادة، للحسم فيما بين إسمين إثنين، لترشيحهما، لخلافة الزعيم الراحل، في مؤتمر ال10 من يونيو المقبل، الأول هو متزعم التيار الراديكالي، جنرال الجبهة، محمد لمين ولد البوهالي، الذي لم يخفي يوما، استعداده لخوض معركة مسلحة ضد المغرب، أمام الثاني، فهو سفير "البوليساريو"، بالجزئر، إبراهيم غالي، وهو من أكثر المقربين من النظام الجزائري، في صفوف قيادات الجبهة. نزاع يتجاوز الشخوص وفيما إن كانت وفاة زعيم "الجبهة"، قد تغير من عقدة معادلة النزاع حول الصحراء، بين المغرب وجبهة "البوليساريو"، لا سيما فيما يتعلق بخط المفاوضات بين الطرفين، قال الأستاذ الجامعي، ورئيس مركز الدراسات الصحراوية، رحال بوبكريك، ل"اليوم24″، ان قضية نزاع الصحراء، تتجاوز شخص زعيم الجبهة، ورئيس الجزائر، عبد العزيز بوتفليقة. وأفاد ان "نظام الجبهة، جزء من النظام الجزائري، الذي لم يتغير على الرغم من وفاة بوضياف وبومدين.." وأوضح، ان وفاة زعيم الجبهة "لن يغير من معادلة الحل للنزاع شيئا" قائلا :"وفاة عبد العزيز لن يغير شيئا، فالمتحكم في الجبهة، هو النظام الجزائري..". وأضاف، رحال، ان "المؤتمر الاستثنائي، قد يحدث بعض التغييرات الطفيفة، على مستوى بعض الهياكل، مع بعض التوازنات والترضيات القبلية، خلال هذه المرحلة الانتقالية". انتظارات المغرب ومن جهته، قال رئيس "المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات"، عبد الفتاح البلعمشي، في حديث مع "اليوم24″، انه على المغرب، ألاّ يعول على وفاة زعيم الجبهة، في مسألة حل نزاع الصحراء. وأوضح الجامعي، ان ملف نزاع الصحراء، "تحكمه مستويات أكثر تعقيدا من وفاة الرجل الأول في جبهة "البوليساريو"، إشارة إلى المجتمع الدولي، باعتبار قضية الصحراء "مدولة" في رفوف الأممالمتحدة. وأشار بذلك، إلى ضرورة تركيز المغرب، على الدبلوماسية الاقتصادية والاجتماعية، فضلا عن الحضور الدولي. وعموما، تشير السيناريوهات، المتعلقة بمآل رحيل زعيم الجبهة، على قضية نزاع الصحراء، إلى كون القيادة الجديدة للجبهة، التي سيفرزها مؤتمرها الاستثنائي، في ال10 من يونيو الجاري، لن تخرج عن مربع الشخصيات التاريخية التي عاصرت تاسيس البوليساريو والتي لا تختلف مع الجزائر، الراعي الرسمي للجبهة، في مثقال ذرة، بالداخل والخارج .