أياما قليلة بعد إعلان ولادة حركة معارضة جديدة لقيادة البوليساريو هددت في بيانها التأسيسي بطرد قيادة الجبهة خارج المخيمات، أعلنت قيادة الرابوني زوال أمس الثلاثاء وفاة زعيمها محمد عبد العزيز المراكشي المزداد بمراكش قبل 68 سنة متأثرا باستفحال داء سرطان الرئة. وبالجزائر التي تراقب الوضع بالمخيمات باهتمام بالغ منذ تدهور صحة زعيم الجبهة أعلن الرئيس بوتفليقة حدادا وطنيا لثمانية أيام كاملة عبر كامل التراب الجزائري. و كان المراكشي قد غاب عن واجهة الساحة السياسية بالمخيمات قبل أسابيع ، وهو ما قوى حرارة حرب التطاحنات الداخلية لخلافته و التي تأججت قبل أسبوعين ، حينما أشهر القيادي بالجبهة عبد القادر الطالب تفويضا موقعا من المراكشي يخوله الحلول مكانه في اختصاصاته، و هو ما كان محل اعتراض بقية قيادات الجبهة ، لينتهي الاجتماع العاصف للجبهة بمواجهة دموية بضاحية المخيمات تم خلالها تصفية عدد من المحسوبين على الجناح العسكري للجبهة بدم بارد، و تم تداول صور جثتهم الممثل بها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي . وبمقتضى قوانين الجبهة، يخلف خطري أدوه كبير فريق مفاوضي الجبهة الزعيم المتوفى مؤقتا في انتظار الدعوة الى مؤتمر استثنائي للجبهة الانفصالية في ظرف 40 يوما ، غير أن المعطيات الميدانية وحالة الترقب والاستنفار القصوى المطبقة بالمخيمات منذ أيام تجزم أن مسألة خلافة المراكشي لن تتم بالسلاسة و اليسر، حيث تظل الأمور قابلة للتطور والاشتعال في أية لحظة و مفتوحة على كافة السيناريوهات حتى الدموية منها . وألقت وفاة زعيم جبهة البوليساريو بثقلها على الانفصاليين في مخيمات تندوف ومن ورائهم الجزائر، وقد تزيد من اشتعال الصراعات التي عرفتها الجبهة في السنوات الأخيرة. وقد لوحظ غياب المراكشي المتكرر مؤخرا عن الأضواء وتكليف قياديين بالجبهة بمهمَّات دبلوماسية إلى الخارج خصوصا في القمة الأفريقية بأديس أبابا. و تم التعتيم على المراحل الخطرة من المرض التي مر بها زعيم بوليساريو، وذلك لتهيئة المجال لقادة الصف الأول للتحضير لمرحلة ما بعد الرئيس.