تفيد التقارير الواردة من مخيمات تندوف أن قيادة الرابوني و بتوجيه من المخابرات العسكرية الجزائرية بصدد إعداد فصول مسرحية جديدة لحبك سيناريو المؤتمر المرتقب لجبهة البوليساريو، بما يضمن عودة التيار الموالي للجزائر و الطيع لأوامرها الراضخ لرغباتها لقيادة مرحلة جديدة من عمر الجبهة الانفصالية المحتضرة ،و ضخ جسدها القيادي المتهالك بجرعة مقوية تضمن استمرار الطغمة المتنفذة التي توظف المشروع الانفصالي الوهمي لنفخ أرصدتها البنكية بلاس بالماس أو باسبانيا و غيرها ، في مقابل مواصلة المهام القذرة الموكولة اليها من طرف راعيتها الجزائر منذ منتصف السبعينيات و المتمثلة في مضايقة المملكة و الانتصاب كخنجر يدمي خصرها و يعرقل مسارها التنموي بشعارات منبوذة من عهد الحرب الباردة . أولى تفاصيل المخطط المحبوك أو المؤامرة المتجددة في حق عشرات آلاف الصحراويين المحاصرين ضدا على إرادتهم في صحراء لحمادة ، لاشباع نهم و غرور و تنطع النظام الجزائري الباحث عن الهيمنة و الريادة الاقليمية بجميع الوسائل و الغايات الشرعية و المحظورة , تمثلت في تلميح زعيم جبهة الرابوني الانفصالية قبل أيام عن نيته مغادرة منصب القيادة خلال المؤتمر 14 المرتقب للجبهة نهاية السنة الجارية ، لكنه و قبل محطة المؤتمر أشرف شخصيا على تنصيب لجنة تحضيرية صورية أغرقها بالمقربين اليه و المسبحين بحمده حتى أنها تضمنت أسماء قياديين بالجبهة موضوع تقارير حقوقية دولية لتورطهم في قضايا التعذيب، والاتجار بالمخدرات و تبييض الأموال و تحويل المساعدات الانسانية . ثاني المؤشرات المشبوهة حسب ذات المصادر ، قرار قيادة البوليساريو تنظيم فعاليات المؤتمر المسرحية بداخل مخيمات تندوف بعد أن دأبت الجبهة الانفصالية منذ عشرين سنة تنظيمه ببلدة تيفاريتي الواقعة بالمنطقة العازلة بموجب اتفاق إطلاق النار في الوقت الذي تقدمه القيادة الانفصالية زورا و بهتانا كمنطقة محررة . ففي الوقت الذي تزعم جبهة الرابوني أن قرار تنظيم المؤتمر المرتقب داخل المخيمات أملاه ملتمس لادارة بعثة المينورسو استجابة لاعتراض مغربي على احتضان منطقة عازلة تحت مراقبة الأممالمتحدة لنشاط سياسي وعسكري للجبهة تؤكد معلومات /العلم / من داخل إقامة المراكشي بقلب الرابوني ، أن قرار التراجع عن تنظيم المؤتمر ببلدة تيفاريتي مرده تخوف الجبهة من تكرار سيناريو الطبعة 13 من مؤتمر البوليساريو ، حين فوجىء ضيوف المؤتمر المهزلة من الأجانب بمجموعات من شباب المخيمات المنتظمين ضمن معارضة قوية للمراكشي و أذنابه تصطف على طول الطريق المؤدي من المخيمات الى مقر المؤتمر المخدوم،حاملة لافتات تطعن في شرعيته وتطالب بإبعاد المراكشي و حاشيته قبل أن تتدخل كتائب الجبهة الأمنية لمحاصرة وتطويق المحتجين وإبعادهم مؤقتا عن أنظار «المؤتمرين» المشكلة لائحتهم من تسعين في المائة من أنصار القيادة الفاسدة و المتنفذة بالقوة . قيادة الرابوني تتخوف من تكرار سيناريو الاحتجاجات موازاة مع المؤتمر و النظام الجزائري يطالب قيادة الرابوني بضمانات عودة مجموعة طيعة للأجندة الجزائرية و مذعنة في تنفيذ جميع المخططات القذرة التي تقررها قيادة قصر المرادية . عبد العزيز المراكشي بالتلميح بقرار التنحي و تجييش قوائم المؤتمرين بالأنصار و التابعين يراهن على مسرحية مخدومة لدفع المؤتمرين لحمله على الأعناق نحو كرسي الرئاسة و إجباره بمنطق المشروع الانفصالي الوهمي لمواصلة دور الزعيم الخالد والأبدي في حين حسابات الجزائر لا تتقاطع بالضرورة مع آمال و تطلعات زعيم الجبهة ، بل إنها شرعت منذ أشهر في تحضير لائحة بالشخصيات المرشحة لخلافة المراكشي والقادرة على التماهي مع الأدوار المنوطة به من طرف أولياء نعمته ،وبذلك سيتكرر سيناريو مؤتمر تيفاريتي قبل أربع سنوات مع تغيير بسيط في الأشخاص وأبطال المؤامرة الجديدة التي ستفرز آخر مبررات الوفاة الحتمية للأسطورة الانفصالية الوهمية .